موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

صحيفة ألمانية: الإمارات تفقد هويتها العربية الإسلامية

67

ناقش تقرير لصحيفة ألمانية تدعى “فيليت” ما وصفته بتغير الهوية العامة لدولة الإمارات في ظل ما تشهده من تغييرات مجتمعية،  حيث أن “الهوية الوطنية” تتعرض للتهشيم والتهميش بطريقة ممنهجة أو غير ممنهجة، برضى السلطات أو بدون رضاها، لا سيما عبر الخلل في التركيبة السكانية. وتركيز السلطات على إظهار المعالم الغربية في مسعى لجذب السياح.

وتشير الصحيفة إلى أبرز معالم دبي بما فيها  منتزه بوليوود باركس دبي، المصمم على الطريقة الهندية، وهو من أبرز المنتزهات المتواجدة في دبي.

ويزور 21 مليون سائح الإمارات العربية المتحدة، كل سنة. ولكن، لماذا يشعر الكثيرون منهم بأنهم في دولة ديكتاتورية متسامحة تفتقر إلى الهوية عند زيارة هذا البلد الخليجي؟

عندما تتخذ الطريق الصحراوي السريع في اتجاه دبي، يلوح في الأفق مبنى أبيض يبدو كأنه قبة معبد هندوسي، إلا أن ذلك لا يدعو إلى الاستغراب خاصة وأن هذا البلد يضم أكثر من مليوني عامل أجنبي ينحدرون من الهند.

وتؤكد الصحيفة أن المظاهر خداعة، فهذا المبنى الأبيض ليس بكنيسة، بل هو جزء من منتزه “بوليوود باركس دبي”، المتاخم لمنتزه “ليغولاند دبي” المائي وبعض الملاهي الأخرى. ولعل الأمر المثير للاستغراب أن كل هذه المعالم تقع وسط الصحراء.

أما إذا كنت تبحث عن القليل من المتعة وأردت الإقامة بالقرب من كل هذه المعالم الجذابة، فعليك بزيارة “منتجع لابيتا” الذي يتميز بطابعه البولندي. في مدخل هذا المنتجع، تعترضك تماثيل بابا نويل كما لو كنت في جزيرة الفصح.

أما في البهو، فيمكنك أن تتصفح الصحف العربية، بينما يوجد في الرواق طباخ هندي يطهو كاري السمك، وقد ترى أسرة يابانية تشاهد الصور المتحركة على جهاز آيباد. وفي الخارج، تقف عربات غولف في انتظار الزوار، التي ستقلهم  إلى مكان آخر.

لماذا تستورد الإمارات  المعالم الثقافية؟

إذا تجولت في هذا المكان معصوب العينين، فلن يكون بإمكانك التعرف على البلاد أو تحزر القارة التي تتواجد فيها. وينطبق هذا الأمر على كامل الإمارات العربية المتحدة، التي لا تتجاوز نسبة سكانها الأصليين 12 بالمائة، فيما أن بقية السكان من العمال الأجانب المنحدرين من جنوب آسيا والمهاجرين الأوروبيين.

في الواقع، يمكن أن يقضي السائح سواء كان مرشدا سياحيا مصريا أو مدير نزل روماني أو سائقا باكستانيا سنة كاملة في الإمارات دون أن يصافح مواطنا إماراتيا. ولا تستقطب هذه الدولة العمال الأجانب فحسب، بل تستورد أيضا المعالم الثقافية.

ولعل الأمر الملفت للانتباه هو أن العديد من المعالم الجذابة المتواجدة في هذه الدولة، التي تعتبر الوجهة المفضلة للسياح الألمان، تنحدر من ثقافات أخرى. ويعزى ذلك إلى أن هذه الدولة كانت تفتقر قبل الثورة النفطية إلى الثقافة المحلية وإلى المعالم الحضارية. ونظرا لأنها تستورد كل شيء من الخارج، فإنها لا تمانع في استيراد الجماهير أيضا.

