موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات.. كلمة السر المتكررة في صناعة أزمات المنطقة العربية

78

فتش عنها وراء كل أزمة وابحث عنها بعد أي مشكلة تقع في عالمنا العربي.. سل عنها شوارع القاهرة ومساكن بنغازي درنة ومباني عدن وصنعاء؟ فستجيبك أزماتها بأنها جزء من الأزمة إن لم تكن هي الأزمة نفسها، فرغم أنها من بني جلدتهم إلا أنها غيرت جلدها كثيرا بعد رحيل قائدها ومحبوب العرب الأول الشيخ زايد.

ورغم أنها الدولة المسلمة والمحتضنة لعديد من الفعاليات الإسلامية والمسابقات القرآنية وتلك شارقتها شاهدة على ذلك إلا أنها في سنينها الخالدية بدت في حرب مع المساجد ومراكز العلم ودور الفقه وتحفيظ القرآن وسواء كان مبررها في ذلك حربا على الإخوان أم غيرهم فلا عذر لها أمام عامة المسلمين في الهجوم على المناهج والمقدسات.

ها هي أصابع الاتهام القادمة من شمال إفريقيا وتحديدا من بلاد شنقيط الهادئة قبلها والبعيدة جدا عن العالم تشير في أزمتها المفتعلة إلى الإمارات وإلى أبو ظبي راعية الانقلابات وفاتنة الجنرالات فقد بدى قرار جنرال موريتانيا محمد ولد عبد العزيز المنتهية ولايته قريبا بإغلاق مركز تكوين العلماء الذي أنشأه العلامة الموريتاني المعروف محمد الحسن ولد ددو عام 2007 ليكون فكرة رائدة لتدريس العلوم الشرعية والأدبية للشباب في بلد تغيب فيها المبادرات ويغيب التعليم ويمتهن الشباب.

أصبح العرب معتادين فيما يبدوا على الأزمات والنزاعات وإذا لم يكن عند جنرال عربي أزمة فما عليها سوى الاتصال برقم مسئول إماراتي أو زيارة مطار دبي ليعود محملا بالرسائل ومشحونا ضد الاخوان وإخوان الإخوان من المعارضين وحتى الذين لا علاقة لهم بالسياسة.

لقد بدا الأمر قرارا إماراتيا وإملاء واضحا ولا يخفى على أي عاقل من يتربص بكل شيخ مخالف لسياسة أبو ظبي وهي التي طالما أمدت بأموالها على جنرالات العرب ليقتلوا كل ديمقراطية وليدة في بلادهم وليفتعلوا أزمات إن لم يكن لديهم أزمات. ألم تزين أبو ظبي لسيسي فعله بالمصريين وببلده الذي حوله من أم التاريخ والحضارات إلى مركز ترعاه الإمارات بأموالها؟ فسولت له عرابة الربيع العربي ليبطش بكل معارض ومؤيد ومن لا ناقة له في حربه التي يدعي أنها ضد الاخوان ولا جمل، ألم تدفع دبي بحفتر والليبيين إلى التقسيم والانقسام والحروب التي لا يعرف متى تنتهي فكلما اقتربوا من الحل والتوافق زينت لجنرالها هناك وأمدته بالسلاح وبشهادة أممية.

فقبل أسابيع خرج تقرير الخبراء الأمميين متهما الإمارات وبالأدلة بخرق قرار حظر السلاح المفروض على ليبيا بسب الأزمة الراهنة هناك أو على الأصح المرهونة بمن يصغي للإمارات.

أما اليمن فسجن كبير وعذاب أكبر فالبلد الذي رعى صالح وساهم بتقويته هو نفسه الذي عاد بعد سنوات ليعيد الشرعية المغتصبة فبنى سجونا ليعذب فيها الثوار وأنصار الشرعية واستولى على موانئ البلاد وخيراتها وزاد الطين بله والفقر فقرا وفوق الأمراض أمراضا.

ثم جاءت محاولة رابعة فاشلة كشفت عنها صحيفة فرنسية وهي محاولة تدبير انقلاب وقتل ديمقراطية وليدة وطبعا المستهدف بلدا عربيا بل هو رأس الربيع ومهده وصاحب التجربة الأفضل تونس التي أرادت اليد الإماراتية أن تطالها ولكن الشعب أبى إلا الحياة.

الصومال الجريح لم يسلم من الاستفزاز وهو المطعون بداخله ولديه من الجراح من الأزمات ما يكفي … حاولت أبو ظبي الدخول إليه بأموالها فأبت مقديشو التي استعصت ذات يوم على أكبر على أقوى بلد في العالم الولايات المتحدة الأمريكية ولقنتها درس حرب قبل أن يكون درسا سياسيا.

وأما الشقيقة الأقرب لها جغرافيا وتربطها بها روابط الدم الخليجي فتلك قصة أخرى تحتاج أكثر من مقال واحد لسردها كحال قصة صفقة القرن التي قيل أنها ممولة من قبل حكام أبو ظبي.

اليوم تفتعل أزمة في بلد طالما كان بعيدا عن العالم سياسيا واقتصاديا وفي كل المجالات قبل أن تصله حرب الإمارات على الإخوان ويبدأ عسكره بترداد تلك النبرة السيسية الشامية الحفترية السعودية والمعزوفة الملهمة للإمارات الاسلام السياسي خطر على الأمة وتلك نبرة تحتاج الكثير من تمويل ليس أقله الرز السعودي ولا أعلاه دراهم إماراتية.

هذه هي إمارات زايد شيخ العرب ومحبوبهم الذي خلف من بعد خلف أضاعوا أمجاده وربما يضيعون بلده فلم يتركوا لهم شقيقا عربيا إلا آذاوه وليست موريتانيا الأولى ولن تكون الأخيرة.. لقد أدمعت قبلها عيون في عدن وصنعاء ودرنة وبنغازي وحارت القاهرة وكادت الخضراء تسقط في الفخ، أفلا يحق لي ولكل مواطن عربي آذاته الإمارات وآذت بلده وتريد أن تأذيه أفلا يحق لنا أن نسأل الإمارات، لماذا لا ترسمون البسمة في وجوه الشعوب العربية؟ بدلا من صناعة الأزمات وافتعالها، أليس فيهم رجل رشيد يسدى نصيحة لحكام أبو ظبي قبل فوات الأوان.