موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إعلام الإمارات يبرر جرائم إسرائيل: تقتل أطفال ونساء غزة ب”الخطأ”

352

في سقوط مدوي أخر جند إعلام الإمارات نفسه لتبرير جرائم إسرائيل وادعاء أنها تقتل أطفال ونساء غزة ب”الخطأ”.

وصدرت صحيفة “الإمارات اليوم” على موقعها الالكتروني عنوان (الجيش الإسرائيلي يقر بقتل 8 أطفال وامرأتان “بالخطأ”) في معرض نشر تقرير حقوقي يرصد قتل إسرائيل 53 فلسطينيا في استهداف 19 عائلة في قطاع غزة خلال جولة التوتر الحالية.

وقالت الصحيفة إن ” الجيش الإسرائيلي أقر بقتل عائلة فلسطينية من 10 أشخاص بينهم 8 أطفال وامرأتان، عن طريق (القتل الخطأ) في غزة).

وأضافت أن الجيش ادعى أن سلاح الجو التابع له كان يستهدف شقة اعتقد أن فيها عدداً من كبار قادة حركة “حماس”، ولكن تبين أن الموجودين فيها لا علاقة لهم بالحركة.

وأطلق النظام الإماراتي حملة لدعم إسرائيل إعلاميا بهدف غسيل يدها من دماء الفلسطينيين وتبييض صورتها في ظل ما ترتكبه من جرائم في القدس المحتلة وقطاع غزة.

وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن مستخدمي تويتر في الإمارات يقومون -بدعم ضمني من الدولة- بتحريف واختيار وإعادة صياغة الحقائق لخدمة إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

وذكر الموقع في مقال المحاضر بكلية الدراسات الأمنية في كينغز كوليدج لندن “أندرياس كريغ” أن الفجوة بين الواقع على الأرض بالقدس وكيفية قيام إسرائيل بتدويرها تتسع يوما بعد يوم وذلك بتلقي شبكة العلاقات العامة الواسعة في إسرائيل الدعم من جهات تبدو غير متوقعة، أي دولة الإمارات.

تآزر أيديولوجي مع مواقف إسرائيل

وقال كريغ إن الدعم الإماراتي لعنف الشرطة الإسرائيلية المفرط ضد المتظاهرين الشرعيين ليس من قبيل الصدفة.

وأضاف “أظهرت الإمارات -حتى قبل اتفاقيات أبراهام- تآزرا أيديولوجيا مع المواقف الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والسرديات القائمة على الخوف، والتي تهدف إلى تبرير قمع المجتمع المدني العربي”.

واعتبر أن إسرائيل نجحت لعقود في كسب القلوب والعقول في الغرب لدعم احتلالها الذي أصبح من الصعب تبريره.

فقد كانت تصف النشطاء بأنهم “إرهابيون” والمنتقدين لها بأنهم “معادون للسامية”، وتصف الأدلة على العنف الإسرائيلي ضد النساء والأطفال على أنها “أخبار مزيفة”.

وأوضح كريغ أن إنتاج الدعاية الصهيونية تم في المقام الأول للاستهلاك الغربي، نظرا إلى أن الشارع العربي لا يمكن كسبه.

وكانت حسابات تويتر الرسمية في إسرائيل، مثل (IsraelArabic) أو (IsraelintheGulf) تمر في الغالب دون أن يلاحظها أحد في العالم العربي، وكانت القضية الفلسطينية لفترة طويلة العنصر الموحد الوحيد في العالم العربي المنقسم حتى وقت قريب.

وأشار إلى أن قلة هم الذين انطلت عليهم خدعة أن اتفاقيات أبراهام ستوفر للإمارات نفوذا على إسرائيل لمساعدة القضية الفلسطينية.

تبني الإمارات الدعاية الصهيونية

وتوقع معظم المحللين أن تستمر أبو ظبي في غض الطرف عن معاناة الفلسطينيين، لكن المفاجأة أن الإماراتيين ذهبوا إلى حد تبني الدعاية الصهيونية ضد الفلسطينيين.

وقال كريغ إن الأمر الأكثر لفتا للنظر هو أن المؤثرين الإماراتيين -الذين غردوا بترخيص من الحكومة- اختاروا الثناء على سلوك إسرائيل في وقت قامت فيه الشرطة الإسرائيلية المسلحة بمحاصرة المسجد الأقصى واقتحامه في أيام رمضان.

وأورد كريغ أمثلة على تبني المؤثرين الدعاية الصهيونية مثل اختيار حمد الحوسني إعادة تغريد فيديو من حساب إسرائيلي (@ IsraelArabic) والذي يقول فيه إن المتظاهرين تستغلهم حماس، وبكلماته الخاصة “حفظ الله الحرم القدسي الشريف من عبث الإرهاب”.

كما أعاد منذر الشحي تغريدة من نفس الحساب قائلا “شكرا إسرائيل بالعربية على توضيح الحقيقة”.

ويرد حسن سجواني على تغريدات إماراتية محلية تحت هاشتاغ “أنقذوا الشيخ جراح” (#SaveSheikhJarrah) بسخرية “لماذا لا يستطيع الفلسطينيون المتظاهرين إخلاء # المسجد الأقصى والعودة ببساطة إلى منازلهم؟”

تهديد وجودي

وأكد كريغ أن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي هذه ليست مجرد إماراتيين عشوائيين يعبرون عن آرائهم السياسية، مشيرا إلى أنه في بلد لا يوجد فيه مجتمع مدني ويتم تجريم النشاط السياسي، فإن أي رسائل سياسية تتعرض لعقاب الدولة.

وأوضح أن مثل هذه الحسابات هي أدوات مباشرة لنظام يخشى “الشارعَ العربي” مثله مثل إسرائيل؛ فحكومة أبو ظبي مثل حكومة بنيامين نتنياهو والمؤسسة الأمنية في إسرائيل تماما، رأت أن الربيع العربي يمثل تهديدا وجوديا محتملا لها.

وأن التعبئة الجماهيرية التي لا يمكن السيطرة عليها حول المظالم المشروعة -مثل القضية الفلسطينية- هي كابوس أمني للنظام في أبو ظبي الذي نما خلال العقد الماضي ليصبح الراعي الاستبدادي النهائي للثورة المضادة الإقليمية.

تسليح مخاوف الغرب

ومثل إسرائيل، قال كريغ لقد تبنت الإمارات روايات قائمة على الخوف حول النشاط السياسي العربي والإسلام السياسي وتصوّر الإسلاميين ونشطاء المجتمع المدني على أنهم “إرهابيون”.

وقد أصبحت ترى المسجد كمنصة يحتمل أن تكون خطرة للتعبئة المجتمعية، وبالتالي إخضاع المساجد والخطب والأئمة لاستكمال سيطرة الدولة.

وبذريعة “التسامح”، عززت الإمارات نزع وإعادة تسييس الدين لجعله أداة لأمن النظام والسيطرة عليه.

ومثل إسرائيل، قامت الإمارات بتسليح مخاوف الغرب من الإسلام لتبرير قمع المعارضة، واستثمرت في علامتها التجارية الخاصة بالإسلام المستوحى من الصوفية التي تُحرّم عصيان الحاكم.