لدى دولة الإمارات أهداف اقتصادية واستراتيجية من وراء دعمها بالمال والعتاد العسكري ميليشيات التمرد في السودان متمثلة بقوات الدعم السريع بما في ذلك البحث عن موطئ قدم في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي.
وقال المفكر السوداني تاج السر عثمان على حسابه في تويتر إن الإمارات في السنوات الأخيرة باتت الشرطي المفضل لذوي الأجندة المشبوهة في المنطقة.
وأوضح عثمان، أن البعد الآخر للتدخل الإماراتي لا يعني أنها فقط دولة وظيفية بل توافقت الأجندة مع الطريق القذر لتحقيق مصالحها الاقتصادية ولو على حساب إثارة الصراعات وزعزعة الدول لأجل مطامعها غير الشريفة.
وذكر أن الإمارات تعتقد أن مستقبلها الاقتصادي محوف بالمخاطر وحيث أن دول الخليج تتبنى استراتيجية ما بعد النفط فقد اختارت السعودية مثلا جذب الشركات والتصنيع والتكنولوجيا والسياحة واتجهت قطر للاستثمار في العقارات والإعلام والرياضة والسندات والطيران وغيرها بينما أبوظبي النقل والتجارة.
وقال إن الإمارات لا تأمن كثيرا بقاء امتياز النقل الذي استحوذت وهناك دول إن استقرت ستفعل موانئها، بالإضافة إلى وجود “عملاق سعودي نائم” بدأ بالاستيقاظ والتهديد الفعلي لمصالح الامارات وقد بدت آثاره جليا حينما فرض السوق السعودي على الشركات الكبرى نقل مقراتها إلى المملكة.
وأضاف “استبقت الإمارات هذا الجو المحموم بالمنافسة بالسعي للاستيلاء على موانئ عدن والصومال وجيبوتي لفرض سطوة أحادية على الممرات الملاحية المكتظة بالسفن المتجهة إلى البحر الأحمر ولم تقدم أبوظبي شيئًا يذكر لهذه الدول فهدفها غير النبيل كان تعطيل الموانئ المذكورة لتفعيل موانئ دبي”.
وأدرك الصومال بدعم من حلفائه الأتراك خطورة تعطيل الإمارات لقدراته عندما قامت الامارات بدعم تقسيم الصومال والاستيلاء على ميناء بربرة تماما كما فعلت في اليمن بدعم مرتزقة الانفصال وتعطيل عدن.
غير أن الصومال قرر طرد التواجد الإماراتي فيما بقي ميناء عدن معطلا عن دوره الحقيقي.
وفي الجانب الآخر قررت جيبوتي تأميم موانئ دوراليه الذي كانت تمتلك فيه الامتياز شركة موانئ دبي العالمية بعد تكشف الأهداف غير النبيلة للإمارات في تعطيل مصالح جيبوتي.
وبهذا تكون الإمارات قد تعرضت لعدة ضربات اقتصادية أفسدت عليها حلمها الكبير في النفوذ على ممرات البحر الأحمر.
وبحسب عثمان فإنه بعد فشل مشروع الامارات في أن تكون مركز العالم الاقتصادي والتكنولوجي لسببين طبيعيين هما الطقس غير الملائم إضافة إلى أن موقعها يعد هدرا للوقود، فهي دولة محبوسة داخل خليج ولا يوجد معنى لإدخال البضائع العالمية إلى داخل الخليج ثم إخراجها مرة أخرى للعالم.
وأوضح أن هناك أربعة مشاريع وجهت ضربات موجعة لطموح الإمارات وهي تجهيز سنغافورة لتكون مركز الاقتصاد والأعمال وتجهيز كيجالي في رواندا أو اثيوبيا لتكون مركزا للتكنولوجيا، وإعادة إحياء مشروع الحرير وربط أوروبا مع الصين وميناء جوادر باكستان وهو مشروع صيني يهدد ميناء جبل علي في دبي بالزوال.
لذلك تبحث الامارات بجنون وهيستيريا عن مستقبلها الذي بات مهددا بمنافسين أقويا من يمينها وعن شمالها فتسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى صناعة مرتزقة وميليشيات تابعين لها على الممرات الدولية لتهديد المنافسين وخلق بؤرة صراع مؤثرة عليهم بينما تبقي بيدها مفاتيح التحكم لخدمة اقتصادها.
وغير بعيد عن حرب الموانئ تنشط الإمارات في تهريب الذهب من السودان والتنسيق مع قائد قوات الدعم السريع محمد حماد دقلو “حميدتي” لاستخراجه وبيعه بعيدا عن الرقابة الحكومية السودانية وسبق أن أدان تحقيق دولي دولة الإمارات بالتورط بتهريب الذهب السوداني لتمويل النزاعات بين الدول خدمة لأطماعها في كسب النفوذ والتوسع.
وهناك مشروع القطار والطريق الدولي الرابط بين شرق أفريقيا (ثلاث مناطق محتملة كينيا، جيبوتي والسودان) مع غرب أفريقيا (في السنغال) والسودان هو الأقرب للتطبيق في شرق افريقيا بسبب الكنتور وتسطح الاراضي وهو ما تفتقده كينيا وجيبوتي اللتان تحتاجان أن تقطعا الهضبة الاثيوبية.
وكل هذا وغيره يكشف جانبا من التدخل الإماراتي في السودان بدعم الجنجويد لأسباب اقتصادية ويتم استخدام حميدتي كورقة سياسية وإثنية لإعداد الملعب للاقتصاد الذي تعتقد الإمارات أنها ستكون فيه اللاعب الأوحد الذي يتحكم بالممرات ويريحها من المنافس السعودي ويعيق مصر لصالح إثيوبيا.
ثريد | ما هو البعد الاقتصادي لدعم #الإمارات لميليشيات التمرد في #السودان ؟ هل هي مجرد أداة لتنفيذ أجندة أم أن لها مصالح تتقاطع مع الأجندة المشبوهة ؟ لماذا تلهث للبحث عن موطئ قدم في شرق أفريقيا والقرن الإفريقي ؟ وما علاقته بالتنافس الاقتصادي حولها ؟ هذا ما ستعرفه في هذه السلسلة
1️⃣— د. تاج السر عثمان (@tajalsserosman) May 6, 2023