قال تقرير بريطاني إن أطماع دولة الإمارات في ليبيا أصبحت مهددة بفعل تنامي التدخل الروسي في البلاد، متوقعا أن تتعرض أبوظبي لأكبر خدعة إستراتيجية في المنطقة.
وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة إندبندنت البريطانية، أن الإمارات التي تدعم ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر تواجه تحولا إستراتيجيا في ظل تطلع موسكو للمزيد من النفوذ من الممكن أن يعود بالوبال على أطماع أبوظبي.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حوّل انتباهه إلى ليبيا في إطار سعيه لتهديد “حلف الناتو” بعد تفوقه على الغرب في سوريا، وتوقع أن يشكل الوجود الروسي هناك أكبر ضرر بمصالح مصر والإمارات.
وذكر أن ما يجري بليبيا حاليا هي جولة جديدة من لعبة شطرنج الشرق الأوسط، التي تبدو فيها واشنطن في موقف الدفاع مرة أخرى.
وأوضح التقرير أن مسؤولين أميركيين وتقارير كشفوا أن الروس يكدسون القوات والأسلحة والمرتزقة، مضيفا أنه يبدو قبل كل شيء أن الروس يضعون قواعد في ليبيا لثنائي إستراتيجي مع الأتراك على غرار القواعد التي أتُبعت بشكل جيد للغاية في تقسيم النفوذ بين البلدين في سوريا، الأمر الذي ترك الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبدو غبيا.
واعتبر التقرير ليبيا دليلا آخر على أن سياسة التقاعس التي تسعى إدارة ترامب لاتباعها هي أكبر رصيد إستراتيجي يمتلكه بوتين الذي يحاول التأكد من أن موسكو تسد الفراغ في القيادة الذي خلفته سياسة ترامب.
وقال إنه وبعد أربع سنوات من دعمها للواء المتقاعد خليفة حفتر، أدخلت روسيا طائرات مسيرة ومدفعية وقوات برية لتشكيل النتيجة النهائية للحرب في ليبيا. وفوق تمتعها بحق النقض على أي قرار محتمل بشأن ليبيا، تحاول روسيا حصار الناتو من الجنوب، ومن المؤكد أن هذه الخطوة الإستراتيجية قد أقلقت أوروبا.
كما أن روسيا وفي سعيها لتجهيز موطئ قدم لها في ليبيا، تبحث حاليا للحصول على فرصة الوصول للموانئ الليبية الإستراتيجية على البحر المتوسط لفتح الطريق أمام المزيد من التوسع لنفوذها في أفريقيا، والتأثير على تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أوروبا، وهذه واحدة من مشاكل أوروبا التي ترغب روسيا في التمتع ببعض القدرة للتأثير عليها، بالإضافة إلى العودة بليبيا إلى عهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي كسوق عامرة للأسلحة الروسية، كما يقول الكاتب.
وأضاف أنه من الخطأ التفكير بأن روسيا تستهدف في ليبيا دعم قوات حفتر. ففي الواقع، يقول التقرير إن موسكو تلعب لعبة مزدوجة على طرفي الحكم في ليبيا وتخوض فيها بعناية انتظارا للطرف المنتصر في نهاية الأمر للتحالف معه.
ولفت الانتباه إلى ما أسماها بنقلة جديدة في الصراع بليبيا وهو ما يمكن أن يتحول إلى شراكة خطرة بين موسكو وأنقرة نسجا على منوال إستراتيجيتهما المشتركة في سوريا التي استهدفت إبعاد الجميع وتقسيم الغنائم بينهما.
وقال إن تركيا تدعم ما لا يزال بالإمكان وصفها بأنها معارضة سورية معترفا بها من الغرب ضد الأسد، وتلقي بثقلها وراء حكومة ليبية مدعومة من الغرب ضد رجل قوي آخر ينشر قوة عسكرية للسيطرة على المدن الكبيرة، ولكن كما هي الحال في شمالي سوريا، فإن التردد الغربي قد يعني أن موسكو وأنقرة ستتمتعان بنفوذ كبير.
وتدعم الإمارات بالمال والعتاد العسكري ميليشيات حفتر في هجومها على العاصمة الليبية طرابلس ضد الحكومة المعترف بها دوليا سعيا لخدمة أطماع أبوظبي في كسب النفوذ ونهب مقدرات وثروات البلاد.
ويبرز مراقبون أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا تجاه جرائم حفتر ودعم أبوظبي له، ولم يتحرك لحماية المدنيين بليبيا، أو يضع حدا لجرائم حفتر ومن يدعمه من الدول وفي مقدمتها الإمارات، رغم أن الأمم المتحدة أكدت طوال السنوات الأربع الماضية قتل حفتر المدنيين، وتورط دول بعينها في تزويده بالسلاح والعتاد، ومن هذه الدول مصر والإمارات.
ويتحدث المراقبون عن دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا بإيعاد من الإمارات تتحرك من خلف الكواليس لمنع وصول يد العدالة لحفتر؛ وذلك حفاظا على مصالحها الخاصة.