موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وسط غضب سعودي.. موقع إماراتي يثير نار الحرب بين السعودية وإيران

146

أثار موقع “إرم نيوز” الإماراتي، غضبا واسعا داخل المملكة العربية السعودية بعد نشره تقريرا تحت عنوان “السعودية شاركت في هجوم إلكتروني على إيران”.

وقال موقع “إرم نيوز” الإماراتي، إن المملكة وأمريكا وإسرائيل يقفون خلف التفجيرات التي وقعت في مفاعلات نووية بإيران مؤخرا.

واستدل الموقع الإماراتي بموقع “ديبكا” الإسرائيلي، الذي قال إن “السعودية قد تكون شاركت في عملية عسكرية إلكترونية تستهدف المواقع الحساسة في إيران”.

وقال: “تعتقد المصادر أنه من طبيعة المواقع المستهدفة في إيران، فإن هناك عملية مشتركة سعودية-أمريكية-إسرائيلية تجري حاليا ضد إيران، بعد فشل العقوبات الأمريكية وتفشي وباء كورونا في إرغام طهران على وقف حملتها المحمومة لإنتاج سلاح نووي”.

واتهم نشطاء سعوديون، الإمارات، بممارسة دور “خفي” بين المملكة وإيران. واعتبروا تبني الموقع الإماراتي لهذه الرواية الإسرائيلية، الهدف منه توريط بلدهم، وربط اسمها في تفجيرات داخل إيران.

وقالوا إن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها “إرم” مواضيع تستفز السعوديين، وتطعن في التحالف بين الرياض وأبو ظبي.

ويُعد تاريخ الصراع القبلي بين السعودية والإمارات قديمة ومتجذّرة، وهي صراعات نشأت على النفوذ والسيطرة والتبعية.

ونشأ نزاع حدودي بين البلدين في سبعينيات القرن الماضي حول حقل الشيبة النفطي الذي تبلغ إنتاجيته 500 ألف برميل يومياً، والمنطقة الساحلية الفاصلة بين الإمارات وقطر “خور العديد”، وكانت هذه النقطة سبباً في اعتراض الرياض على إنشاء جسر بحري بين الإمارات وقطر عام 2005.

اضطر الطرفان بعد سلسلة من المناورات لتوقيع اتفاقية حدودية عام 1974 عرفت بـ”اتفاقية جدة”.

ونصت الاتفاقية على تنازل الرياض عن جزء من واحة البريمي وحصولها في المقابل على ساحل بطول حوالي 50 كيلومتراً يفصل بين قطر والإمارات، إضافة إلى حقل الشيبة الذي يمتد جزء منه داخل الأراضي الإماراتية، علاوة على جزيرة الحويصات.

ظلت الأمور على هذا الوضع حتى وفاة الشيخ زايد بن نهيان ليثير نجله خليفة الذي تولى رئاسة البلاد، الاتفاقية في أول زيارة للرياض في ديسمبر 2004، واصفاً إياه بـ “الظالمة”، ووقعت في ظروف استثنائية في حين أكدت المملكة أن الاتفاقية لا تزال سارية.

في عام 2006 صعدت الإمارات من موقفها إذ أصدرت في كتابها السنوي خرائط جديدة تظهر المناطق المتنازع عليها تابعة للمياه الإقليمية الإماراتية.

وفي موقف مشابه لحصار قطر في 5 يونيو 2017، ردت الرياض بقوة على أبوظبي وأوقفت دخول الإماراتيين إلى أراضيها في 2009 باستخدام بطاقات الهوية ومنعت دخول شاحنات تجارية إليها، ما أدى إلى تراجع أبوظبي وصمتها مجدداً على هذه القضية.

وكنوع من الاحتجاج، قاطعت الإمارات في العام ذاته (2009) مؤتمر وزراء الخارجية والنفط لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، والذي عقد تزامناً مع تدشين حقل الشيبة النفطي متذرعة بأن الدولة المضيفة لا تشرك الإمارات في تقاسم عائدات النفط رغم اتفاقية جدة عام 1974.

