عقدت “الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع” التي أعلنت شخصيات إماراتية معارضة تأسيسها، ندوة الكترونية أكدت على الرفض الشعبي الإماراتي لاتفاق عار التطبيع وأن رفض الشعوب يجعل تطبيع دول عربية وخليجية مع إسرائيل “بلا قيمة”.
وانعقدت الندوة عبر حسابات الرابطة في مواقع التواصل، تحت عنوان “المقاومة الشعبية الخليجية للتطبيع مع الكيان الصهيوني”، بمشاركة رموز خليجية.
وفي سرد للقضية الفلسطينية، أشار الناشط الإماراتي سعيد الطنيجي، إلى مواقف تاريخية في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وقال الطنيجي إن “السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1876-1909) يسجل له التاريخ موقفا داعما لفلسطين”.
وكان عبد الحميد سنّ تشريعات لمنع هجرة اليهود إلى فلسطين، ورفض عرضا قدمه إليه اليهود، في القرن الثامن عشر، يقوم على تسديد اليهود كل ديون الدولة العثمانية مقابل حصولهم على وطن في فلسطين.
وقال الطنيجي إن الإعلان “عما سمّي باتفاقية سلام بين الإمارات وإسرائيل، أعاد اللحمة بين الفصائل الفلسطينية”.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني والعربي واضح أنه لن يتخلى عن قضيته مهما كان الظروف والأحوال.
وتحدث الدكتور ناصر الفضالة رئيس اللجنة البرلمانية لمناصرة الشعب الفلسطيني والعضو السابق في مجلس النواب البحريني، عن فشل اسرائيل الكبير في الوصول إلى التطبيع الشعبي، مؤكداً أن المؤسسات الخليجية مطالبة بتوحيد جهودها من أجل مواجهة التطبيع الذي يجتاح المنطقة في الوقت الراهن.
وقال الفضالة: “الشعوب العربية والخليجية ترفض التطبيع مع إسرائيل، علينا الاستفادة من خبرات الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني، فالتطبيع خيانة يجب مواجهته بضغوطات شعبية تعمل على إفساد مخططات الاحتلال الإسرائيلي في الحصول على الاعتراف والأمان اللازمين داخل المنطقة “.
وفي المداخلة الثالثة، أكد الباحث والأكاديمي السعودي د. سعيد الغامدي حرص إسرائيل على الظفر بشرعيتها عبر التطبيع مع الدول العربية، مما يهدد المنطقة بالعديد من المخاطر السياسية والاقتصادية المختلفة.
وقال د. الغامدي: ” العديد من الدول العربية ومنها الخليجية قطعت أشواطاً ممتدة في التطبيع السري مع إسرائيل، لكن هذا التطبيع انتقل إلى المرحلة العلنية عبر بوابة الإمارات، وسط مكاسب عدة ستحققها اسرائيل في هذا الجانب، أبرزها تقسيم العالم الإسلامي وخلق الفوضى في المنطقة العربية “.
أما الدكتور عبد الله البلوشي الناشط في القضية الفلسطينية فتحدث عن مساعي إسرائيل إلى ضرب الأمة الإسلامية في مقتل عبر تطبيعها مع بعض الدول العربية، مؤكداً أن الخطاب الإعلامي العربي لا يرق لمواكبة الأحداث الكبرى أو مواجهة قضايا مصيرية مثل التطبيع.
وقال د. البلوشي: ” التطبيع يشكل خطراً كبيراً على الأمتين الإسلامية والعربية، أما الشعب العماني فيرفض بأكمله التطبيع مع إسرائيل أو بناء علاقات متبادلة مع الكيان الصهيوني “.
وفي المداخلة الأخيرة، أكد أ. طارق الشايع المنسق العام لرابطة شباب لأجل القدس، أن اتفاقيات التطبيع الأخيرة لا تعبر عن رغبة الشعوب العربية الرافضة لتواجد اسرائيل بينها، موضحاً أن فلسطين أرض إسلامية وعربية وتحريرها واجب يقع على عاتق الأحرار من مختلف الدول.
وتابع: ” الكيان الصهيوني هو كيان محتل يغتصب المقدسات وينتهك حقوق الإنسان، أما التطبيع فيهدد أمن المنطقة ووحدتها واستقرارها، وكل محاولات تبرير التطبيع هي محاولات بائسة وزائفة، أنصح بإصدار ميثاق خليجي للتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية والتحرك من أجل نصرتها ومحاربة التطبيع في كل مكان “.
ودشنت الرابطة، حسب موقعها الإلكتروني، في 22 أغسطس/آب الماضي عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 من الشهر ذاته، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق تطبيع بين البلدين.
وتهدف الرابطة التي “تتكون من مجموعة من المثقفين والأكاديميين الإماراتيين إلى مضاعفة حجم الوعي بين صفوف المواطنين للتحذير من خطورة التعاون المتبادل مع إسرائيل”.
وعلى وقع تكثيف الاحتلال الإسرائيلي جهوده وضغوطه لإلحاق المزيد من الدول بمسار التطبيع الذي افتتحته الإمارات رسمياً في 13 أغسطس/آب الماضي، تلقت أبوظبي تهديداً مباشراً من طهران باستهدافها في حال ارتكاب إسرائيل أي عمل ضدها، لتصبح الإمارات واقعة بين ضغوط حليفتها الجديدة، وبين التهديدات من دولة تجمعها بها اتصالات سرية تخرج أحياناً إلى العلن، على الرغم من أن التطبيع مع الاحتلال يجعل مواجهة التهديد الإيراني على أجندة التحالف الجديد.
