موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير: الإمارات و”صمت القبور” على جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين

150

تلتزم الإمارات وحكامها “صمت القبور” تجاه جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين وما تمارسه من انتهاكات بالقتل العمد والاستهداف المباشر للمتظاهرين في إطار “مسيرات العودة” شرق قطاع غزة.

ولم تصدر الإمارات أي تعليق ولو بالتنديد اللفظي تجاه جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين بعد عشرة أيام كاملة على قمع وقتل المتظاهرين في إطار مسيرات العودة.

يأتي ذلك في ظل تنديد عربي وإسلامي دولي واسع النطاق لممارسات إسرائيل الوحشية بحق المتظاهرين الفلسطينيين سلميا في قطاع غزة.

ويرصد مراقبون أن الإمارات تتصدر قائمة مقلصة جدا لأصدقاء إسرائيل الذين امتنعوا عن التنديد بممارساتها الوحشية بحق الفلسطينيين.

واكتفت وسائل الإعلام الإماراتية بتغطية ضعيفة وعلى خجل لحوادث قتل واستهداف المتظاهرين الفلسطينيين من دون أن يصدر أي تعقيب رسمي عن أبو ظبي بشأن ذلك.

يأتي ذلك على الرغم من استشهاد 29 فلسطينيا وجرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرات شرق قطاع غزة منذ 30 من الشهر الماضي وهو ما أثار تنديد دول ومنظمات المجتمع الدولي.

ويربط المراقبون بين موقف الإمارات المخزي عربيا وإسلاميا وتسارع وتيرة تطبيع العلاقات بين أبو ظبي وإسرائيل.

وبهذا الصدد قال مسئولون فلسطينيون مؤخرا إن الإمارات تتصدر تسابقا تخوضه عدة دول عربية في التقرب والتطبيع مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

وحذر المسئولون من أن الإمارات تدفع بحليفها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لفرض تعديل مبادرة السلام العربية التي أطلقت عام 2002 من أجل تسريع وتيرة التطبيع العلني والرسمي مع إسرائيل.

وفي نهاية شهر مارس/آذار الماضي، أفادت الصُحف العبرية بأن اثنين من السائقين الإسرائيليين يشاركان في أحداث جولات بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية “كروس كانتري”، رالي أبوظبي الصحراوي، في دولة الإمارات.

ويبدو أن هذا الخبر أصبح اعتيادياً لدى الصحافيين الإسرائيليين الذين لا يمر شهر إلا وهناك حديث عن زيارة أو علاقة جديدة بين الاحتلال الإسرائيلي ودولة الإمارات. فمع أن الدولة لا تعترف بـ”إسرائيل” إلا أنها فتحت ممثلية دبلوماسية لها في أبوظبي، لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة (ايرينا) التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها عام 2015.

وأكدت السلطات الإماراتية تأسيس الممثلية في البلاد لكنها زعمت بالرغم من كل ذلك إن موقفها تجاه إسرائيل “لم يتغير”، موضحة أن “أية اتفاقات بين وكالة الطاقة المتجددة في أبوظبي، وإسرائيل لا تمثل أي تغيير في موقف الإمارات أو علاقاتها بإسرائيل”.

ردت وكالة الأمم المتحدة بإعلان رئيس مكتب الاتصالات بالوكالة إلى عدم وجود أي بعثة دبلوماسية معتمدة لدى الوكالة لأي من الدول الأعضاء بها في أبو ظبي لأن معظم الدول ممثلة ببعثاتها الدبلوماسية في الإمارات. لتلقي باللوم على توافق أبوظبي وإسرائيل من أجل هذه البعثة.

وهذه الممثلية هي نتاج تاريخ أكبر من العلاقات بين الإمارات وإسرائيل حيث تسمح الدولة لحاملي جوازات السفر الإسرائيلية بالدخول إلى البلاد فقط تحت شروط خاصة، وهو الذي أدى إلى اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في “دبي” عام 2010.

وقد يعود تسارع تطبيع العلاقات بين الدولة وإسرائيل خلال الثلاثة الأعوام الماضية إلى هذه الممثلية التي نشأت في ظل حالة من الاضطراب في المنطقة كبيئة مثالية للوجود الإسرائيلي في شبه الجزيرة العربية. وتسارع التطبيع ليصعد من المجال الرياضي إلى السياسي وحتى الأمني والعسكري.

وهنا يدعو التساؤل لماذا الآن؟

للإجابة على هذا التساؤل يمكن معرفة الموقف الرسمي من التطبيع، فمن الناحية العسكرية هناك سياسة الأخ الكبير وإرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت إدارة ترامب أكثر تطبيعاً مع إسرائيل لذلك لكسب ولائها تعتقد الدول وقادتها أنَّ التطبيع مع إسرائيل يزيدها قرباً.

ووصف “الأخ الكبير” جاء على لسان وكيل وزارة الدفاع الإماراتية، اللواء ركن طيار عبد الله السيد الهاشمي المدير التنفيذي للجنة العسكرية المنظمة لمعرض دبي للطيران بالقول خلال تصريحات تلفزيونية (نوفمبر2017): “الإمارات لا ترى في الاحتلال الإسرائيلي عدواً، كما أنَّ الاحتلال لا يرى في الإمارات عدواً أيضاً. وأشار للولايات المتحدة بالأخ الكبير للجميع بمن فيهم الإمارات و “إسرائيل” وسيقول الأخ الكبير-كما يقول الهاشمي-: “توقفوا لا يمكن أن تتحاربوا”!

وتشترك الدولة في المناورات عسكرية شملت عِدة دول غربية مع الإمارات إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي وتضم المناورات علّم إسرائيل وقوات عسكرية تابعه لها. كما أن صفقات أسلحة تم الحديث عنها لشراء أسلحة “إسرائيلية”.