موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس تكشف حصيلة مشاركة الإمارات في الورشة الأمريكية في البحرين

84

انعقدت ورشة عمل نظمتها الإدارة الأمريكية في البحرين على مدار يومين لبحث الجوانب الاقتصادية من خطة واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية العروفة باسم “صفقة القرن”.

وبرزت الإمارات في مقدمة الدول المشاركة بفاعلية في ورشة البحرين عبر وفود رسمية ورجال أعمال ضمن تكريس النظام الحاكم في أبز ظبي تورطه بعار التطبيع مع إسرائيل.

وترأس وفد الإمارات في ورشة البحرين وزير الدولة للشؤون المالية عبيد الطاير.

وعلمت إمارات ليكس أن الطاير عقد عدة اجتماعات غير معلنة مع جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرأس الوفد الأمريكي في إعداد صفقة القرن وورشة البحرين.

وبحسب مصادر موثوقة فإن الوزير الإماراتي تعهد لكوشنر بدعم إماراتي كامل سياسيا وماليا لخطة صفقة القرن وتنفيذها على أرض الواقع سوء تجاوبت القيادة الفلسطينية مع الخطة أو استمرت في رفضها.

كما علمت إمارات ليكس أن الوزير الإماراتي عقد سلسلة لقاءات مع مسئولين ورجال أعمال إسرائيليين شاركوا في الورشة وبحث تعزيز مجالات التعاون اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا.

واتفق الوزير الإماراتي مع مسئولين إسرائيليين على تعزيز ودفع وتيرة التطبيع في المرحلة المقبلة خاصة في ظل ما تروج له أبو ظبي من تعاظم تهديدات إيران على منطقة الشرق الأوسط.

وإلى جانب الوفد الإماراتي الرسمي، شارك رجال أعمال من الدولة بفاعلية في فعاليات ورشة البحرين خاصة على صعيد عقد لقاءات مع مسئولين ورجال أعمال إسرئيليين.

وسلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على رجل الأعمال الإماراتي محمد العبّار المشارك في ورشة البحرين في حين وصفته صحيفة عبرية بارزة بأنه “مُحِبٌّ للشعب الإسرائيلي”.

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لـ”العبّار”، مؤسِّس ورئيس مجلس إدارة شركة “إعمار” العقارية، يتحدث فيه لمراسلة إذاعة “كان” العبرية الرسمية، على هامش مؤتمر البحرين.

وردَّ “العبار” على سؤال “ماذا يمكنه القول اليوم للجمهور الإسرائيلي؟”، قائلاً خلال المقابلة: “نحن نعيش جميعاً في الكوكب الصغير البارد ذاته. لدينا واجبات تجاه العائلات، واجبات نحو المجتمعات التي نعيش فيها، واجبات تجاه جيراننا وتجاه العالم”.

وتشير بطاقة “العبّار” الشخصية إلى أنه وُلد بدولة الإمارات في 8 نوفمبر عام 1956، ويحمل شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال من “جامعة سياتل” بالولايات المتحدة الأمريكية، التي منحته درجة الدكتوراه الفخرية.

وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة “شركة إعمار العقارية”، ورئيس مجلس إدارة كل من “شركة إعمار للتطوير”، و”شركة إعمار المدينة الاقتصادية”، وشركة الاستثمار والتطوير العقاري “إيجل هيلز”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتتولى تمويل وتطوير مشاريع واسعة النطاق في عدد من الأسواق العالمية.

وأيضاً هو مؤسس ورئيس مجلس إدارة “شركة موارد أفريقيا الشرق الأوسط”، وأحد كبار مؤسسي والمساهمين في “شركة آر إس إتش” في سنغافورة، إضافة إلى كونه مؤسس “منصة نون.كوم”.

ويشغل “العبّار” أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة كل من “مجموعة شركات أمريكانا”، و”تريد ويندز” التي تعمل بمجال الضيافة والترفيه في ماليزيا، ومدير بشركة “نمشي” القابضة، وشركة “إيه إن آتش” القابضة “ANH HOLDINGS LIMITED”، في مركز دبي المالي العالمي “DIFC” بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وكذلك يشغل عضوية مجلس إدارة “مجموعة نور الاستثمارية” التابعة لـ”مجموعة دبي”، وعضوية اللجنة التحضيرية لـ”معرض إكسبو دبي الدولي 2020″، فضلاً عن أنه عضو مجلس إدارة “صندوق الوطن”.

