موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات سيّرت 40 طائرة شحن لدعم ميليشيات حفتر في أقل من شهر

319

يواصل النظام الحاكم في دولة الإمارات تدخله العسكري العدواني في ليبيا عبر دعم ميليشيات خليفة حفتر بالعتاد العسكري خارقا بذلك الحظر الأممي على توريد السلاح إلى البلاد.

وأفاد مراقبون لحركة الملاحة الجوية الدولية، أن 3 طائرات شحن أقلعت من الإمارات متجهة إلى شرقي ليبيا، ليرتفع عدد طائرات الشحن الإماراتية إلى 40 طائرة في أقل من شهر.

وأوضح عدة مراقبين موثوقين عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الإمارات أرسلت في الفترة بين تاريخي (12 إلى 26) كانون ثاني/يناير الماضي 37 طائرة شحن إلى ليبيا، وعدد الرحلات اليومية يتراوح من 2 إلى 3.

وأضافوا أنه تم رصد 3 طائرات شحن أقلعت من مطار أبو ظبي العسكري، مساء الجمعة الماضية اتجهت نحو شرق ليبيا، معقل مليشيات خليفة حفتر.

وبذلك يرتفع عدد طائرات الشحن الإماراتية إلى قوات حفتر، إلى 40 طائرة في الفترة من 12 يناير الماضي حتى الجمعة وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التركية

واعتبارا من موعد بدء وقف إطلاق النار في ليبيا، بتاريخ 12 يناير الماضي، تم رصد كثير من التعزيزات الإماراتية جوا وبرا عبر الحدود المصرية.

وتشير وسائل إعلام دولية إلى احتمال أن تكون طائرات الشحن الإمارتية محملة بتعزيزات عسكرية، وعناصر مرتزقة دعما لقوات حفتر.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجومًا للسيطرة على طرابلس مقر الحكومة الشرعية؛ ما أجهض جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين.

ويتكرر قصف العاصمة طرابلس ومطارها الرئيسي معيتيقة رغم موافقة حفتر على وقف لإطلاق نار، بمبادرة تركية روسية، منذ 12 يناير الجاري.

كما يمثل هجوم حفتر المتواصل على طرابلس منذ أبريل الماضي، تحديًا لمؤتمر دولي استضافته برلين، في 19 كانون ثاني/يناير الماضي، بمشاركة دولية، شد ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، والعودة إلى المسار السياسي لمعالجة النزاع.

وقبل أيام أظهرت صور حديثة لآليات عسكرية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر أن الإمارات زودت الجنرال الليبي بآليات عسكرية لم يسبق أن شاركت في المواجهات الدائرة في ليبيا.

ويزيد ذلك من تعقيد الحرب الليبية ويدفع بالإمارات للواجهة كمشعل حرب في الدولة الأفريقية التي تعاني من اضطرابات منذ قرابة عقد من الزمان.

ونُشرت الصور عبر الحساب الرسمي في فيسبوك ل”كتيبة طارق بن زياد” التابع لـ”حفتر” والتي تتمركز في منطقة سرت وتستعد تلك المدرعات للمشاركة في العملية العسكرية ضد العاصمة الليبية طرابلس حيث تتواجد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

والمدرعات حسب خبراء عسكريين من طراز “إنكاس تيتان- دي إس أي بي سي INKAS TITAN-DS APC” وهي مصنعة من قبل شركة انكاس الإماراتية، ومقرها دبي.

وجرى الإعلان عنها للمرة الأولى في معرض الأسلحة اندكس عام2019 الذي أقيم بأبوظبي. وتعتمد المدرعة على هيكل من دودج الأميركية لصناعة السيارات، بحسب ما تقوله الشركة على موقعها الرسمي.

وكانت الإمارات قد اتفقت مع الأطراف الدولية المشاركة بمؤتمر برلين حول الوضع في ليبيا منتصف يناير/كانون الثاني 2020على وقف تصدير الأسلحة إلى ليبيا.

لكن الدولة لم تتوقف، فخلال الأسبوعين الأخيرين من نفس الشهر عززت أبوظبي بقوة دعمها لمعسكر حفتر، بما يقرب من ثلاثة آلاف طن من التجهيزات والمعدات، ما يعادل حجم ما زودته به خلال العام الماضي. حسب ما أفادت به نشرة “انتليجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية.

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تلك المعلومات، متحدثة عن عشرات الرحلات الجوية القادمة من الإمارات إلى ليبيا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، كانت تحمل أسلحة لدعم قوات حفتر، وهذه الرحلات عبَرت الأجواء المصرية.

