موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

أحمد منصور: الإمارات تعيش أسوأ حقبة في تاريخها

329

أكد الناشط الحقوقي البارز معتقل الرأي في سجون النظام الإماراتي أحمد منصور أن الإمارات تعيش أسوأ حقبة في تاريخها من حيث حقوق الإنسان.

وأعاد “مركز مناصرة معتقلي الإمارات” نشر المقابلة التي أجرتها صانعة الأفلام والباحثة في جامعة لندن، مانو لوكش مع أحمد منصور في عام 2016 قبل أشهر من اعتقاله، والتي كانت تحت عنوان: “المدافع الأخير عن حقوق الإنسان في الإمارت .. مقابلة مع أحمد منصور”.

والمقابلة تم نشرها بالإنجليزية بعد اعتقال منصور بأشهر، وتحديداً في الـ10 من أغسطس 2017، في المجلة الأكاديمية المرموقة “Surveillance & Society”، لكنها لم تحظَ بالاهتمام الكافي في المواقع الأجنبية، وظلت حبيسة أدراج المجتمع الأكاديمي.

وتحتوي المقابلة تفاصيل مهمة عن المضايقات التي تعرض لها منصور قبل اعتقاله عام 2017 والظروف التي واجهته أثناء سجنه عام 2011، كما وتعطي رؤية فريدة للتجربة الشخصية والمهنية لمدافعٍ عن حقوق الإنسان في دولة استبدادية ثرية للغاية و متقدمة تقنياً كما تقول المجلة العالمية.

وقدم منصور خلال المقابلة شرحاً موجزاً عن الأسباب التي دفعته للمشاركة في تأسيس موقع “منتدى حوار الإمارات”، حيث قال “إن السلطات الإمارتية بدأت بالتضييق على حرية التعبير بعد انطلاق شرارة الربيع العربي في 2011، ولذلك تولدت رغبة لابتكار مثل هذا الموقع، يساعد على تعزيز الحريات ويخفف من وطأة القيود على حرية التعبير”.

كما أشار منصور إلى حظر الموقع بعد 6 أشهر على انطلاقته، وعن خيبة الأمل التي أصابت الإماراتيين بسبب عدم رؤية أي تحسن في أوضاع حقوق الإنسان وحرية التعبير بعد انطلاق الربيع العربي، وهو ما دفعهم إلى كتابة عريضة الثالث من مارس، من أجل المطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية.

وقال منصور إن السلطات الإماراتية قامت قبل اعتقاله في 2011 بحملة تشويه ضخمة ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، وانخرطت فيها لاحقاً، وسائل الإعلام المحلية مثل التلفزيون، الإذاعة، والصحف الورقية والإلكترونية.

وأضاف أن السبب الحقيقي وراء اعتقاله في 8 أبريل2011 كان “عريضة الثالث من مارس” ودعوته لمقاطعة الانتخابات رغم أن السلطات وجهت له تهمة الإساءة لرئيس الدولة، مشيراً إلى أن هذه اللحظة وما تلاها كانت مفصلية في سجل الإمارات لحقوق الإنسان.

وحسب الناشط الحقوقي، فإن أشياء غريبة بدأت تحدث منذ تلك اللحظة، سحب جنسيات، اعتقالات تعسفية لأشخاص من خلفيات مختلفة، مع التركيز بشكل أساسي على الإسلاميين، اختفاء قسري وتعذيب وتهم ملفقة ومحاكمات ذات دوافع سياسية.

وأوضح منصور أن الأسئلة التي كان الجميع يسألها في ذلك الوقت، “لماذا اتخذت الإمارات هذه الخطوات؟ هل نحن حقا بحاجة لذلك في الإمارات؟ هل لدينا تهديد في الإمارات؟ والإجابات كانت لا”. كما دافع منصور عن جميعة الإصلاح، وهي المجموعة الأكبر التي تعرضت لاستهداف السلطات الإماراتية، على حد قوله.

ووصف منصور جمعية الإصلاح بأنها جماعة إسلامية معتدلة لا تشكل أي تهديد للنظام، مؤكداً أنها كانت تعمل بشكل وثيق مع الحكومة، وكان حكام الإمارات في بعض الأحيان يحضرون مناسباتهم، لكن صعود جماعة الإخوان المسلمين في مصر أخاف السلطات الإماراتية، وقررت اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم.