المهندسون المعماريون يحبون دبي وأبوظبي

أمام “منتجع لابيتا”، تعمل الحفارات والرافعات في موقع بناء لمنتجع آخر ملك لشركة الأعلام الستة للترفيه. وعلى مسافة 45 دقيقة غربا، توجد مدينة الملاهي “فيراري أبوظبي”، وهو منتزه يحمل اسم فيراري الشركة الإيطالية المصنعة للسيارات الرياضية. وعلى مسافة 20 دقيقة بالسيارة، تصل إلى جزيرة السعديات، التي من المنتظر أن تصبح العاصمة الثقافية للإمارات يوما ما.

يُعتبر متحف اللوفر أبوظبي، الذي افتتح في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2017، أول خطوة في نطاق استراتيجية القوة الناعمة، التي تنتهجها الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات. بالإضافة إلى هذا المتحف، الذي صممه المهندس المعماري جان نوفيل، سيتم قريبا بناء متحف غوغنهايم، الذي صممه المهندس المعماري فرانك جيري تماما مثل  المتحف الأصلي في مدينة بلباو.

لقد أصبح الخليج بمثابة جنة حقيقية بالنسبة للمهندسين المعماريين، حيث يمكنهم في هذا المكان تحقيق ما عجزوا عنه في الدول الغربية في فترة زمنية معقولة. ومن جهته، يعمل المهندس المعماري أدريان سميث، الذي صمم برج خليفة (823 متر ليكون بذلك أعلى مبنى في العالم)، على تحقيق رقم قياسي في مدينة جدة السعودية، وذلك من خلال تشييد برج جدة (على الأقل 1000 متر).

ونظرا لأنها تريد تحطيم كل الأرقام القياسية، تعمل سلطات دبي على بناء برج الخور، الذي من المنتظر أن يكون أكبر برج في العالم، علما بأنها لم تحدد ارتفاع هذا البرج بعد.

مسجد الشيخ زايد أكثر شعبية من متحف اللوفر أبوظبي

عند الدخول إلى متحف اللوفر أبوظبي، الذي يضم غرفا وممرات مشيدة على الطريقة المعمارية العربية القديمة، تعترضك لوحة سالفاتور مندي للرسام ليوناردو دا فينشي. وأمام هذه اللوحة توجد تماثيل قديمة ومخطوطات دينية، علاوة على لوحة للرسام جاكسون بولوك، فضلا عن بعض المفروشات والأسلحة واللوحات المبتذلة، التي تتنافى مع القيم الإسلامية.

في الحقيقة، عمل المشرفون على هذا المتحف على عرض لوحات وتماثيل تنحدر من مختلف الحضارات والثقافات ليكون بلا هوية. والجدير بالذكر أن الحكام الإماراتيين استعاروا اسم اللوفر مقابل حوالي 400 مليون يورو، علما وأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أنفق المبلغ نفسه من أجل شراء لوحة سالفاتور مندي التي لفتت أنظار كل زوار هذا المتحف.

على الرغم من بناء متحف اللوفر، ظل جامع الشيخ زايد الكبير المعلم الأكثر شعبية في أبوظبي لاسيما وأنه يتميز بزخارفه المصنوعة من اللازورد والصدف وأحجار سواروفسكي، علاوة على أكبر سجادة مصنوعة باليد وثريا كبيرة. كما يضم هذا المسجد 82 قبة رخامية. وإلى جانب فخامته، يجمع هذا المسجد بين الجمال والتصميم البسيط. ويحمل هذا المسجد اسم الشيخ زايد آل نهيان، الذي وحد الإمارات ويعد بمثابة رائد النهضة الاقتصادية والرخاء المالي في أعين الشعب الإماراتي.

الثراء أدى إلى فقدان الهوية

عندما تظهر دلائل الثراء في تصميم أحد المساجد، فإن ذلك يعد استثناء؛ فكل شيء في البلاد يشير إلى أن الدين الحقيقي للدولة لم يعد الإسلام، وإنما المال. ومقابل الثراء الفاحش الذي تعيشه دولة الإمارات حاليا، كان لابد من التنازل عن الهوية الأصلية للشعب الإماراتي. وفي الوقت الحالي، تعيش الإمارات في حرية تامة، بعد أن تخلصت من كافة القيود التي يفرضها الدين.

