موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

قرار أممي مدعوم من الإمارات يثير مخاوف بشأن استخدام “التطرف”

340

أثار قرار قدمته دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي وتم تبنيه بالإجماع مخاوف بشأن استخدام “التطرف” وإمكانية استخدامه لتكميم المعارضة والتغطية على انتهاكات أبوظبي.

وحذر منتقدون من أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو الدول الأعضاء إلى الاعتراف بدور التطرف وخطاب الكراهية في تأجيج الصراع وإدانته قد يستخدم لخنق حرية التعبير والمعارضة السياسية.

واتخذ القرار بالإجماع يوم الأربعاء عقب اجتماع عقدته دولة الإمارات التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجلس حول “قيم الأخوة الإنسانية في تعزيز السلام واستدامته”.

واقترحت الإمارات القرار بالاشتراك مع المملكة المتحدة بحسب ما أورد موقع Middle East Eye البريطاني.

وقالت لانا نسيبة، سفيرة الدولة لدى الأمم المتحدة، لشبكة CNN الأمريكية “إننا نشدد بهذه الجهود على أن “خطاب الكراهية، والعنصرية، وكراهية الأجانب، وكراهية الإسلام، وكراهية المسيحية، ومعاداة السامية، والتطرف أسباب جذرية للصراعات ودوافع إليها”.

ويقول نشطاء إن هذه الخطوات تأتي في سياق المساعي الإماراتية للتغطية على الانتقادات الموجهة لها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وفقاً لما أوردته الصحيفة البريطانية.

في وقت سابق من هذا الشهر، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”منظمة العفو الدولية” و40 منظمة أخرى في بيان مشترك، إن أبوظبي تواصل “اعتداءها المستمر” على حقوق الإنسان والحريات، وتستخدم نظام العدالة الجنائية “أداةً” للقضاء على حركة حقوق الإنسان.

في غضون ذلك، ذكر موقع PassBlue الإخباري المستقل أن بعض الدبلوماسيين العاملين في الأمم المتحدة أثاروا مخاوف بشأن مشروع قرار أبوظبي بشأن “التسامح والسلام العالمي والأمن”، محتجين بما ينطوي عليه من “دلالات دينية”.

وتحث المسودة الأولى للقرار الدولَ الأعضاء في الأمم المتحدة على “الإقرار بأن خطاب الكراهية والعنصرية وجميع مظاهر التطرف تسهم في اندلاع الصراعات وتأجيجها وتجددها؛ وتقويض المبادرات الرامية إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات؛ والحيلولة دون حلِّها”.

يقول بعض الخبراء إن هذا الخطاب يمكن استخدامه لإخراس المعارضة، خاصةً أن استخدام الإمارات لكلمة “التطرف” وحدها، دون تحديدها بـ”التطرف العنيف”، ينحرف عما يقول جوردان ستريت -كبير مستشاري السياسة والمناصرة في منظمة Saferworld الدولية غير الحكومية- إنه “سابقة طويلة الأمد” جرت العادة خلالها بأن تستخدم الأمم المتحدة لاحقة “العنيف” لتقييد “التطرف” الجدير بالتصدي له.

وقال ستريت في تغريدة نشرها على موقع تويتر: “جميع خبراء حقوق الإنسان تقريباً سيخبرونك بأن مصطلح (التطرف) تفسيراته فضفاضة جداً، ومن ثم يمكن استخدامه (وإساءة استخدامه) بأي طريقة تريدها الدولة”.

وأضاف “هذا يعني فعلياً أن مجلس الأمن الدولي يمنح ختم الموافقة على استهداف أي شخص يُوصف بأنه (متطرف)”.

واتفقت ناورين فينك، الخبيرة الأمنية والمديرة التنفيذية لـ”مركز صوفان” المستقل للشؤون الدولية، مع هذا الرأي، وأشارت إلى أن مجلس الأمن لطالما قيَّد مصطلح “التطرف” بلاحقة “العنيف”، وحذرت من مغبة تغيير ذلك.

كما قالت فينك في تغريدة نشرتها على موقع تويتر: “إذا أُقرت هذه الصياغة بدون تقييد فستكون حقاً سابقة مؤسفة للغاية”.

من جهة أخرى، يتوقع أن تؤدي هذه النقاشات إلى بعث الانتقادات المتعلقة باستخدام الإمارات لرئاستها لمجلس الأمن.

ففي عام 2015، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلاً عن تسريب لرسائل بريد إلكتروني، أن سفيرة أبوظبي لدى الأمم المتحدة أُبلغت أن الإمارات مُتهمة بانتهاك الحظر الدولي لتوريد الأسلحة إلى ليبيا، فسارع دبلوماسيون إماراتيون بالسعي للتستر على الانتهاك.