هاجمت دولة الإمارات وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون بسبب كشفه مؤامرتها في الخليج وتسببها في افتعال أزمة حصار دولة قطر لإضعاف الموقف الخليجي خدمة لأطماعها.
وكتب وزير الدولة للشئون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش تغريدتين على حسابه في موقع تويتر يهاجم فيها تيلرسون ويزعم أنه لم يتخذ موقفا فاعلا من الازمة الخليجية.
من غير اللائق التعليق على التفاصيل الداخلية لشهادة الوزير السابق ريكس تيليرسون أمام الكونغرس، ولكن كشاهد عيان ارى أن فشل جهوده يعود الى تطلعه الى حلّ سريع وسطحي لايراعي المشاغل الحقيقية للدول الأربع حول دعم الدوحة للتطرف والإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) June 28, 2019
تيليرسون القادم من القطاع الخاص اتخذ موقفا محددا ومبكرا أعاق قدرته على التعامل الجاد والفاعل مع أزمة قطر، متابعتنا معه خلصت الى ان مشاغل الدول الأربع لم تكن في صلب اهتمامه، ومن الواضح ان الوعود القطرية آنذاك حول ملف التطرف والإرهاب لم تفي بها الدوحة.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) June 28, 2019
وكان تيلرسون قال إن خلافات السعودية والإمارات مع قطر سببها ثروة هذه الأخيرة ولعبها دورا فعالا في المنطقة.
وأضاف تيلرسون في شهادة أدلى بها يوم 21 مايو/أيار الماضي أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “رجل ينظر إلى الأمام”، وأنه “وزوجته يتمتعان بعقلية إصلاحية من أجل شعبهم، وذلك يخلق ضغوطا على الآخرين في المنطقة”.
وأكد تيلرسون في شهادته التي نشرت اليوم اللجنة المذكورة نسختها المحررة، أن الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر في بداية يونيو/حزيران 2017 جاء نتيجة تراكم الخلافات المزمنة بين الدول الخليجية.
وقال إن كثيرا من القضايا تراكمت بين الأطراف الخليجية مع مرور الوقت، وإن من بين هذه القضايا إطلاق قطر قناة الجزيرة الإخبارية عام 1996، التي تحولت فيما بعد إلى شبكة إعلامية دولية.
وأضاف “تحدثت هاتفيا مع القيادة القطرية عقب اختراق وكالة الأنباء القطرية، وأبلغوني أن ما نشر على لسان أمير قطر حينها لا أساس له من الصحة، ولم أشك قط في قولهم”.
وكان قراصنة اخترقوا وكالة الأنباء القطرية بداية يونيو/حزيران 2017، ونشروا على موقعها تصريحات مفبركة لأمير قطر، وهي التصريحات التي سارعت الدوحة إلى نفيها والتأكيد أنها مختلقة ومفبركة.
واعبتر تيلرسون أن “قطر تتمتع بثروة هائلة مكنتها من أن تلعب دورا إيجابيا لم يسبق لها أن لعبته”، وأن ذلك “تسبب أحيانا في حدوث خلاف في الآراء بين الأطراف الخليجية”، مؤكدا أنه يتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب “في قوله إن قطر شريك استراتيجي هام”.
وقال تيلرسون إنه لم يكن لديه علم بعشاء جمع ليلة 20 مايو/أيار 2017 (قبيل أيام من فرض الحصار على قطر) المستشارين في البيت الأبيض ستيف بانون وجاريد كوشنر مع قادة السعودية والإمارات. وتابع “ذلك الأمر يغضبني لأنني لم تكن لدي كلمة ولم تكن آراء الخارجية الأميركية حاضرة”.
كما أكد أنه لم يكن على علم بقرار فرض الحصار على قطر، وأنه في ذلك التاريخ كان هو ووزير الدفاع السابق جيمس ماتيس في زيارة لأستراليا وتفاجآ بخبر إعلان الحصار.
وقبل عام قال مسؤول الأميركي مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأخير بات يؤمن بأن العقبة أمام حل الأزمة الخليجية ورفع الحصار هي الإمارات وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وفي حينه ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن المسئول الأمريكي أن ترامب يضغط من أجل إنهاء هذه الأزمة التي باتت فجأة تبدو كعنصر تشتيتٍ لا حاجة له في منطقة تعصف بالصراعات.
وأوردت الصحيفة أن ترامب أمل بجمع القادة الخليجيين في قمة تستضيفها الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي، لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي أبلغاه أنهما رفضا الدعوة لأن اجتماعاً من هذا النوع كان سيتطلب رفع الحصار عن قطر، وذلك بحسب مسؤولين أميركيين.
واعتبرت الصحيفة أن الدوحة ربحت المعركة وقاومت الحصار، وأن واشنطن شهدت تغييراً في موقفها، من الصفّ إلى جانب الرياض وأبو ظبي في بداية الأزمة، أو على الأقل الوقوع تحت تأثيرهما في ما يتعلق بالخلاف الخليجي، إلى موقف بدا متيقناً بأن حلّ الأزمة بات ضرورة، وأن الأطراف المعرقلة هي الدول المُحاصرة، وليست الدوحة، الشريك المهم للولايات المتحدة في المنطقة.