موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات والسعودية تحشدان تعزيزات عسكرية في محافظة “المهرة” اليمنية على الحدود مع عُمان

120

طالب الكاتب الصحفي اليمني عباس الضالعي سلطنة عُمان بضرورة أخذ الحيطة والحذر من التنافس السعودي الإماراتي في محافظة المهرة اليمنية الواقعة على الحدود مع السلطنة، مؤكدا بأن كلا من الرياض وأبو ظبي لا أمان لهما.

وقال “الضالعي” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:” تنافس #سعودي #اماراتي على النفوذ والتواجد بمحافظة #المهرة الحدودية مع #سلطنة_عمان السعودية دفعت ب1000جندي و300 عربة والامارات دفعت بعشرات العربات الطرفان ينشأ معسكرات”.

وأضاف قائلا: ”اخواننا في سلطنة عمان انتبهوا لحدودكم .. الجيران مالهم امان وبوصلتهم دائما منحرفة”.

ويشار إلى أن آخر إرهاصات محاولات ترسيخ النفوذ السعودي كانت في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما نقلت تقارير إعلامية وصول 200 شاحنة نقل عسكرية عملاقة تحمل معدات عسكرية سعودية إلى “الغيظة” عاصمة محافظة المهرة، وتوزعت في بعض سواحلها ومديرياتها، وتحمل على متنها عتادًا عسكريًّا متنوعًا.

وقالت مصادر آنذاك إن “العتاد الذي شملته التعزيزات تنوع بين سلاح الدروع والدبابات والعربات والأطقم العسكرية وسيارات الشرطة، وآليات أخرى تتبع الجهاز الإداري المدني”، مشيرة إلى أن “هذه هي المرة الثانية التي تدفع فيها السعودية بتعزيزات عسكرية الى المهرة، حيث وصلت دفعة سابقة في نوفمبر 2017”.

ونقلت تقارير أخرى أن التنسيق السعودي مع محافظ المهرة “راجح باكريت” يأتي تتويجًا للضغوط التي مارستها الرياض على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لتعيينه، “لإعطاء دور مؤثر لجماعات سلفية في مدينة قشن، ثاني أكبر مدن المحافظة”، وذلك بالتزامن مع وفد عسكري سعودي للمحافظة، التقى بشخصيات محسوبة على هذا التيار هناك.

وكان شهد شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي وصول أول رحلة جوية لمساعدات إنسانية يقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة إلى مطار الغيظة الدولي، حيث يعتبر المركز ذراعًا قويا يرسخ النفوذ السعودي من الناحية الإنسانية في العديد من البلدان التي تشهد أزمات، مثل الحال في سوريا ومخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وغيرهما.

أما الإمارات فقد كان لها السبق في محاولات ترسيخ التواجد والنفوذ في المهرة، حيث تعود البداية إلى أكتوبر/تشرين أول 2016، بعدما أثيرت مزاعم حول قيام سلطنة عمان تهريب أسلحة للحوثيين قادمة من إيران.

ورغم النفي المتكرر من الجانب العماني لتلك المزاعم، إلا أن الإمارات عززت من الصراع القبلي الدائر داخل المهرة إلى حد التدخل العسكري تحت لافتة التحالف العربي، وبدعوى إعادة الهدوء للمحافظة بعد سيطرة إحدى القبائل على منفذ الشحن الرابط بين عمان واليمن.

وعلى الفور بدأت أبو ظبي في فرض وجودها من خلال بعض الإجراءات التي اعتمدت في جزء كبير منها على محورين أساسيين: أولهما البعد الاجتماعي، حيث نسجت علاقات قوية مع حلفاء وشخصيات عامة وقبلية في المهرة، ساعدها على كسب ولاءات سياسية لبعض القبائل المتواجدة عبر بوابة النشاط الإنساني والخيري الذي تتميز فيه الإمارات بصورة كبيرة، مستغلة حالة العوز والفقر الشديد لسكان تلك المناطق.

والتقارير الإعلامية سالفة الذكر، قالت إن الإمارات تعزز حضورها العسكري الكبير في محافظة المهرة بين حين وآخر، وسط سباق على السيطرة العسكرية، حيث أرسلت، في نوفمبر الماضي، قوات إلى هناك، وتدفع باتجاه تشكيل ما تسميها “قوات النخبة المهرية” الموالية لها، على غرار تلك التي أنشأتها في شبوة وحضرموت وكذا الحزام الأمني في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.

وهنا جندت الإمارات ما يقرب من 2000 شاب من أهالي المحافظة، حيث أقامت معسكرًا تدريبيًّا لهم في مدينة الغيظة، والتي تعد المركز الرئيسي الذي تجند فيها المهرة شبابها، مستغلة ضعف السلطة المركزية في تلك المحافظة، وعدم قدرتها على ممارسة سلطاتها على أرض الواقع.

وتبدو الإمارات مصممة على المضي باستراتيجيتها الإجرامية الواضحة في السيطرة على جنوب اليمن، باعتباره منصة القفز الرئيسة إلى النفوذ البحري في الشرق الأوسط، وإقناع القوى الدوليّة الكبرى بأهليتها لممارسة الدور السعودي التاريخي كوكيل رئيسي في المشرق العربي والخليج.