موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي يكرس سيطرة إسرائيل على المستجد الأقصى

208

كشف مركز دراسات اسرائيلي متخصص بشؤون القدس المحتلة، أن البند الوحيد الذي تم إعلانه عن الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي ربما يكون الأكثر خطورة في الاتفاق، وينطوي على تغيير مهم في وضعية المدينة المقدسة لصالح الاسرائيليين وبما ينسف أي أمل في المستقبل لأن تصبح مدينة القدس عاصمة الفلسطينيين.

وأشار المحامي الإسرائيلي “دانييل سيديمان” المتخصص في الجغرافيا السياسية للقدس،  في تقرير نشره مركز “القدس الدنيوية”، وهو مركز اسرائيلي مستقل ومتخصص بمراقبة التحولات والتطورات التي تشهدها مدينة القدس،إلى أن اتفاق تطبيع العلاقات الكامل بين إسرائيل والإمارات يحتوي على بند غير مسبوق يسمح لإسرائيل بفرض سيطرتها على حرم الأقصى والسماح لليهود بالصلاة داخله.

وسبق لـ”سيديمان” تمثيل بعض العائلات الفلسطينية المتضررة من شق طريق دائري رئيسي (سيسمى الطريق الأمريكي) ويربط المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة التي تقع شمالي وجنوبي القدس.

وذكر “سيديمان” أن الاتفاق الذي وصفه بالمعلق بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، والذي من شأنه تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي حظي باهتمام كبير‪.

وأضاف أنه بغض النظر عن فكرة التطبيع، ‪ من الواضح أن هذا الاتفاق حدث رئيسي في تاريخ الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه نظرا لأن ‫المفاوضات بين الجانبين لا تزال جارية ولم يتم الاتفاق على جميع البنود، لذا فإن القليل من تفاصيل الاتفاق المعلقة متاحة للعامة لمعرفتها.

وتابع: “لكن ثمة استثناء واحد يمكن الاطلاع عليه في البيان المشترك الصادر عن الرئيس ترامب ومحمد بن زايد ورئيس الوزراء نتنياهو في ‪آب/أغسطس الجاري”.

وذكر أنه كما هو متوقع، يفتقر البيان المشترك إلى الإشارة ‫المحددة لاستثناء واحد يتعلق بالجوهر البركاني للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي يعتبر فيه العالمان العربي والإسلامي، وهو: جبل الهيكل/الحرم الشريف/الأقصى.

وتابع: “على النحو المنصوص عليه في الرؤية من أجل السلام، فكل المسلمين الذين يأتون بسلام يمكنهم الصلاة في المسجد الأقصى، ويجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين المسالمين من كافة الأديان”.

وعقب “سيديمان”: “بالنسبة للقارئ والمراقب العادي، يبدو أن هناك تقدما كبيرا فيما يتعلق بالصلاة بجبل الهيكل حيث يسمح للمسلمين بالصلاة في الأقصى، بينما يتم الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم الشريف، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما”.

وأوضح أنه في حين أن السماح للمصلين المسلمين بالصلاة في الأقصى ليس جديدًا على الإطلاق، فإن البيان يمثل خروجا جذريا عن الوضع الراهن وله تداعيات بعيدة المدى يمكن أن تحمل دلالات من شأنها تفجير الأوضاع.

ونوه المحامي الإسرائيلي إلى أنه لا يوجد تعريف مقبول عالميا للوضع الراهن في جبل الهيكل، لكن أقرب تفسير مقبول على نطاق واسع هو أن جبل الهيكل مكان عبادة إسلامي، مفتوح للزيارات لغير المسلمين بشكل يحافظ على الاحترام والكرامة، من خلال التنسيق مع الوقف الإسلامي وبشكل يتوافق مع العادات وأصول الاحتشام المتعارف عليها في الموقع.