فعلى سبيل المثال، يسمح للسائحات القادمات من الغرب بارتداء ما يحلو لهن من الملابس، كما أن شرب الكحول متاح في كافة الأماكن والمنتجعات السياحية. وفي بعض الأحيان، ويعتبر ذلك أمرا إيجابيا، حيث يستطيع العمال المسيحيون والهندوس ممارسة شعائرهم الدينية الخاصة في الكنائس والمعابد.

مع ذلك، لا تعتبر الإمارات متسامحة إلى هذه الدرجة، فهناك العديد من النساء الأوروبيات اللاتي يقبعن في السجن لأشهر طويلة بسبب إبلاغهن عن تعرضهن للاغتصاب لأن السلطات في الإمارات تعتبر أن الاغتصاب مجرد ممارسة الجنس خارج إطار الزواج.

بالإضافة إلى ذلك، هناك قوانين اعتمدت في سنها على الشريعة الإسلامية، كما أن إمارة الشارقة المحافظة تحظر تداول الكحول مطلقا.

إن إمارة الشارقة هي مسقط رأس فايز بني حماد، وهو أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول سنة 2001. ويوجد اتفاق بين أهالي إمارة الشارقة والحكومة المركزية مبني على نوع من النفاق المتبادل، ينص على أن حكام الإمارات سيبقون دائما متسامحين مع سكان هذه الإمارة طالما أن الأموال تأتي باستمرار منها إلى خزينة الدولة، وطالما أن السياح مازالوا يستمتعون بالذهاب إلى هذه الدولة الديكتاتورية. نعم، ستتسامح معهم الدولة طالما أن ناطحات السحاب مازالت قائمة.

داخل دبي مول، لا يجب التأمل مطلقا في التناقضات الموجودة، حيث يعد هذا المركز التجاري متاهة كبيرة مدهشة تكتظ بالناس الذين جاؤوا لإنفاق الأموال. في النهاية، بعد أن ينتهوا من التسوق ومشاهدة المتاجر الفخمة، سيجدون أنفسهم أمام إحدى الحلقات التي يجتمع فيها الناس، والمشابهة لجماهير هوكي الجليد، التي اجتمعت لتشاهد المباراة.

من شرفة متجر آبل، يمكن مشاهدة أكبر حدث ضخم في الإمارات، حيث يمكن رؤية البحيرة الصناعية الموجودة أسفل برج خليفة. وعلى ضفاف تلك البحيرة، ترى زوار المول بمختلف ثقافاتهم، بما في ذلك السائحات السعوديات وهن في غطاء كامل، وزوجان ألمانيان، وشابان روسيان حاولا تثبيت الكاميرا لالتقاط بعض الصور، ولكن من الغريب تواجد العديد من العائلات الإماراتية.

أمضى كبار السن من الإماراتيين، الذين يرتدون الثياب البيضاء، طفولتهم بين الخيام ووسط عائلات بدوية بسيطة. وقد كانوا يستخدمون الصقور في الصيد ويغوصون في أعماق البحار بحثا عن اللؤلؤ. أما اليوم، يرى هؤلاء الرجال ازدهار تلك الجزر أمام أعينهم، كما يمكنهم التزلج على الجليد في إحدى القاعات، ويستطيعون أيضا رؤية الفن الأوروبي الحديث والاستمتاع بالمشروبات الساخنة في أكواب الذهب المزينة.

تجسد الإمارات العربية المتحدة الثراء الفاحش فيه في كل شيء؛ فقد استطاعت هذه الدولة العربية أن تتخطى مراحل كبيرة من التاريخ. فهناك، ترى نوافير المياه الأحدث في العالم وهي تتراقص على صوت ويتني هيوستن وهي تغني “أي ويل ألويز لوف يو”، وكلما ازداد الصوت ارتفاعا ارتفعت مياه النوافير في الهواء، ومع تكرار المقطع الأول في الأغنية لأول مرة، تشاهد إبداعا مختلفا من النافورة، وعند تكراره للمرة الثانية ترى إبداعا جديدا.