وقال منصور إن ما قامت به السلطات دمّر صورة الإمارات، وجعل الجميع يَنظر إليها على أنها الدولة التي تقود الحركة المناهضة للديمقراطية إلى جانب السعودية، لأن أبوظبي أكبر داعم لنظام القاهرة، يليها الرياض.

كما تطرق منصور إلى التناقض بين شكل الإمارات الخارجي وخطابها الإعلامي وما يجري على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الدولة دائماً تتغنى بالأجيال الشابة وتتحدث عن دورهم في تنمية المستقبل وقيادة العالم، لكنها في الوقت نفسه تبرر عدم منحهم الحق باختيار ممثليهم بسبب “عدم استعدادهم لذلك”.

وتابع الناشط الحقوقي: “نحن نعيش هذا النوع من التناقض. من الخارج ترى مبانٍ جميلة، مراكز التسوق العظيمة، والشواطئ الجميلة، والنوافذ المتلألئة على أعلى ناطحة سحاب على الأرض، ولكن عندما يتعلق الأمر بالقيم -التي بدونها- لن تتمكن أي دولة من الحفاظ على تطورها، فلا وجود لها، ليس لأنها غير موجودة في الواقع، لكنهم يعتبرونها تهديدًا لأمن البلاد”.

منصور تحدث أيضا عن ظروف احتجازه في 2011، وأشار إلى أن إدارة السجن أعطته ملابس غير نظيفة وأن الزنزانة كانت متسخة جداً، وهو ما أدى إلى إصابته بمرض الجرب، حيث شعر بالحكة في كامل جسده ولم يستطع النوم ليلاً أو نهاراً.

وكشف المعتقل الإماراتي أنه كتب رسالة تلو الأخرى يطلب فيها رؤية طبيب أمراض جلدية، لكنهم لم يسمحوا له برؤيته، و ظل أكثر من 3 أشهر يتحدث إلى الضباط ويطلب منهم  السماح له برؤية الطبيب، قبل أن يحضروا له “طبيباً عاماً”.

منصور قال أيضاً “إن الزنزانة لم تكن مكيفة، وإن السجناء كان يعيشون في الجحيم حرفياً خلال فترة الصيف، مشيراً أنه أثناء إقامته هناك توفي رجل داخل إحدى تلك الزنازين بسبب الحرارة الشديدة وعدم وجود تكييف”.

وذكر منصور أنه خلال فترة المحاكمة وعند وصولهم إلى القاعة، كانوا يرون في الخارج أشخاصاً وأفراداً برعاية الحكومة يحتجون ضدهم، حيث كانت الشرطة تقدم لهم العصير والماء، بينما لم تسمح للناس بدعمهم.

وأشار آخر مدافع عن حقوق الإنسان في الإمارات خلال المقابلة، إلى تعرضه لمضايقات مستمرة داخل الجامعة شملت الضرب والشتم والإهانة والتهديد المستمر بالقتل، مشيراً إلى أنه في إحدى المرات “جاء إليه شخص داخل الجامعة وقام بدفعه إلى الأرض والبصق عليه”، بينما تعرض في مرات عديدة للضرب.

منصور روى كذلك قصة إفراغ حسابه البنكي من المال، حيث أشار إلى أنه بعد طرده من العمل حصل على مكافأة نهاية خدمة بلغت 140 ألف دولار لكنها اختفت من حسابه البنكي فجأة، وعندما ذهب للمحكمة في أبوظبي لمتابعة القضية تمت سرقة سيارته الموجودة في موقف المحكمة.

وختم منصور المقابلة بالقول: “تعيش الإمارات في أسوء وقت من تاريخها الحقوقي. إنها أحلك حقبة لها، لم نكن في مثل هذا الوضع من قبل، أو في أي مكان قريب من هذا الوضع ، طوال تاريخ الإمارات، وحتى قبل ذلك. لذلك نحن نتحرك بسرعة على مسار واحد، ونتحرك للأمام، ونتحرك للخلف، ونتحرك بسرعة في الاتجاه الآخر أيضًا”.