أثيرت تساؤلات مؤخرا حول مستقبل علاقات الإمارات وسلطنة عُمان عقب وفاة السلطات قابوس آل سعيد بالنظر إلى سلسلة الخلافات والتوترات بين الجانبين على مدار عقود.
وسرعان ما بدأ الإعلام الرسمي للنظام الإماراتي التحريض على سلطان عٌمان الجديد هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد بعد أيام من إهانته ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
وادعى موقع أمني تابع لجهاز أمن الدولة الإماراتي أن طارق بن تيمور، والد سلطان عمان الجديد هو من مواليد مدينة إسطنبول التركية، وأن جدة السلطان الجديد (أم والده) تركية الأصل، كما أن والده كان في بداية حياته يجد صعوبة في التحدث باللغة العربية في سنواته الأولى في تركيا مع والدته.
وكانت أظهرت مقاطع تلفزيونية تعمد سلطان عٌمان الجديد إهانة محمد بن زايد قبل أيام. إذ تناقل مغردون على موقع تويتر مقطع فيديو يظهر فيه السلطان هيثم وهو يتجنب مصافحة بن زايد عقب لقاء قصير جمعها في العاصمة العمانية مسقط.
كما أن نظرات السلطان هيثم عند استقباله محمد بن زايد غلب عليها التهجم والسخط ولم يظهر عليه أي ترحيب بولي عهد أبو ظبي.
وذكر المغردون أن سلطان عُمان الجديد يعرف تمامًا نوايا محمد بن زايد ومؤامراته على السلطنة وشعبها، لذلك عامله بما يليق به.
#الامارات #سلطنة_عمان #Abu_Dhabi #ابوظبي #مسقط #السلطان_قابوس #السلطان_هيثم_بن_طارق_آل_سعيد #محمد_بن_زايد pic.twitter.com/Diy1zALrXw
— Emirates Leaks (@emirates_leaks) January 19, 2020
وحتى خمسينيات القرن الماضي لم تكن لدى الإمارات وعُمان حدودا مرسومة، فيما حتى العام 1971 كانت مسقط تعتبر الإمارات جزءًا من أراضيها.
وقد زادت الخلافات بين البلدين بعد اكتشاف النفط من أجل السيطرة على العائدات المالية الكبيرة.
ومع بداية السبعينيات وصول قابوس إلى السلطة وإعلان استقلال الإمارات تحسنت العلاقات قليلا لكن لم تفتح مسقط سفارة لها في الإمارات حتى عام 1987، فيما وصل أول سفير عُماني إلى أبو ظبي عام 1992.
وفي العام 1999 توصلت الجارتان إلى اتفاق بشأن النزاع الحدودي.
رغم ذلك فإن علاقات الإمارات وعُمان ظلت غير مستقرة خاصة بفعل مؤامرات أبو ظبي ضد مسقط وغضبها من التزام السلطنة الحياد في سياساتها.
يقف في مقدمة ذلك التزام عُمان الحياد في أزمة العلاقات بين الإمارات والسعودية مع إيران ورفضها المشاركة في الحرب على اليمن إضافة إلى امتناعها عن المشاركة في الحصار على دولة قطر.
وقد اشتكى المسئولون في مسقط مرارا من مؤامرات الإمارات بحق السلطنة ومحاولة التدخل في شئونها الداخلية والسعي إلى التأثير على سياساتها.
ومن ذلك إعلان مسقط عام 2011 عن اكتشاف شبكة تجسس تابعة لجهاز أمن الدولة الإماراتي هدفها معرفة اسم السلطان المحتمل بعد قابوس بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وذكرت التقارير في حينه أن الإمارات أرادت الضغط المبكر على السلطان المحتمل لعُمان حتى يتماشي مع سياسات أبو ظبي الإقليمية.
كما اتهمت مسقط أبو ظبي بالوقوف وراء مظاهرات مدينة صحار التي انطلقت مع موجات الربيع العربي.
وفي العام 2018 زاد التوتر إثر نشر الإمارات خريطة تظهر منطقة المسندم العُمانية ضمن حدود الإمارات، وتحذير مسقط أبو ظبي من سرقة تراث السلطنة.
وصعدت الإمارات مؤامراتها تجاه سلطنة عُمان عبر تضييق الحصار من خلال السيطرة على جزيرة سقطري التاريخية في اليمن التي تقع محاذاة السواحل العُمانية.
كما نشرت أبو ظبي ضمن حربها الإجرامية في اليمن، قوات وميليشيات تابعة لها في محافظة المهرة اليمنية على الحدود مع عُمان لفرض شبه حصار على السلطنة.
وقد نظرت مسقط إلى خطوات الإمارات على أنها تهديد خطير لمجالها الحيوي وأمنها القومي وعندها أصدر السلطان قابوس مرسوما موجها للإماراتيين يمنع فيه تملك الأجانب في المناطق الحدودية الاستراتيجية.
وفي مطلع عام 2019 أعلنت مسقط عن محاكمة خلية تجسس جديدة تعمل لصالح الإمارات.