موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أزمة تايوان محور خلاف جديد بين الإمارات وواشنطن

422

شكلت أزمة تايوان والانحياز الإماراتي إلى الصين في ظل ما يربطهما من علاقات اقتصادية وتجارية متنامية محور خلاف جديد بين أبوظبي والولايات المتحدة الأمريكية.

وتأجج الصراع بين الصين وتايوان وتحولت المنطقة إلى بؤرة توتر جديدة مع أخذ الخلافات بين الجانبين منحا تصعيديا عسكريا يمكن أن يتحول إلى مواجهة في أي لحظة وسط انقسام دولي واضح تجاهه.

وأمس الجمعة حلقت صواريخ صينية فوق تايوان خلال التدريبات العسكرية الأخيرة التي تجريها بكين حول الجزيرة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، كما ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية.

وهو ما لاقى ردود فعل متباينة أغلبها منددة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، فيما كان لافتا موقف الإمارات من الملف ووقوفها الواضح إلى جانب الصين.

وأطلقت الصين خلال المناورات التي بدأت الخميس وما زالت متواصلة الجمعة، صواريخ بالستية ونشرت طائرات مقاتلة وسفنا حربية حول تايوان.

وأعلن “جيش التحرير الشعبي” الصيني عدة مناطق خطر مغلقة في محيط تايوان تطل على بعض أهم ممرّات الشحن البحري في العالم وتبعد في مواقع معيّنة نحو 20 كيلومترا فقط عن سواحل الجزيرة.

وذكرت بكين بأن المناورات ستستمر حتى منتصف الأحد، بينما أعلنت تايبيه أن مقاتلات وسفن صينية عبرت “الخط الأوسط” الذي يمر عبر مضيق تايوان صباح الجمعة.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان “منذ الساعة الحادية عشرة، أجرت مجموعات عدة من طائرات حربية وسفن حربية الصينية تدريبات حول مضيق تايوان وعبرت الخط الأوسط للمضيق”.

وردا على المناورات الصينية، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن الجيش أرسل طائرات وسفنا ونشر أنظمة صواريخ برية لمراقبة الوضع.

وأضافت وزارة الدفاع بأن جيش تايوان سيكون في وضع الاستعداد القتالي لكنه لن يسعى للحرب.

وأدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المناورات العسكرية الصينية في محيط تايوان، معتبرا أنها “تصعيد كبير”.

ولفت بلينكن إلى “عدم وجود مبرر” للتدريبات التي أطلقتها بكين ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن البيت الأبيض استدعى السفير الصيني تشين قانغ للتنديد بتصعيد الإجراءات ضد تايوان والتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تريد أزمة في المنطقة.

كما نددت أستراليا بإطلاق الصين صواريخ بالستية باتّجاه المياه المحيطة بتايوان ووصفت المناورات العسكرية في محيط الجزيرة بأنها “مبالغ فيها ومزعزعة للاستقرار” ودعت إلى ضبط النفس وخفص التصعيد.

وتشعر طوكيو، أحد أقرب حلفاء واشنطن، بقلق متزايد إزاء تنامي قوة الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادي وإمكانية إقدام بكين على عمل عسكري ضد تايوان.

لكن الإمارات أكّدت دعمها لسيادة الصين ووحدة أراضيها، وأهمية احترام مبدأ “الصين الواحدة”، داعية إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأشارت الإمارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إلى قلقها من تأثير أي زيارات استفزازية على التوازن والاستقرار والسلام الدولي. وحثّت على تغليب الحوار الدبلوماسي سعياً لضمان الاستقرار، الإقليمي والدولي.

ويرد باحثون في العلاقات الدولية هذا الموقف الإماراتي المتمايز عن الحليف الأميركي بخصوص الصين والتايوان إلى جملة عوامل وأسباب، أهمها توتر العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة.

وقد وصلت العلاقات الأميركية الإماراتية إلى مستويات متدنية قياسية تشير إليها مجموعة من الأحداث أولها تجاهل الإمارات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وإبداء التضامن مع روسيا على حساب التحالف مع الولايات المتحدة.

وصولا إلى وقوف أبو ظبي الواضح مع الصين بوجه واشنطن وانتقادها زيارة رئيسة مجلس النواب إلى تايوان.

ويعود هذا التوتر إلى أسباب عديدة بحسب وجهة نظر أبو ظبي، منها التحول الاستراتيجي في رؤية واشنطن للمنطقة وخصوصا فيما يتعلق برغبة هذه الإدارة الأمريكية الحالية بإحياء الاتفاق النووي الإيراني دون التشاور مع دول الخليج وأخذ مخاوفها الأمنية بالحسبان.

كما تعود أسباب هذا التوتر إلى قبول الولايات المتحدة المليشيات الإيرانية المدعومة في إيران لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.

وصولا إلى النقطة الأبرز وهي عدم تنديد الولايات المتحدة بهجمات الحوثي الأخيرة على أبو ظبي بالشكل المطلوب التي تريده الإمارات ومن دون اتخاذ خطوات عملية ضرورية وحاسمة تأخذ المخاوف الأمنية الإماراتية وقبلها السعودية بشكل جاد.

في مقابل ذلك يقول محللون إن البيان إماراتي الحاسم في دعم سيادة الصين ووحدة أراضيها، وأهمية احترام مبدأ الصين الواحد يظهر السياسية الإماراتية الجديدة التي تحاول رسم علاقاتها الدولية بعيدا عن التأثيرات الأميركية ووفقا لمصالحها الاستراتيجية.

ويضيف المحللون أن موقف الإمارات هو تكملة لمسار العلاقات بين البلدين الآخذ في التطور والتحسن وصولا إلى التعاون ورغبة أبو ظبي الاستفادة من طريق الحرير الجديد.

ولقد وقع الجانبان العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية خلال السنوات الماضية لدعم هذا التوجه فيما قال الرئيس الصيني خلال لقائه بالرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان على هامش أولمبياد بكين 2022 إن بلاده مستعدة للعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لتسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة.

وأضاف شي أن “تسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة سيضخ حيوية جديدة في اقتصاد الجانبين والاقتصاد العالمي أيضا”.

فيما قال محمد بن زايد إن تعزيز العلاقات مع الصين يعد أولوية في السياسة الخارجية للإمارات، وإن بلاده ستظل ملتزمة بترسيخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين وتعميقها.