ويشير تقرير جديد للأمم المتحدة مكون من 400 صفحة نشر العام الماضي إلى أن الإمارات استمرت بتزويد خليفة حفتر بالأسلحة في نقض لقرار مجلس الأمن الذي تم اتخاذه عام 2011 بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وفي 2019 -أيضاً- تم الكشف أكثر من مرة عن وجود أسلحة أمريكية بيعت للإمارات بيد المقاتلين التابعين لخلفية حفتر، ما أدى إلى فتح تحقيق أمريكي قد يؤدي إلى وقف المبيعات العسكرية الأمريكية لدولة الإمارات لانتهاك أبوظبي شروط المستخدم النهائي للسلاح.

يعتمد مجرم الحرب خليفة حفتر على الإمارات، كما تعتبره أبو ظبي رجلها الأول في ليبيا، ويتلقى حفتر دعماً إضافياً من مصر وروسيا (ظهر دعم موسكو العام الماضي).

لكن حساب التفاضل والتكامل الخاص بالجنرال الليبي -الذي يحكم شرق بلاده بالخوف- معيب وسيء للغاية، فقد احتاج ثلاث سنوات للسيطرة على مدينة “بنغازي” المدينة الثانية في البلاد بعد أن حولها إلى أنقاض مدمراً بنيتها التحتية وقتل وأصاب الآلاف من المدنيين فيها.

وفي إبريل / نيسان2019 قال حفتر إن الاستيلاء على العاصمة طرابلس سيستغرق أياماً فقط لكنه حتى اليوم مستمر في محاولة الدخول إلى أطرافها، حيث تنتظره قوة كبيرة مثل “قوات مصراته” والقوات الحكومية التي باتت تدعمها تركيا.

يزرع حفتر “المزيد من الفوضى” في ليبيا كما يقول الليبيون ومعظم الدول الغربية. وخاطرت الإمارات ومصر منذ 2014 بتحويل الحرب الأهلية في ليبيا إلى صراع إقليمي ودولي، وهو ما يبدو واضحاً في أفق ليبيا في الوقت الحالي، بدخول الأتراك والروس وحتى الأمريكيين والفرنسيين والإيطاليين، وقد يندفع الجزائريون والتشاديون ودول أخرى في المنطقة للمشاركة بقوة في حرب بالوكالة ستترك ما تبقى من ليبيا خراباً.

ومنذ سنوات توجد قاعدتين إماراتيتين على الأقل في ليبيا، حيث يوجد عدداً من الضباط الإماراتيين قاعدة الجفرة (600 كم جنوب شرقي طرابلس) لإدارة الطائرات بدون طيار دعماً لحفتر، وتعرضت القاعدة لقصف من حكومة طرابلس نهاية العام الماضي، وعلى إثر ذلك غادروا القاعدة إلى مكان أخر لاستمرار تشغيل الطائرات بدون طيار اشترتها الإمارات من الصين.

وارتكبت تلك الطائرات مجازر بحق المدنيين الليبيين ويجري تحقيق دولي في ضلوع أبوظبي بقصف مخيم للنازحين وقصف أخر استهدف مركز اعتقال في طرابلس أدى إلى مقتل عشرات منهم خلال 2019. وقصف عرض عسكري للقوات الحكومية في نفس المدينة.

وقال فريدريك وهري أحد كبار مستشاري معهد كارنيغي للسلام الدولي في مقال: “في الأيام الأخيرة استأنف حفتر العمليات القتالية بعدما شجعه التدفق المتزايد للأسلحة الإماراتية، فقصف مطار العاصمة طرابلس والمناطق المدنية وحاصر موانئ النفط، مما تسبب في انخفاض الإنتاج بشكل كبير وزاد من معاناة الليبيين، في تصعيد خطير قد يغرق العاصمة الليبية في حمام دم لا يتصور”.

من جهته قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية محمود الرملي “إن حفتر مجرم بكل المقاييس الدولية ولا يمكن مقارنته بالحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، كما أن حفتر يتحرك بدعم إماراتي مصري سعودي، والذخائر التي تقتل الليبيين اليوم هي ذخائر مصرية وإماراتية”.

وأضاف الرملي أن “تقرير خبراء الأمم المتحدة يؤكد مشاركة طيران إماراتي ومصري بقصف الشعب الليبي، ولا يوجد في ليبيا جيش باسم جيش حفتر، ومن يقاتل معه هم مجموعة من المرتزقة بأموال إماراتية، والحل في ليبيا سيكون بدون حفتر، وجرائمه بحق الليبيين كثيرة وسيحاسب عليها”.