وتولى مناصب رئيس مجلس إدارة “شركة أملاك للتمويل” بين 2004 و2007، ورئيس مجلس إدارة “شركة دبي للكابلات” بين 1993 و2007، ونائب رئيس مجلس إدارة “شركة دبي للألمنيوم” بين 1992 و2003، ونائب رئيس مجلس إدارة “مركز دبي التجاري العالمي” بين 1992 و2002، فضلاً عن توليه رئاسة “اتحاد الإمارات للغولف” منذ 1995 وحتى 2007.

وتقلد منصب المدير العام المؤسِّس لـ”دائرة التنمية الاقتصادية في دبي”، وكان عضواً بـ”المجلس التنفيذي لإمارة دبي”، و”مجلس دبي الاقتصادي”، ومجلس إدارة “هيئة الأوراق المالية والسلع”، و”بنك دبي التجاري”.

وامتلاكه واحدةً من كبرى الشركات العقارية العاملة في الإمارات، وإدارته عدداً آخر من الشركات جعلا من “العبّار” قوة مالية مؤثرة.

ووجوده في مؤتمر يخص “صفقة القرن” له تأثير؛ لا سيما أن علاقاته مع “إسرائيل” وطيدة، ويعتبر أحد أهم المشجعين والداعمين لإعلان “الصفقة” والتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية وصفته على هامش تغطيتها لمؤتمر البحرين، بأنه “مُحِبُّ للشعب اليهودي”.

إلى ذلك تجندت وسائل الإعلام الإسرائيلية التي انتدبت موفدين عنها للورشة إلى الاحتفاء بالبحرين بوصفها بوابةً لمواصلة قطار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، فيما غابت الأجندة الاقتصادية عن التغطية.

وانتدبت ست وسائل إعلام إسرائيلية مراسليها للشؤون السياسية والعربية والشرق الأوسط إلى البحرين، بما في ذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإسرائيلي التابع للحكومة الإسرائيلية.

كما أوفدت القناة 13 الإسرائيلية مراسلها السياسي باراك رافيد، الذي تربطه علاقات وطيدة مع رموز الأنظمة العربية المطبعة، وكذلك الصحفي أرئيل كهانا موفدا عن صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

في حين انتدبت صحيفة “هآرتس” مراسلتها للشؤون السياسية والعربية نوعا لانداو، بينما اكتفت صحيفة “معاريف” بإيفاد الحاخام كينان المقرب من النظام البحريني للعاصمة المنامة.

ولتعزيز الخطاب الإسرائيلي المروج لورشة البحرين والمحرك لقطار التطبيع الذي يهدف إلى تجاوز السلطة الفلسطينية، ويوجه إليها أصابع الاتهام في عدم التجاوب مع مساعي الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، استعانت إسرائيل الرسمية بالمتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، أوفير جندلمان، لبث رسائل للعالم العربي على وقع ورشة البحرين.

من البحرين، بدت التغطية الإعلامية لجميع الموفدين الإسرائيليين متناغمة ومتسلسلة من حيث المضامين والمحطات التي تم تسليط الضوء عليها، إذ تم الترويج للحفاوة التي قوبلت الوفود الإعلامية الإسرائيلية التي حطت بالمنامة.

وقالت موفدة صحيفة هآرتس الإسرائيلية نوعا لنداو إلى مؤتمر البحرين إن ما جرى في المنامة أمس أكبر لقاء تطبيع شوهد في السنوات الأخيرة بين ممثلين من دول عربية وإسرائيليين، وذلك برعاية مؤتمر السلام الاقتصادي الذي تنظمه إدارة ترامب، بهدف جمع خمسين مليار دولار للفلسطينيين، إذا تم دفع خطة السلام التي تنوي الولايات المتحدة عرضها بعد الانتخابات الإسرائيلية.

كما اعتبرت بعض وسائل الإعلام البريطانية أن الهدف من ورشة البحرين ليس الاستثمار في فلسطين لتحسين الاقتصاد أو الأوضاع المعيشية لمواطنيها ولا التمهيد لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل لدفع عجلة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.

وقالت هذه المصادر إن هذه الورشة التي تُفتتح غدا بمملكة البحرين لن تنجز شيئا على الصعيد الاقتصادي، إذا لم يُكشف عن الجانب السياسي في خطة سلام الشرق الأوسط الأميركية.

ونسبت ميغان أوتولي الكاتبة بموقع ميدل إيست آي إلى خبراء في شؤون الشرق الأوسط قولهم إن هذه الورشة التي تُعتبر الخطوة الأولى تجاه ما تسميه واشنطن “صفقة القرن” لن تخدم إلا التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج العربية.

وأضافت أن هذه الورشة -التي يُقال إنها خُصصت لجذب الاستثمار وبناء مستقبل مزدهر لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة- لن تفعل شيئا غير إعلان تعهدات بالاستثمار لا تُنفذ كما هو المعهود في العالم العربي.