موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

المصالح الشخصية كلمة السر في تحالف الإمارات مع روسيا

438

تمثل المصالح الشخصية وانتهازية أعضاء العائلة الحاكمة في دولة الإمارات المتورطين بقضايا فساد واسعة، كلمة السر في تحالف أبوظبي مع روسيا على مختلف الجبهات.

وأبرز تحليل نشره موقع Middle East Eye البريطاني، أن الإمارات باتت تمثل الشريك الاستراتيجي الأهم لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في إفريقيا.

وقال الخبير في شؤون الأمن والدفاع أندرياس كريج، إن تسريبات وثائق البنتاجون الأمريكية كشفت أن ضباط المخابرات الروسية يتفاخرون بأنهم أقنعوا نظراءهم الإماراتيين بالعمل المشترك ضد وكالات المخابرات الأمريكية والبريطانية.

وأشار كريج إلى أن هكذا تسريب يأتي في وقت تتعرض فيه علاقة أبو ظبي الأكثر حميمية مع الكرملين لمزيد من التدقيق من شركائها الغربيين، الذين يرتابون في دعم أبوظبي لتهرب روسيا من العقوبات.

وأوضح أن المزاعم التي أطلقها العملاء الروس “تتماشى مع التكامل المتزايد للشبكات الإماراتية والروسية الغامضة في السنوات الأخيرة.

ولفت إلى أن الإمارات على عكس دول الخليج الأخرى، طورت علاقات شخصية على مستوى النخبة مع النواة الداخلية للكرملين.

وأبرز كريج أن النخبة الحاكمة بالإمارات طورت، في عهد الرئيس الحالي، محمد بن زايد، علاقة خاصة مع الرئاسة الروسية، عبر شبكات شبه خاصة تضم تكنوقراط موثوقين ومؤسسات مرتبطة مباشرة بأقوى فرع من العائلة المالكة في أبوظبي.

وأوضح الخبير البريطاني أن كلا من روسيا والإمارات لا تعتمدان كثيرًا على المؤسسات الاستخباراتية الرسمية، بل على “المعلومات غير الرسمية وشبكات الاستخبارات”.

وبالتالي، فليست العلاقة المؤسسية الرسمية بين أجهزة المخابرات الروسية ونظيراتها الإماراتية هي المهمة، بل العلاقات الشخصية الاستراتيجية، التي ساعدت على “مزامنة الأنشطة الروسية الإماراتية في الظل”.

الشخصية الأهم روسيَّا في هذه المنظومة، وفق كريج، هو ميخائيل بوجدانوف، مبعوث الرئيس بوتين إلى الشرق الأوسط، والذي غالبًا ما يزور الإمارات ويميل إلى التواصل المباشر مع مستشار السياسة الخارجية للرئيس محمد بن زايد، أنور قرقاش.

كما كان نيكولاي باتروشيف، سكرتير مجلس الأمن الروسي، زائرًا متكررًا إلى أبو ظبي، حيث عقد اجتماعات مع نظيره الإماراتي، شقيق الرئيس، طحنون بن زايد، ونائبه، علي الشامسي، المسؤول عن الاستخبارات الإماراتية.

وباتروشيف هو الذي قدم قيادة أبو ظبي لرئيس المخابرات الروسية، سيرجي ناريشكين، الذي أجرى زيارة مطولة إلى الإمارات عام 2020؛ لإضفاء الطابع الرسمي على التنسيق الاستخباراتي بشأن الملفات الإقليمية المهمة.

وهنا يشير كريج إلى أن محاولة أبوظبي وموسكو المتزامنة لتقويض نزاهة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016 كانت أولى “الحالات الملموسة للتكامل الاستراتيجي بين الإمارات وروسيا”.

إذ كان لكل من الرئيس بوتين ومحمد بن زايد “مصلحة خاصة في دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض” حسب رأيه، مشيرا إلى أن “تحقيق مولر” بالولايات المتحدة أظهر أن التنسيق بينهما جرى عبر، جورج نادر، وهو أحد المساعدين المقربين لمحمد بن زايد، وصاحب روابط وثيقة مع الكرملين في الوقت نفسه.

وقبل أيام قليلة من تنصيب ترامب، في يناير/ كانون الثاني 2017، رتب محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي آنذاك، لقاء سريا في سيشيل بين إريك برنس، رئيس شركة المرتزقة سيئة السمعة “بلاك ووتر”، ورئيس الصندوق السيادي الروسي، كيريل ديميترييف، بقصد إنشاء قناة خلفية سرية بين الكرملين والبيت الأبيض.

وبعد ذلك بعام، سهّلت أبوظبي لمجموعة المرتزقة الروسية “فاغنر” دخول الساحة الإقليمية من خلال نفوذها في شمال إفريقيا.

ففي أواخر عام 2018، كانت فاغنر، وهي شبكة من الشركات التي تخدم قوة مرتزقة سيئة السمعة، تحاول توسيع نطاق النفوذ الاستراتيجي لروسيا بما يتجاوز عملياتها المحدودة في أوكرانيا وسوريا، ومثلت رأس حربة لموسكو في القارة الأفريقية.

إذ رأى فيها الكرملين فرصة لتقويض الأهداف الإقليمية للأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ليبيا عبر دعم قوات الجنرال، خليفة حفتر.

وساعدت أبو ظبي في تمويل عمليات فاغنر في ليبيا، ووفرت سبلًا لجلب الذهب المستخرج من دول أفريقية إلى السوق، وقدمت شركات تتخذ من الإمارات مقراً لها، مثل كارتول أفييشن، الدعم اللوجستي لعمليات فاغنر الحربية.

وهنا يشير كريج إلى أن فاغنر “تظل عقدة رئيسية في سياسة روسيا الخارجية، وكان لها دور فعال في عمليات الاستخبارات والمعلومات الروسية عبر الغرب والقارة الأفريقية”، ومن ثم، فإن تفاخر عملاء الاستخبارات الروس بتعميق العلاقات مع نظرائهم الإماراتيين يتماشى مع التطورات الأخيرة.

ولأن الإمارات أصبحت أهم حليف تعتمد عليه روسيا في كسر العقوبات الغربية، فإن “التعاون الاستخباراتي والتكامل بين النظامين الاستبداديين لا يخالف هذا الاتجاه” حسب تعبير كريج، مشيرا إلى أن “أبو ظبي تتطلع بنشاط إلى تعزيز مكانتها كقوة وسطى في عالم متعدد الأقطاب، وتقيم علاقات أوثق مع منافسي الولايات المتحدة”.

ويخلص كريج إلى أن الإمارات، التي لم تزعم أبدًا أنها صديقة للغرب، استخدمت بالفعل شبكاتها المشتركة مع روسيا لتقويض أهداف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولذا فهو يرجح صحة تسريب البنتاجون الأخير رغم نفي أبوظبي له.