انتقد نشطاء حقوقيون بشدة حكم دولة الإمارات على مواطن عٌماني بالسجن المؤبد في تصعيد لانتهاكات حقوق الإنسان في الدولة والقضاء المسيس التابع للجهات العليا في النظام.
وذكر الناشط الحقوقي الإماراتي عبدالله الطويل أن القضاء المسيس التابع لنيابة أمن الدولة في الإمارات أصدر حكما على المواطن العُماني أحمد الشامسي بالسجن المؤبد، معتبرا الحكم دليلا أخر على استبداد الإمارات.
ضحية جديدة بمقلصة القضاء المسيس والتابع لنيابة #أمن_الدولة في الإمارات بالحكم على العماني #أحمد_الشامسي بالسجن المؤبد كما فعلوا مع #عبدالله_الشامسي
لن نقول سوى صبر جميل والله المستعان
ولعن الله الإستبداد والمستبدين!#الحرية_لاحمد_الشامسي— عبدالله الطويل (البديل) (@BotawilAbdullah) July 14, 2020
وقال مغردون إن أحمد الشامسي هو عم القاصر العُماني عبدالله الشامسي الذي صدر بحقه كذلك حكما بالسجن المؤبد بتهمة التخابر لصالح دولة أجنبية وهو ما نفاه وعائلته بشدة وسط تأكيدات بتعرضه للتعذيب.
واتهم المغردون الإمارات بتعمد عقاب المواطنين العمٌانيين عقابا للسلطنة على موقفها الحيادي من الأزمة الخليجية، فيما أبرز آخرون أن أحكام القضاء الإماراتي تؤكد ضرورة مقاطعة الدولة وعدم زيارتها.
وانتشر وسم الحرية لأحمد الشامسي على موقع تويتر خلال ساعات من انطلاقه في سلطنة عمان، وعلق الكثير من النشطاء على الوسم، وعمت حالة من الغضب والمطالبة برد مناسب من السلطنة على الإمارات والسعي للإفراج عن الشاب المريض عبد الله الشامسي وعمه، وإنقاذهم من التعذيب في سجون أبوظبي.
#الحرية_لاحمد_الشامسي
أرفعوا هذا الوسم حتى يصل لوسائل الإعلام
لا تجعلوه يبرد
تم زج عم عبداله الشامسي بنفس القضية
وتم الحكم عليه بالمؤبد أيضا
محاكمة مغلق وبدون أدلة ومنع حتى أهلهم من الحضور
القضية مسيسة لأجل صراعهم مع دول أخرى
ومن أجل تنظيف فضيحتهم السابقة في الخليتين— أبو مستهيل (@abu_musthil) July 14, 2020
الى متي والامارات تعبث؟#مقتل_مواطن_عماني #الحرية_لعبدالله_الشامسي #الحرية_لاحمد_الشامسي
وين الحكومة الرشيدة من هذا العبث الصبياني الذي تمارسه دولة الجيران؟ يجب ان تضع حد لهذه التصرفات.— كلنا عبدالله (@binaliahmed1982) July 14, 2020
#الحرية_لاحمد_الشامسي
لا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار pic.twitter.com/pKKom0gk8C— شموخ مسندم (@Dpk1T1Ehugcleh5) July 14, 2020
دولة الساحل اصبحت خطر على كل من يزورها فالحذر يا اهل الخليج #الحرية_لاحمد_الشامسي
— ابو عبدالله ??.¥قابوس إرث خالد¥ ??? (@wahibi05) July 14, 2020
يجب ان يعلم كل عماني غيور على بلده وعلى ابناءها ان الامارات خطر عليه وعلى عائلته خصوصا في الوقت الحالي،ستحاول الامارات معاقبة عُمان على ما أصدره سماحة الشيخ مفتي عام السلطنة، فلا تكن ضحية سهله لمآربهم ومكرهم، قاطعوا الامارات ولو لفترة معينه حتى يتبدل الحال#الحرية_لاحمد_الشامسي
— عبدالله بن سعيد ?? #خليك_بالبيت (@MalKi_Sal) July 14, 2020
خطة استهداف العمانيين واضحه لأهداف سياسية منها تشويه صورة العماني أمام العالم و التغطية ع فضايح انكشاف خلياتهم التجسسية في عمان حفظ الله عُماننا من الأعداء الحاقدين #الحريه_لاحمد_الشامسي
— Omani ❤️?? (@Omani96919270) July 14, 2020
#الحرية_لاحمد_الشامسي
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
بأي ذنب يسجن
إن الظالمين لهم عذاب أليم pic.twitter.com/j2rdKwvcw0— عمان خط أحمر # الخاطري.جبل شمس?????????? (@khalid155377) July 14, 2020
لا حول ولا قوة إلا بالله.. الله ينتقم من شيطان العرب اللهم آمين
#الحرية_لاحمد_الشامسي pic.twitter.com/dOB6nyduh1— متابع للجميع.. نايف المعمري (@MQt2M5mJAR7OmeT) July 14, 2020
وفي دليل صارخ على حدة انتهاكاتها لحقوق الإنسان، يقبع معتقل عُماني في سجون الإمارات بين محاكمة جائرة ووضع صحي متدهور وسط إدانات حقوقية واسعة النطاق.
ويقبع المعتقل العُماني عبد الله الشامسي في سجن الوثبة في دولة الإمارات في ظروف صحية ونفسية سيئة جدا حيث أنه بالإضافة لإصابته بعدة أمراض، فإنه قد أصيب بعدوى فيروس كورونا في أواخر شهر أيار/مايو الماضي.