وتدعي الإمارات أن ما نسبته 80% من الحقل يقع ضمن أراضيها وتملك الحق في تطويره والاستفادة من إنتاجه النفطي بشكل كامل.

وبعد عام واحد كادت العلاقات بين البلدين أن تنفرط نهائياً عندما أطلق زورقان إماراتيان النار على زورق سعودي في خور العديد واحتجز اثنان من قوات حرس الحدود السعودي.

وأظهرت وثائق أن ولي عهد أبوظبي كان يحرض مسؤولين أمريكيين على المملكة في الوقت كان يتظاهر فيه علناً بأنه حليف لها.

وأظهرت عديد الوثائق المسربة استهزاء ولي عهد أبوظبي بقادة آل سعود وتقدمهم في العمر وعدم معرفتهم بالانترنت.

كما حاول وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد بحسب وثيقة أخرى يعود تاريخها إلى يونيو 2008 تحريض الأمريكان على الرياض قائلاً إنه لا يرَ في الأمراء السعوديين الأصغر سناً أي وجوه واعدة.

وبعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز وتولي الملك سلمان مقاليد الحكم في 23 يناير 2015، اشتدت الخصومة بين الطرفين مع وصول محمد بن نايف إلى ولاية العهد، لتبدأ رحلة تصفية الحسابات مع “بن زايد”.

وكان ولي عهد أبوظبي، بحسب ما أظهرته الوثائق، قد تلفظ بألفاظ سيئة في حق ولي العهد الأسبق نايف بن عبد العزيز، ووصفه بأن لديه ملامح القرد.

وعقد في العاصمة الشيشانية غروزني في أغسطس 2016 مؤتمراً مدعوماً من الإمارات لإعادة تعريف “أهل السنة والجماعة”، وتضمنت توصياته أن أهل السنة والجماعة هم “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكيةً” وفقاً لبيان المؤتمر الذي استثنى في حضوره وختامه أي وجود للسلفية والوهابية، ما أثار حنق الرياض وغضبها.

وحدد المشاركون المؤسسات الدينية السنية العريقة في العالم الإسلامي بأنها الأزهر الشريف والقرويون والزيتونة وحضرموت ومراكز العلم والبحث فيما بينها والمؤسسات الدينية والعلمية في روسيا الاتحادية”، وهي مؤسسات جلّها يدعمها النظام الإماراتي.

وفي حينه أبدت الرياض غضبها الشديد وهاجمت أذرعها الإعلامية وشيوخها مؤتمر غروزني ولم تكتفِ بذلك بل عقدت مؤتمراً سُمّي بـ”مؤتمر مني” وعقد في مكة المكرمة، محذراً من أي تكتل “يفرق المسلمين”.

وغضب المملكة دفع مؤسسة الأزهر للتبرؤ من بعض جزئيات المؤتمر وما جاء فيه، مؤكدة أنها لم تستثنِ ولن تستثني التيار السلفي او الوهابية، كما اعتذر رئيس الشيشان المدعوم روسياً رمضان قديروف للرياض.

وفي يوليو 2014 دشنت الإمارات جسماً دينياً مناهضاً للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هو “مجلس حكماء المسلمين” بمشاركة ثلثة من رجال الدين الأزهريين والصوفيين الموالين لها وأعلنت الأزهر المرجعة الدينية للأمة.

واعتبر مراقبون الخطوة الإماراتية شديدة الاستفزاز للرياض، التي كانت تحاول تكريس “هيئة كبار العلماء” كمرجعية عليا لأهل السنة في العالم، وليس الأزهر كما خرج به.

وفي بداية أغسطس 2019 وقعت إيران والإمارات مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال أمن الحدود البحرية، في خطوة وصفها مراقبون بـ “طعنة في ظهر المملكة”.

فهل بعد كل هذه المواقف لا يزال يعتقد البعض أن تحالف الرياض وأبوظبي قوي ولا يُمكن كسره أم أن الخلاف بينهما لم يعد خفياً على الأحد وقد تُنذر الأشهر المقبلة باحتدام الصراع إلى درجة الانفكاك العلني.