يرغب شيوخ الإمارات في استعمار المريخ سنة 2117

كل ما ذكر آنفا يحدث بصورة متكررة عند قضاء يوم للتسوق في دبي. ويمكن قضاء يوم مختلف عند زيارة الأسواق التقليدية في المدينة القديمة، حيث تحاكي كل المتاجر هناك البازارات السياحية المعروفة في منطقة الشرق الأوسط، وتبيع التوابل والملابس والهدايا التذكارية والحلي والذهب. وللوهلة الأولى ستشعر أنك لست في بلد عربي، فالباعة هناك أغلبهم من الإيرانيين والأفغان والهنود.

مع بداية هذه السنة، وضعت دبي بروازا مطليا بالذهب للتفريق بين المناطق الجديدة والقديمة في المدينة. ويبلغ طول هذا البرواز الذي صمم على غرار براويز الصور، 150 مترا، وقد صممته إدارة المدينة خصيصا حتى يطلع السائحون على ماضي الإمارات وحاضرها.

وبالفعل، أصبح ذلك البرواز واحدا من أفضل المعالم السياحية التي يتوجه إليها السائحون هذه السنة، خاصة أن الأرض التي شيد فوقها البرواز مصممة من الزجاج، ويستطيع السائرون عليها رؤية كل شيء من خلاله.

إلى جانب ذلك، يعتبر العرض البانورامي في دبي أكثر إثارة من الضباب والرمال، حيث تعرض البانوراما الموجودة في الطابق الأرضي للمبنى الأيسر بين مجمع المباني، فيلما مصورا في نهاية الزيارة، يجسد رؤية شيوخ الإمارات خلال السنوات القادمة. يعرض هذا الفيلم شكل مدينة دبي بعد 50 سنة، ويتخيل صانع الفيلم أن مدينة دبي ستكون مدينة المستقبل.

كما يظهر في الفيلم، ناطحات السحاب الشاهقة التي تم تصويرها بواسطة كاميرات طائرة، وأضواء النيون المنتشرة في المدينة، كإشارة للحفاظ على البيئة، وبعض الشرفات، التي يكسوها اللون الأخضر. وفي الواقع، لا يكمل الكثيرون مشاهدة الفيلم حتى نهايته. وعلى أحد جدران المبنى، يوجد صورة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بنظرته الحادة.

في هذا الفيلم، تظهر المدينة التي يحكمها الشيخ محمد، وكأنها توصلت إلى حل لجميع المشاكل. ففي دبي، سنرى الكادر التعليمي في أحد المعاهد مكونا من الروبوتات. وفي عيادة الطبيب، سيشفى المرضى بضغطة زر واحدة، وأخيرا، مشهد صاروخ ينطلق من الصحراء إلى الفضاء، وفوق الصاروخ يرفرف علم دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يعتقد شيوخ الإمارات أنهم سيستعمرون المريخ بحلول سنة 2117، لأن الأرض بحلول ذلك الوقت لن تسع الجميع.

ولا تسعى السلطات ع إلى تطمين المواطنين الإماراتيين الذين يخشون من ضياع الهوية مع استمرار خلل التركيبة السُكانية. حتى أنَّ الدولة أحضرت للمقيمين تراثهم التاريخي إلى الدولة! دون اكتراث بتاريخ الدولة العريق.

إنها مُشكلة ديمغرافية تظهر اتباعاً مع مرور السنوات. فالسلطة تتجاهل المواطنين وتذهب لتطمين الأجانب! هذا التطمين يظهر الدولة بمظهر التثقيف والتقدم، وتحاول تحسين السمعة السيئة التي يضاعف جهاز أمن الدولة بشكل يومي مدى السُّوء في مفارقة الداخل والخارج.