موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مركز حقوقي يفسر التصنيف المتدني للإمارات في المؤشر الدولي للحريات

487

فسر مركز الإمارات لحقوق الإنسان التصنيف المتدني للإمارات في المؤشر الدولي للحريات وتذيلها ترتيب الدول في ترتيب منظمة فريدم هاوس الدولية غير الحكومية.

وقال المركز إن الإمارات تذيلت تصنيف مؤشر الحريات لعام 2022، إثر سجلها الحقوقي السيئ، بحيث تم اعتبارها دولة غير حرة حاصلةً على 17 نقطة من أصل 100.

وذكر المركز أن “التصنيف المتدني للإمارات في مؤشر الحريات يأتي كنتاج للممارسات القمعية التي ترتكبها السلطات منذ سنوات وإلى غاية اليوم من سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه وقمع كل صوت معارض، رغم مساعي الدولة للترويج لصورة السعادة والتسامح والتطور في كل المجالات”.

وأبرز المركز الحقوقي أن المنظمات الحقوقية والنشطاء انتقدوا بشكل مستمر مستوى الحريات الضعيف جدًا في الإمارات والذي أدى إلى اعتقالات كبيرة في صفوف الحقوقيين وكل مناصري الكلمة الحرة وحرية التعبير والصحافة.

وكان صنف مؤشر دولي صدر عن مؤسسة فريدوم هاوس غير الحكومية بشأن قياس الحرية لعام ،2022 الإمارات بأنها دولة قمعية غير حرة.

وفضح المؤشر حقيقة استبداد النظام الإماراتي، إذ منح الدولة 17 نقطة فقط من أصل مائة نقطة في ظل انعدام الحقوق السياسية والحريات المدنية.

ونالت أبوظبي 5 نقاط فقط في مؤشر الحقوق السياسية و12 نقطة في مؤشر الحريات المدنية، بينما لم تحصل على أي نقاط في غالبية التصنيفات وأبرزها الانتخابات والتعددية السياسية وحرية التعبير.

وأبرزت فريدوم هاوس أن نحو 90 في المائة من سكان الإمارات يفتقرون للحقوق السياسية والفرص الانتخابية.

ووثقت المؤسسة افتقار عمل حكومة الإمارات إلى الشفافية، منتقدة نفوذ كبار أعضاء الأسر الحاكمة بحماية أنفسهم وشركائهم من الرقابة العامة.

من جهته أبرز مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك” غياب العدالة في الإمارات كنتيجة واقع يكرسه الاستبداد والقمع الممارس من النظام الحاكم في الدولة.

وقال المركز إنه مع دخول الإمارات النصف الثاني للقرن الأول من التأسيس، هو عمر وأجيال تساهم في النهضة الوطنية المتسارعة التي تزدهر باطراد يتصاعد البحث في الدولة عن تحقيق العدالة.

وذكر المركز “لقد تغيّرت الإمارات كثيراً -من ناحية العمران والاقتصاد- منذ التأسيس وحتى اليوم، في الوقت ذاته تغيّرت أمورٌ كثيرة خلال العقد الأخير على وجه التحديد، ونعني هنا العدالة”.

فُرضت في البلاد قوانين، وهو انتقال إيجابي إلى مأسسة الدولة والسلطة ولم تكن الإمارات بهذا الازدهار لولا هذه القوانين، لكن تدخلات جهاز الأمن وتخطيه لكل الحدود جعلت من وصول المواطنين والمقيمين إلى “العدالة” أكثر صعوبة إن لم يكن معدوماً خاصة في القضايا المتعلقة بالتعبير عن الرأي، وانتقاد سلوك السلطات.

إن الوصول إلى “العدالة” يبدأ بالمعرفة، ونقصد بها “معرفة حقوقك” -معرفة المواطنين حقوقهم- التي يجب أن تُفرّض بسلطة الدستور والقانون.

والحقوق -كما جَرت العادة- تنتزع لا توهب، بمقابلها تفرض السلطات الواجبات على المواطنين من دفع الضرائب إلى دفع قيمة المخالفات المرورية.

عندما يعرف المواطن حقوقه ويفرضها تأتي القوانين لحماية حقوقه، ضمن مؤسسات عدالة يفترض أن تكون مستقلة لا تخضع للنفوذ، حيث يعيّن القضاة ومسؤولي النيابة العامة وفق مؤهلات وقانون لا يخضع لأي سلطنة تنفيذية.

عدا ذلك فإن المواطنين الإماراتيين يعيشون في موطنهم في ظروف قاسية من الظلم وهم محرومون من أي حماية قانونية قادرة على درء حمايتهم وعائلاتهم من انتهاكات تمارسها السلطات عبر أجهزة إنفاذ القانون التي يفترض بها حمايتهم.

تبرر السلطات الإماراتية سلوكها تجاه المطالبين بالإصلاحات أو المنتقدين، بكونه عملية جراحية في حقوق معينة وفئة محددة من أجل الازدهار.

لكن هذا ليس صحيحاً فما يكون فئة محددة في2010 يصبح كل المجتمع تحت التهديد بعد ذلك، وما يكون جزئية “السياسة” يصبح كل المجالات بما في ذلك العبادات والاقتصاد، لذلك فإن الافتقار إلى العدالة يمنع البلدان من تحقيق إمكاناتها الاقتصادية والاجتماعية، فالظلم يغذي المزيد من الظلم.

وعدّ الحُكام الأوائل مع تأسيس الاتحاد ب”العدالة” في كل شؤون الحياة، ومؤسسات حامية للمجتمع، لكن ما حدث في العقد الأخير من استخدام القوانين كأداة لتجريم الحقوق والحريات، وسياسة العقاب الجماعي كنموذج لإسكات المجتمع، هو خروج واضح عن العقد الاجتماعي، وابتعاد عن المنهجية الأولى للآباء المؤسسين، وهو لا يضرّ المواطنين وعلاقتهم بالسلطات فحسب بل يضرّ مستقبل الدولة الاتحادية، ويؤثر على ازدهار الدولة وتقدمها.

واكد مركز الدراسات أن التقدم في العمران والاقتصاد يؤكد أن الإماراتيين شاركوا في هذا البناء العظيم لدولة اليوم، وهو أمرٌ لا يلغي الحقوق والحريات ولا يُقدم “عدالة منقوصة”، بل يرفض “عدالة كاملة”.

وخلص إلى أنه من دون هذه العدالة فإن رحلة الإمارات نحو المستقبل صعبة ومؤشر مؤشرات الانسحاب إلى الوراء، ولعلّ العقد الماضي تجربة قاسية تتطلب من السلطات التراجع والانفتاح على الحوارات الوطنية الجامعة مع كل مواطنيها.