وكشفت القناة الإسرائيلية 12 أن رئيس “الموساد” يوسي كوهين، يجري مع مسؤولين بحرينيين مباحثات لضم البحرين إلى ركب التطبيع ودفعها للتوقيع على اتفاق مشابه لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
وجاء كشف القناة عن هذه المباحثات بعد أن سبق لكوهين أن أجرى، قبل ثلاثة أسابيع، مباحثات مع رئيس الوزراء البحريني، خليفة بن سلمان آل خليفة.
وأشار مراسل القناة للشؤون العسكرية، نير دفوري، إلى أنه لا يستبعد أن يتم عرض تزويد البحرين بأسلحة متطورة، لإقناعها بالانضمام لصفقة تطبيع مع إسرائيل.
في موازاة ذلك، حاولت الولايات المتحدة في الأسبوع الأخير تكثيف ضغوطها على دول خليجية إضافية للانضمام لاتفاقيات منفردة للتطبيع مع إسرائيل، ولا سيما البحرين وسلطنة عمان. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن مصادر في إسرائيل تعتقد بأن انضمام المنامة أو مسقط قد يكون بعد التوقيع الرسمي للاتفاق بين الإمارات وإسرائيل الذي يرجح أن يتم الأسبوع المقبل.
إذ ذكرت تقارير إسرائيلية سابقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معني بأن يتم التوقيع في 13 سبتمبر/أيلول الحالي، وهو موعد توقيع اتفاقيات أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية، لتوظيف دلالات الاتفاق الجديد في السياسة الداخلية في دولة الاحتلال كدليل على إمكانية توقيع اتفاقيات سلام مع العرب من دون انسحابات ومن دون الحاجة لربط اتفاقيات فردية بحل القضية الفلسطينية أولا أو بتقديم أية تنازلات.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع أن الإمارات تعتزم تنظيم أول زيارة رسمية إلى إسرائيل في 22 سبتمبر/أيلول الحالي، تعزيزاً لاتفاق البلدين على تطبيع العلاقات بينهما.
وأضاف المصدر المطلع على المسار الأولي للزيارة المقررة أن رحلة الوفد الإماراتي لإسرائيل، التي لم توضع لمساتها النهائية بعد، ستأتي رداً على الرحلة التي قام بها مبعوثون إسرائيليون وأميركيون كبار إلى أبوظبي الأسبوع الماضي.
وأوضح أنه من المتوقع أن تضع الإمارات اللمسات النهائية للرحلة بعد الإعلان عن موعد احتفال، يقام في واشنطن على الأرجح، يوقع فيه زعماء البلدين اتفاق التطبيع. وأردف المصدر أن ذلك الاحتفال سيُقام في منتصف سبتمبر على الأرجح. وستكون هذه أول زيارة معلنة إلى إسرائيل من وفد رسمي إماراتي.
مقابل ذلك، كانت إيران توجه تهديداً مباشراً للإمارات. وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أمس الإثنين، أن بلاده أبلغت الإمارات “بصراحة وشفافية وعبر كل القنوات الممكنة بأنها لن تمازح أحداً في أمنها الوطني”، مؤكداً أن أبوظبي ارتكبت أخطاء استراتيجية بالتطبيع مع الاحتلال، مشيرا إلى أن طهران ستواصل “الدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها مسألة جوهرية في السياسة الإيرانية”.
وأضاف خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن إسرائيل “لا تستطيع توفير الأمن لنفسها ولن تتمكن من توفيره أيضاً للإمارات”، داعياً الأخيرة إلى التراجع عن تطبيع العلاقات مع الاحتلال.
وتابع أن الإمارات “ارتكبت خطأين استراتيجيين، الأول الخطأ المعرفي والثاني هو الخطأ في الحسابات”، مؤكدا أن “الإمارات لديها تصورات معرفية خاطئة بشأن موقعها وموقع إسرائيل وهذا خطأ استراتيجي”. وأضاف أن “أبوظبي أخطأت في حساباتها بتصورها أنه يمكنها شراء الأمن من خارج المنطقة”، مشددا على أن طهران “لن تساوم على أمنها مع أحد، وتحديداً في منطقة الخليج”.
يأتي هذا الموقف بعدما كشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأحد، أن الإمارات وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق لتشكيل تحالف ضد إيران، وذلك بعد أسابيع قليلة من إشهار أبوظبي تطبيعها مع تل أبيب.
كما أطلق مساعد رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، تهديدات صريحة ضد أبوظبي، متوعداً بأن بلاده ستستهدف الإمارات في حال ارتكاب إسرائيل أي عمل في الداخل الإيراني، قائلاً: “بعدما أفصحت أبوظبي عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي الموهوم، فإن أي حدث ظاهر أو مبطن يحدث على يد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أو عملائهم في الجمهورية الإسلامية أو المنطقة، فإن الرد لن يكون موجهاً للكيان الصهيوني وحسب، وسوف تكون الإمارات جزءاً من الرد”.