موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

نهج الإمارات في التحريض والتشويه عبر الإعلام الأوروبي.. فرنسا نموذجا

483

تنتهج دولة الإمارات التحريض والتشويه عبر وسائل الإعلام الأوروبية وتمثل فرنسا نموذجا صريحا في ذلك خدمة لمؤامرات أبوظبي بحسب ما أبرز موقع Le Monde Arabe.

وأظهر تحقيق نشر “الأسرار القذرة لحملة تشويه” قادتها أبوظبي، ونُشر في مجلة نيويوركر الشهيرة في مارس/آذار الماضي إلى المدى الذي كانت الإمارات مستعدة لفعله للقضاء على اعدائها اجتماعياً، حتى بإفساد حياتهم.

يكشف المؤلف ديفيد دي كيركباتريك كيف أن شركة سويسرية “ألب سريفيس” (Alp Services )  التي يرأسها ماريو بريرو، وضعت نفسها في خدمة المسؤولين في أبوظبي لهدم أولئك الذين دعموا عدوها، قطر، أو هاجموا سياساتها الداخلية والخارجية.

وتقول ليموند عربية، في نسختها الفرنسية: ومن الحجج السهلة والمتكررة اتهام بعض منتقديها بالانتماء أو الولاء ل”الإسلام الراديكالي”، أي الإخوان المسلمين، للإضرار بهم وتدمير أعمالهم أو سمعتهم.

يقدم التقرير الذي كتبه “سيباستيان بوسوا” (وهو باحث متخصص في الشرق الأوسط والإرهاب والتطرف) كيف استخدمت الإمارات وسائل الإعلام الفرنسية لتدمير خصومها؟ مستخدماً موقع أفريقيا انتليجينس أنموذجاً.

وجاء في التقرير: كما نعلم، كانت فرنسا لسنوات شريكًا مفضلاً للإمارات: شريكًا متميزًا في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والطاقة.

لتجنب إلقاء ظلال على الصورة الذهبية لأبو ظبي، ونسف العقود والمشاريع لصالحها، بذل أتباع المسؤولين في أبوظبي ما في وسعهم منذ سنوات للتأثير على وسائل الإعلام والدفاع عن أجندتها السياسية في أعمدة التحرير الفرنسية: حسابات مزيفة، وصحفيون مشكوك فيهم، ووسائل إعلام لا معنى لها. وتم نشر مئات المقالات للدفاع عن رؤية أبوظبي للشرق الأوسط وخاصة ضد قطر، منافستها الرئيسية.

وتبرز قضية حازم ندا رجل الأعمال الذي دفع الثمن. تلخص ميديا بارت (الموقع الفرنسي المتخصص بالتحقيقات الصحفية) القضية: “يُزعم أن شركة “ألب” دبرت، كجزء من مهمتها لصالح الإمارات، حملة تشهير ضد حازم ندا وشركته، استنادًا بشكل خاص إلى حقيقة أنه ابن المصري يوسف ندا، وهو مصرفي كان عضوًا مهمًا في الإخوان المسلمون.

وحازم ندا، الذي ينفي أي علاقة مالية مع الإخوان، تعرضت تجارته لاحقًا -بسبب الحملة- إلى انهيار حقيقي نحو الجحيم: أُغلقت حساباته المصرفية وتم وقف عن تمويل (شركته) لورد إنيرجي، التي أفلست أخيرًا في عام 2019″.

أخبر حازم ندا نيويوركر أن هذا العملية “دمرت حياته” وأنه كلف شركتين للمحاماة في جنيف ولندن لدراسة المتابعة القانونية لهذه القضية.

وينطبق الشيء نفسه على “سهام سويد”، عضوة ضمن جماعة ضغط قطرية في فرنسا، التي تعرضت للتجسس والسرقة والترهيب وحملات التشهير بانتظام. ومنذ ذلك الحين قدمت شكوى.

أيضًا وفقًا لنيويركور، فإن موقع “أفريقيا انتليجينس” ((Africa Intelligence كان بالفعل تحت خدمة شركة “ألب سريفيس”.

في الواقع، في عمليات التأثير، يجب أن تكون لديك وسائل إعلام في متناول يدك لتوصيل الرسائل. بالإضافة إلى التجسس والتعقب وعمليات السطو التي أقامتها شركة “ألب سريفيس”، كان نشر معلومات كاذبة في وسائل الإعلام الملائمة جزءًا من الصفقة. كان من المقرر أن ينشر بريرو (رئيس ألب سريفس) مائة مقال سنويًا في وسائل الإعلام لصالح الإمارات.

في موقع “أفريقيا انتليجينس”، لا توجد مدونات للنشر فيه كما حدث في “ميديا بارت”: فقط اكتب على جوجل “Africa Intelligence” وحازم ندا “Hazim Nada” لترى العملية الدؤوبة لوسائل الإعلام ضد الأخير. كل هذا كان مدبراً حتى أن بعض المسؤولين اعترفوا علناً بنشرهم معلومات كاذبة.

يأتي ذلك في وقت تعرف “أفريقيا انتليجينس” نفسها بأنها “الحياة اليومية للقارة” . هذا الموقع جزء من مجموعة Indigo. ففي السنوات الأخيرة، تم الاستيلاء على وسائل الإعلام ذات السمعة الطيبة، ذات العناوين المعيارية، من أجل نشر المعلومات والمقالات سراً لصالح الإمارات والمملكة العربية السعودية، مع انتقادها الشديد للجار القطري.

هذا هو الحال بالنسبة لجزء كبير من وسائل الإعلام في مجموعة Indigo :  La Lettre A و Intelligence online  و Africa Intelligence . لكن علينا أن نعود قليلا إلى التاريخ الماضي.

نحن في خضم الأزمة الخليجية، في عام 2019، التي تضع السعودية والإمارات في مواجهة قطر. تحقق هذه المجموعة “المستقلة” حجم مبيعات سنوي قدره 3 ملايين يورو، زاد فجأة بمقدار 1.2 مليون يورو في سبتمبر/أيلول 2019.

كشفت دراسة خاصة أن غالبية الاشتراكات الجديدة عبر الإنترنت البالغ عددها 1200 على موقع إنتليجنس على الإنترنت كانت في السعودية، والتي لم يكن كذلك على الإطلاق قبل فبراير/شباط 2019. كان الهدف واحد هو فرنسا.

عام 2018، كان هناك حوالي 900 اشتراك من الإمارات ولم يكن هناك اتصال من السعودية. بين فبراير/شباط 2019 وسبتمبر/أيلول 2019، زادت الاشتراكات من الإمارات إلى 1700 و 1600 من السعودية.

تظهر الدراسة نفسها أن 60٪ من الاشتراكات بمواقع مجموعة Indigo في 2018 و 2019 جاءت من فرنسا.

وتهدف عمليات الشراء أو الاشتراكات البالغة مليوني يورو، التي جاءت بوضوح في 2019 من السعودية والإمارات، إلى دعم المجموعة “المستقلة” مقابل معاملة تفضيلية للسياسات التي تنفذها الرياض وأبوظبي.

كان هدف الإمارات والسعودية بشكل واضح التأثير لاسيما عبر “أفريقيا انتليجينس” على صناع القرار الفرنسيين، حتى لو كان ذلك يعني تدمير حياة ومهن الأشخاص الذين كان من الممكن أن يعارضوا خططهم. دفع حازم ندا وسهام سويد الثمن.