وفي عام 2015، والحديث لـ”سيديمان”، وبعد مناقشات مطولة بين وزير الخارجية الأمريكية “كيري”، والملك “عبدالله الثاني”، ورئيس الوزراء “نتنياهو”، وافق الأخير على تكريس هذا التفسير للوضع الراهن في إعلان رسمي: “ستستمر إسرائيل في تطبيق سياساتها القائمة منذ فترة طويلة: المسلمون يصلون في الحرم القدسي وغير المسلمين يزورون الحرم القدسي”.

وعقب “سيديمان” أنه منذ ذلك الحين لم يصدر أي تصريح لـ”نتنياهو” ينحرف منذ عن هذا الإعلان.

وقال المحامي الإسرائيلي، إن خطة “ترامب” تنص على أن “جميع الأماكن المقدسة في القدس يجب أن تخضع لنفس أنظمة الحكم الموجودة اليوم، على وجه الخصوص، يجب أن يستمر الوضع القائم في جبل الهيكل/الحرم الشريف (المسجد الأقصى) على ما هو عليه دون انقطاع”.

وأضاف أنه بالرغم من ذلك، في الجملة التالية يعتبر الاقتراح خروجا جذريا عن الوضع الراهن والتي تنص على: “يجب السماح للأشخاص من كافة الأديان بالصلاة في جبل الهيكل/الحرم الشريف”.

وذكر “سيديمان” أن “البند السابق ينص على السماح بالصلاة لأتباع الديانة اليهودية في جبل الهيكل، وهو يعد انحرافا واضحا عن الوضع الراهن كما هو محدد حتى من قبل إسرائيل”.

وقال المحامي الإسرائيلي إنه كما لوحظ ينص البيان المشترك على أنه يجوز لجميع المسلمين زيادة المسجد الأقصى والصلاة فيها.. بينما يجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين من جميع الأديان.

وأضاف: “هنا من الضروري مقارنة هذا النص كلمة بكلمة مع النص الموجود في خطة ترامب، بينما تتحدث خطة ترامب عن الوصول إلى جبل الهيكل/الحرم الشريف، يتحدث البيان المشترك على وجه التحديد عن الوصول إلى المسجد الأقصى وليس الحرم الشريف”.

وتابع: “تُعرّف إسرائيل الأقصى على أنه بناء المسجد، كما هو الحال في صياغة البيان، في حين أن المسلمين يعرفون الأقصى على أنه ساحة الحرم الشريف/جبل الهيكل بالكامل”.

وبالتالي وفقا لإسرائيل والولايات المتحدة على ما يبدو، يتم تعريف أي مكان في جبل الهيكل خارج المسجد على أنه “أحد الأماكن المقدسة الأخرى في القدس” ومفتوح للصلاة للجميع، بما في ذلك لليهود، ووفقا لذلك قد يسمح لليهود الآن بالصلاة في الحرم القدسي وليس فقط في المسجد.

علاوة على ذلك، يقول المحامي الإسرائيلي، أنه بحذف أي ذكر للوقف ودوره المستقل كوكيل للوصاية الأردنية. فإن ادعاءات المسلمين في الحرم الشريف/الأقصى تتحول من ملكية إلى “ضيف مرحب به” مع الحق في الزيارة والصلاة في الأقصى.

وأشار إلى أن كل من رئيس الوزراء وفريق المفاوضين الأمريكيين يتفهمون تمام أهمية كل كلمة وكل فارق بسيط يتعلق بالقدس بشكل عام، وجبل الهيكل/ الحرم الشريف بشكل خاص.

ووفق للمحامي الإسرائيلي: “وبالتالي فإن اختيار المصطلحات ليس عشوائيا ولا خطأ، ولا يمكن اعتباره إلا محاولة مقصودة وإن كانت خفية، لترك الباب مفتوحا على مصراعيه للصلاة اليهودية في جبل الهيكل، وبالتالي تغيير الوضع الراهن بشكل جذري”.