موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أبوظبي تلجأ لبيع أصولاً عقارية في ظل تصاعد أزمة اقتصاد الإمارات

329

لجأت إمارة أبو ظبي إلى بيع أصولا عقارية في ظل تصاعد أزمة اقتصاد الإمارات جراء تراجع عائدات النفط والأضرار الناجمة عن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد بحسب ما كشفت مصادر لوكالة بلومبرغ الأميركية.

وذكرت الوكالة أن شركة مبادلة للاستثمار، وهي صندوق استثمار تابع لحكومة أبوظبي، تدرس بيع مركز تجاري وأصول عقارية أخرى، في الوقت الذي تواجه فيه الإمارة ضغوطاً مالية متزايدة.

وأوردت الوكالة أن شركة مبادلة تدرس بيع جاليريا مول في جزيرة المارية، وكذلك سوق أبوظبي العالمي لشركة الدار العقارية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية”، كما أنها قد تبيع بعض المباني السكنية في العاصمة الإماراتية.

وأشارت المصادر، إلى أن المحادثات لا تزال بشأن الصفقة في مراحل مبكرة، علما أن شركة مبادلة كانت بدأت في مايو/ أيار الماضي محادثات مع بنوك بخصوص إصدار سندات دولارية (أدوات دين) للحصول على سيولة مالية، وسط انخفاض أسعار النفط لمستوى تاريخي وتفشي فيروس كورونا.

وفي وقت سابق من يونيو/ حزيران الجاري، توقع البنك الدولي أن ينكمش اقتصاد الإمارات بنسبة 4.3% خلال العام الجاري 2020. والإمارات أحد أكبر منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بنحو ثلاثة ملايين برميل يومياً.

ووفق تقرير حديث صادر عن وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية، فإن تأثير جائحة كورونا غير المباشر على النمو العالمي والتجارة الدولية يشكل صدمة كبيرة للنمو الاقتصادي في الإمارات.

وتوقعت موديز أن تعاني الإمارات من انكماش حاد، كما رسمت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني العالمية في تقرير حديث صورة قاتمة للاقتصاد في أبوظبي، ورجحت في تقرير لها نهاية مايو/ أيار الماضي، أن يقفز العجز المالي خلال 2020 إلى 40 ضعف المستويات المسجلة العام الماضي.

واستنزفت الإمارات جزءاً مهماً من سيولتها المالية خلال السنوات الأخيرة على التسلح، وفق بيانات صادرة عن معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام في وقت سابق من الشهر الجاري، لتتأثر السيولة المالية بشدة مع وقوع جائحة كورونا التي أضرت بنحو بالغاً إلى جانب النفط بقطاعات حيوية مثل السياحة والعقارات.

وبلغت واردات الإمارات من السلاح رسمياً 4.98 مليارات دولار آخر خمس سنوات، أي منذ 2015 وحتى 2019، بالتزامن مع دخولها حرباً في اليمن ضمن تحالف دولي. ولا تشمل تلك البيانات أية نفقات إضافية على قواتها العسكرية أو تمويل أية توترات، سواء في ليبيا أو اليمن.

وأظهرت بيانات صادرة عن المصرف المركزي الإماراتي أمس انخفاض الأصول الأجنبية للمصرف بنسبة 7% على أساس سنوي بنهاية مايو/ أيار، لتصل إلى 353.1 مليار درهم (96.2 مليار دولار).

معدلات قياسية من الانكماش وتباطؤ في النمو

وتتصاعد أزمة اقتصاد دولة الإمارات في ظل تسجيل معدلات قياسية من الانكماش وتباطؤ في النمو جراء تخبط وفشل النظام الحاكم في الدولة وتأثير أزمة فيروس كورونا المستجد.

