موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: تناقض الدعاية الرسمية للإمارات.. المصالحة الخليجية نموذجا

181

تتناقض سياسات ومواقف النظام الحاكم في الإمارات بشكل صارخ مع ترويجه عبر دعايته الرسمية لتبني الدولة شعارات السلام والتسامح ومن ذلك مؤامرات أبو ظبي المستمرة لإفشال مساعي إنهاء الأزمة الخليجية.

وفي خِضم تطبيع الإمارات مع الاحتلال الإسرائيلي والدعاية الإعلامية والسياسية بكون الدولة صاحبة دعوات السلام في المنطقة، تظهر المصالحة الخليجية لكن لا ذِكر لأبوظبي التي يعتبر مسؤولوها أكثر المتحمسين لمقاطعة الدوحة وفرض حصار عليها.

وأفادت شبكة بلومبيرغ أن السعودية وقطر تقتربان من إبرام اتفاق مبدئي لإنهاء الخلاف المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، بوساطة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ولا تشمل الاتفاقية المبدئية الدول العربية الثلاث الأخرى، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر بدون سبب منطقي في يونيو 2017، وهي الإمارات والبحرين ومصر.

والإمارات هي القوة الدافعة وراء مقاطعة قطر وهي التي دفعت السعودية للمقاطعة التي قسمت أكبر منطقة منتجة للنفط في العالم، وغيرت مسار الحركة الجوية وعطلت التجارة والأعمال.

ولاحظت شبكة بلومبيرغ أن هذا الاختراق المحتمل لإجراء يأتي بعد شهور من الدبلوماسية المكثفة، التي توسطت بها الكويت، مشيرة إلى أن الوساطات بلغت ثمارها بدفعة أخيرة من جاريد كوشنر، مستشار وصهر ترامب، الذي زار الخليج هذا الأسبوع.

وظهر واضحاً الاقتراب من الاتفاق قيِام مسؤولين سعوديين بحذف منشورات وتغريدات كُتبت ضد الدوحة وقادتها السياسيين.

في الإمارات التي تحتفي بالذكرى 49 لتأسيس الاتحاد، تظهر علامات عدم الرضى. ونشر الأكاديمي عبدالخالق عبدالله، المقرب من ولي عهد أبوظبي، تغريدة تشير إلى أن “كوشنر” –الذي زار الدوحة- لم يتحدث عن الأزمة الخليجية.

و”عبدالله” نشر قبل مُدة أن “الحلول للأزمات تبدأ من الرمز الدولي للإمارات”. فما الذي حدث لتُستثنى الإمارات من جهود المصالحة المبدئية التي تقودها الولايات المتحدة؟!.

تشير بلومبرغ إلى أن الإمارات كانت أكثر إحجاماً عن إصلاح علاقاتها مع قطر، مفضلة التركيز على علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلنت التطبيع معه في أغسطس/آب الماضي.

و”كوشنر” القريب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يريد مصالحة مع “قطر” قبل وصول إدارة جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني القادم لعدة أسباب أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى واحد منها يتمثل في نيّة إدارة دونالد ترامب الضغط من أجل اتفاق من شأنه إنهاء الأزمة الخليجية توجيه ضربة أخيرة للاقتصاد الإيراني قبل أن يترك ترامب منصبه.

وقالت إن الاجتماع الذي عقده كوشنر، مع قادة قطر أثار مسألة تغيير مسار الرحلات الجوية التجارية من وإلى قطر عبر المجال الجوي السعودي بدلاً من إيران. ومن شأن ذلك أن يحرم إيران من رسوم سنوية تقدر بنحو 100 مليون دولار تدفعها “قطر للطيران” لعبور المجال الجوي الإيراني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح ما إذا كانت الإمارات، ستقوم بفتح مجالها الجوي بالمثل أمام قطر، ولكنها لاحظت أن “كوشنر” لم يتوقف في أبوظبي مما يشير إلى شكوك في أن الإمارات مستعدة للدخول في المصالحة.

يدفعنا ذلك للتساؤل عن انعكاس استثناء الإمارات من المصالحة وسياسة أبوظبي الداخلية والخارجية بما في ذلك علاقتها مع السعودية!

أظهرت الإمارات حماساً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي –الذي يفترض كونه العدو الأول للأمة العربية- بل تطبيع يفوق بمراحل تطبيع مصر والأردن قبل عقود، مقابل حماس آخر يتعلق بمقاطعة دولة خليجية جارة ورفض أي وساطات إقليمية ودولية لإنهاء القطيعة، أن الدولة تمضي قُدماً باتجاه عزلتها الإقليمية لتبقى صديقة “الاحتلال الإسرائيلي” في المنطقة، وصناعة الخصومة مع الدول الشقيقة المجاورة لها أو باقي الدول العربية الأخرى.

إن ذلك ينسف آلة الدعاية الرسمية التي تشير إلى أن السياسة الخارجية للإمارات خلال العقد الماضي كانت متسامحة وداعية للسلام في المنطقة. بل تؤكد أن السلام مع “الكيان الصهيوني” أسهل من التصالح مع دولة قطر الإمارة التي كانت في مطلع تأسيس الاتحاد راغبة في الانضمام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما أن مضي المصالحة بدون الإمارات قد يؤدي إلى إلباس الإمارات تداعيات وقضايا الانتهاكات المرتبطة بالمقاطعة، والذي قد يؤدي إلى تحملها لتكاليف اقتصادية وسياسية.

في نفس الوقت تظهر الإمارات ضعيفة دون تأثير في السياسة الخليجية. وعدم جدوى مجالس التنسيق السعودية-الإماراتية، إذ يبدو من التعامل الواهن والصدمة من حدوث المصالحة والذي أظهره مسؤولون ومقربون من السلطة، أن الرياض لم تناقش أبوظبي في هذا الملف.

إن تأثر علاقة أبوظبي بالرياض ليس في صالح طموحات الإمارات الخارجية، إذ تستخدم السياسة الخارجية للدولة، المملكة العربية السعودية من أجل كداعم وحليف خارجي. وبحدوث المصالحة يتوقع حدوث تنسيق وربما تحالف بين الرياض وأنقرة بدعم وتوسط الدوحة وهو أمرٌ لا تريده أبوظبي.

إن رؤية إدارة ترامب في تغييرات اللحظة الأخيرة للسياسة الخارجية وممارسة ضغوط أكبر على إيران، بما في ذلك هدف منع مرور الطائرات القطرية فوق السماء الإيرانية، سينعكس سلباً بإجبار أبوظبي ودبي على إجراءات مماثلة تستهدف الاقتصاد الإيراني. ويظهر ما تدفعه قطر لإيران لمرور الطيران في سمائها ضئيلاً مقارنة بما تكسبه إيران من التبادل التجاري مع الإمارات الذي يصل إلى 13.5 مليار دولار.