كما أنه قبل اعتقاله، كان الشامسي يتلقى علاجا لسرطان الكلى، الذي أدى إلى استئصال إحدى كليتيه، وكان يتلقى أدوية واستشارات للعلاج النفسي.
اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ما تعرض له الشامسي من محاكمة جائرة أفرزت حكما بالمؤبد وظروف احتجاز سيئة “مثالا مروعا على ظلم النظام القضائي الإماراتي”.
وكانت كشفت عائلة الشامسي أنه اختفى وقد كان عمره حينها 19 عاما في 18 آب/أغسطس 2018 بعد مغادرته منزل الأسرة في العين شرق أبو ظبي ولم تعرف مكانه أو ما حدث له حتى 16 أيلول/سبتمبر، عندما أحضره مجموعة من الرجال يرتدون ملابس عسكرية ومدنية، ومعهم شرطية، إلى المنزل، وفتّشوا منزله وصادروا أجهزته الإلكترونية، واقتادوه مرة أخرى دون أن يعرّفوا عن أنفسهم أو يبرزوا مذكرة تفتيش.
رغم محاولات العائلة بمعرفة أخباره إلا أن السلطات الإماراتية رفضت الكشف عن مكانه. وقال أحد أفراد العائلة لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” إنه حتى 14 شباط/فبراير 2019، عندما سُمح لهم بزيارته لأول مرة في سجن الوثبة، وكان عناصر أمن الدولة يحتجزونه انفراديا في مركز اعتقال سري.
وأشارت المنظمة إلى أن الحبس الانفرادي قد يسبب ضائقة نفسية ويفاقمها، وقد يكون ضارا بشكل خاص للأشخاص الذين لديهم حالات الصحة العقلية. الحبس الانفرادي المطول محظور تماما بموجب القانون الدولي، وينبغي ألا يستخدم مطلقا مع الأشخاص الذين لديهم حالات الصحة العقلية، ويمكن أن يصل إلى مصاف التعذيب، أو المعاملة القاسية، أو اللاإنسانية، أو المهينة.
انتهاكات شملت التعذيب
كشف الشامسي في إحدى الزيارات العائلية القليلة إنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الاستجواب، عذبته قوات أمن الدولة بالضرب والصدمات الكهربائية وقلع أظافره، من بين طرق أخرى.
حرمته السلطات من الاتصال بمحام طوال فترة احتجازه قبل المحاكمة. كما قال في مكالمة هاتفية إن المحققين أجبروه على التوقيع على اعتراف وهو معصوب العينين، استُخدم ضده لاحقا في المحكمة. وبحسب ما قاله أحد أفراد الأسرة ل”رايتس ووتش” فإنه شاهد علامات تعذيب على جسد الشامسي مرتين خلال الزيارات العائلية، في شباط/فبراير 2019.
لم يتم تبليغ الشامسي بأي تهم ضده طوال حبسه الاحتياطي، حيث قال لعائلته “إن الأدلة ضده قُدمت إليه قبل شهر فقط من محاكمته، وشملت تغريدات في “تويتر” نفى كتابتها، ومسابقات عبر الإنترنت شارك فيها عندما كان عمره 17 عاما فقط، استضافتها محطات تلفزيون إماراتية وقناة “الريان” القطرية.
كما منعته السلطات أيضا من الاتصال بأفراد الأسرة لنحو ستة أشهر. بينما قال أحد أفراد العائلة للمنظمة إن السلطات الإماراتية منعت العائلة من حضور معظم جلسات المحكمة والاطلاع على لائحة الاتهام ووثائق المحكمة الأخرى، قال المصدر نفسه إن محاميا على دراية بالقضية أخبرهم أن التهم تشمل التجسس لصالح قطر، والتي تنفيها الأسرة.
وحسب عائلة المعتقل فان محاكمته التي بدأت في شباط/فبراير 2020، بعد أكثر من عام ونصف على اعتقاله، شابتها انتهاكات الإجراءات القانونية الواجبة، بما فيها منعه من الاتصال بمحام أثناء الاستجواب، وقبول اعتراف يزعم أنه قسري كدليل. قدم محامي الشامسي الذي عيّنته السفارة العمانية طلب استئناف في 4 حزيران/يونيو.
كان هناك ثلاث جلسات للمحاكمة التي بدأت في 5 شباط/فبرايربـ “محكمة استئناف أبو ظبي الاتحادية”، حيث تُنظر جميع القضايا المتعلقة بأمن الدولة، وذلك في شباط/فبراير وآذار/مارس، لم يسمح لعائلته بالحضور في الجلسة الثانية والتي دامت خمس دقائق أما الجلسة حكم نهائية في 6 أيار/مايو، التي أبلغ خلالها المدعي العام لأمن الدولة الشامسي لأول مرة بالتهم المحددة التي واجهها. عُقدت جلسة النطق بالحكم عن بعد بسبب الإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا وقد حكم على المعتقل بالسجن المؤبد.
وكان “فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي” في شهر نيسان/أبريل قد أصدر رأيا في قضية الشامسي ووجد احتجازه تعسفيا، مشيرا إلى أن رد الحكومة على ادعاءات التعذيب وانتهاك الإجراءات القانونية الواجبة لا يدحض هذه المزاعم بشكل كاف، وقال إن على السلطات ضمان الإفراج عنه فورا.