وبحسب توقعات البنك الدولي من التوقع أن ينكمش اقتصاد الإمارات بنسبة 4.3 في المائة، وسط تقديرات أن أزمة كورونا ساهمت في تباطؤ أنشطة القطاع الخاص غير النفطي بشكل أكبر، بينما كان يعاني بالأساس قبل الأزمة لتصل أوضاع الشركات إلى أضعف مستوى لها على الإطلاق.

وقدر الخبراء خسائر الاقتصاد الإماراتي في ظل أزمة كورونا بنحو 52 مليار دولار، بسبب تراجع الناتج الإجمالي المحلي وتوقف الأعمال وانهيار أسعار النفط وخسائر دبي التي تعتمد على السياحة وتجارة العقارات والخدمات اللوجيستية وقطاعات التصدير والاستثمار في ظل انحسار مستويات الثقة العالمية والمحلية.

وفق تقرير حديث صادر عن وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية، فإن تأثير جائحة كورونا غير المباشر على النمو العالمي والتجارة الدولية يشكل صدمة كبيرة للنمو الاقتصادي في الإمارات.

وتوقعت موديز أن تعاني الإمارات من انكماش حاد، كما أكد أن ديون الكيانات المرتبطة بحكومة دبي لا تزال أكثر عرضة للمخاطر بسبب حيازاتها في قطاعات العقارات والنقل والسياحة.

قبل ذلك توقع مصرف الإمارات المركزي انكماش اقتصاد البلاد 3.6 بالمئة لهذا العام، بعد تباطؤ النشاط الاقتصادي بسبب جائحة فيروس كورونا، مقابل نمو 1.7% بالعام السابق.

يأتي ذلك بضغط حالة التباطؤ العام في الأنشطة الرئيسية بسبب الإجراءات الاحترازية لأزمة فيروس كورونا وفشل سياسات الحكومة الإمارات للحد من تصاعد الانهيار الاقتصادي.

وأوضح المركزي في التقرير الربعي، أن التقديرات تشير إلى انخفاض الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 4.1% خلال العام الحالي، وسط تباطؤ نمو الائتمان والتوظيف وهبوط المعنويات الاقتصادية وتراجع أسعار العقارات.

ولفت أن التقديرات تشير إلى انكماش الناتج المحلي للإمارات بنسبة 1% خلال الربع الأول، مقابل نمو 0.8% بالربع الرابع من العام الماضي.

وأضاف أن “القيود التي فرضتها الدولة للسيطرة على تفشي كورونا، ترك أثر على الأنشطة الاقتصادية المحلية والسياحة والاستهلاك”.

وحسب التقرير، تشير التقديرات إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بنسبة 3% في الربع الأول من العام، بعد انتعاش في الربع الرابع من العام الماضي بنسبة 4.4%.

وسيكون الانكماش أكثر حدة بالربع الثاني على أساس سنوي من العام الحالي، ثم يهدأ في الربع الثالث مع فرضية احتواء تداعيات الفيروس.

ورجح التقرير انخفاض أسعار العقارات في الربعين الثاني والثالث قبل أن تعود بعض الشيء في الربع الأخير من العام.

وعلى صعيد القطاع النفطي، توقع المركزي، انكماشه بنسبة 2.4% خلال 2020، مقارنة مع نموه بنسبة 3.4% بالعام الماضي.

وأرجع التقرير انكماش القطاع النفطي إلى الالتزام باتفاقية (أوبك+) لخفض الإنتاج بنحو 9.7 مليون برميل، فضلا عن أسعار النفط التي ستظل متدنية على مدار العام بسبب هبوط حاد في الطلب العالمي.

وتوقع كذلك بدء تعافي النشاط الاقتصادي في النصف الثاني من العام، لكن تعافي المعنويات الاقتصادية سيتوقف على إجراءات الدعم، بحسب ما قال البنك المركزي، مشيرا إلى برامج تحفيز من البنك المركزي نفسه وحكومات الإمارات والحكومة الاتحادية.

ويتوقع البنك المركزي انخفاض نشاط التوظيف في الربعين الثاني والثالث، ثم تعافيه في الربع الأخير من السنة.