موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. فيروس كورونا يهدد بضربة قاضية لاقتصاد الإمارات

251

ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في دولة الإمارات إلى 45 حالة بعد رصد 15 إصابة جديدة بالفيروس الذي يهدد بتوجيه ضربة قاضية لاقتصاد الدولة المتعثر بشدة.

ويثير فيروس كورونا الذي يتوسع عالميا مخاوف تأثر اقتصاد الإمارات ويدفعها لمأزق الأزمة التي حدثت في 2008 وذلك في الوقت الذي تواجه فيه بالفعل صعوبات اقتصادية بفعل تراجع عائدات النفط منذ أكثر من خمس سنوات، والحروب الخارجية التي تكلف الدولة مليارات الدولارات.

وقالت مؤسسة دولية متخصصة بالشئون المالية إن الاقتصاد دولة الإمارات يعد الأكثر عرضة لمخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد في ظل توقعات بأنه سيعمق المصاعب الاقتصادية في الخليج.

وحذرت مؤسسة “كابيتال ايكونوميكس” المالية الاستشارية ومقرها لندن من أن انتشار فيروس كورونا المستجد أدى إلى خفض توقعاتها للنمو في الشرق الأوسط لعام 2020 بنسبة 0,5 بالمئة لتصبح 2%.

وقالت المؤسسة في تقرير “اقتصاد الإمارات هو الأضعف وتهدد التداعيات بإثارة مخاوف متعلقة بديون دبي”.

ويهدد إلغاء أو تأجيل دول الخليج سلسلة من المؤتمرات والفعاليات بسبب مخاوف من فيروس كورونا المستجد، بتعميق الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها هذه الدول بفعل تراجع أسعار النفط.

ومن المتوقع أن يؤثر فيروس كورونا المستجد على تجهيزات “أكسبو2020” الذي تتحضر الدولة لاستضافته في أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وتعلق الإمارات آملاً كبيرة على المعرض في كسب أسواق جديدة وتعويض النفقات على التحضيرات لاستضافة المعرض الدولي.

وقال متحدث باسم معرض إكسبو 2020 دبي إن منظميه يواصلون متابعة الوضع على صعيد فيروس كورونا المستجد عن كثب ويأملون في نجاح الجهود العالمية لاحتوائه.

وأضاف المتحدث “يمثل أمان وسلامة كل شخص يزور إكسبو 2020 دبي أهمية قصوى بالنسبة لنا ونعمل عن كثب مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات لتطبيق إرشادات الوزارة”.

وينطلق المعرض العالمي في دبي ويستمر المعرض حتى أبريل/نيسان 2021؛ وحسب تقديرات سابقة يتوقع أن يجذب 11 مليون زائر أجنبي، لكن مع انتشار “كورونا” فإن تأثيره على المعرض سيكون كبيراً.

وفي النفط فمن المتوقع -حسب وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري- أن ينكمش الطلب بمقدار 435 ألف برميل يومياً في الربع الأول من العام الحالي 2020، وهو أول انخفاض فصلي منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

وأبدى أصحاب شركات السفر والرحلات السياحية مخاوفهم إذ من المتوقع أن يستمر ركود قطاع السياحة حتى العام المقبل حسب ما أفاد تقرير لBBC.

والإمارات بصفتها وجهة سياحية كبيرة في الشرق الأوسط فإن ذلك سيضرب اقتصاد الدولة ويؤثر على عمل الفنادق والمطارات والأعمال التجارية.

وأثار الهلع الذي تسبب به الفيروس، بشكل كبير على السياحة إلى عشرات الدول حول العالم بصفة عامة، كما أن السياح الصينيين يشكلون نسبة كبيرة من عملاء شركات السياحة الإماراتية.

وتعتبر الصين واحدة من أكبر 10 أسواق مصدرة للزوار إلى الإمارات، حيث يستفيد عدد متزايد من الزوار الصينيين من إجراءات الحصول على تأشيرات دخول عند الوصول لأي من منافذ الإمارات.

وبلغ عدد الزوار إلى دبي خلال الربع الأول من 2019 نحو 4.7 ملايين زائر، من بينهم 292 ألف زائر من الصين، بزيادة 13% مقارنة مع الفترة ذاتها من 2018م. وبلغ عدد الزوار الصينيين إلى أبوظبي 433 ألف سائح في الأشهر الخمسة الأولى من 2019م.

وليس قطاع السياحة فحسب بل إن الفيروس تسبب في هلع الأسواق العالمية، تبعاً لمجموعة عوامل أبرزها تأثير الفيروس على النمو الصيني، فالصين تمثل 16 في المئة من حجم الاقتصاد العالمي، وتساهم بثلث النمو الاقتصادي العالمي، كما أنها تستحوذ على ثلث الصناعة العالمية، وهي لاعب رئيسي في التجارة العالمية.

أما العامل الثاني فيتمثل في القلق حول سلاسل التوريد، فكما ذكرنا الصين مركزا لعدد كبير من الأنشطة الصناعية، وبحسب آخر البيانات تراجع النشاط الصناعي الصيني خلال فبراير بأعلى وتيرة على الإطلاق، مع توقف ثلثي أنشطة الاقتصاد عن العمل.

وخلال الأسبوع الماضي تراجع مؤشر بورصة دبي بنحو 2% ليصل إلى أدنى مستوياته منذ يوليو/تموز من العام الماضي. وهوى سهم إعمار العقارية بنسبة 2.7%. وتراجع سهم بنك دبي الإسلامي بنسبة 2.1%.

دفع هذا الواقع السيء للاقتصاد في الدولة إلى إعلان مصرف الإمارات المركزي سيعيد تقييم توقعات نمو الاقتصاد الإماراتي خلال 2020، في ظل التأثيرات السلبية لفيروس “كورونا”. -حسب ماجدة قنديل، رئيسة دائرة البحوث الاقتصادية في المصرف المركزي.

وقالت قنديل، إن النمو في الإمارات خلال 2020 سيشهد بعض التأثير لضعف النمو العالمي بسبب فيروس كورونا.

وكان المركزي الإماراتي قد وجه المؤسسات المصرفية والمالية بإعادة جدولة القروض، ومنح تأجيلات مؤقتة على دفعات القروض الشهرية، وخفض الرسوم والعمولات للعملاء المتأثرين بتداعيات الفيروس. كما وجه جميع البنوك وشركات التمويل بمراجعة وتحديث خطط استمرارية الأعمال الخاصة بها، بهدف ضمان جاهزية القطاع المالي للإمارات لأي تصاعد محتمل لفيروس كورونا.