موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تصاعد الغضب الرسمي والشعبي في اليمن ضد الإمارات

144

يتواصل تصاعد الغضب الرسمي والشعبي في اليمن ضد ممارسات دولة الإمارات التي تشن حربا إجرامية على البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام وتعرقل كل مساعي الحل السياسي للأزمة فيها.

وفي أحدث تطور طالب محافظ شبوة اليمنية محمد صالح بن عديو الرئيس عبد ربه منصور هادي بوقف استفزاز القوات الإماراتية للجيش الحكومي، محذراً من توتر الأوضاع في المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد.

وقال محافظ شبوة في مذكرة رسمية رفعها للرئيس هادي، إن طيران الأباتشي الإماراتي اخترق حاجز الصوت وهبط إلى مقربة من المعسكرات التابعة للقوت الحكومية جنوبي المحافظة.

وكانت القوات الإماراتية قد قصفت القوات الحكومية شرقي العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، أواخر أغسطس/آب الماضي، ما أدى وقتها إلى مقتل وإصابة أكثر من ثلاثمائة جندي.

وقال بن عديو في المذكرة إن الطيران كان يرافق قوة إماراتية كانت تنتقل من منشأة بلحاف للغاز المسال بمديرية الروضة إلى معسكر العلم في مديرية جردان جنوبي المحافظة، بعد أن أخطرت القوات السعودية المتمركزة في مطار مدينة عتق، مركز محافظة شبوة.

وأشار إلى أن القوات الحكومية سمحت للقوات الإماراتية بالتحرك، لكن الأخيرة تعمدت المرور بالحواجز الأمنية للجيش الحكومي بسرعة كبيرة ودون توقف، في خطوة مستفزة للجنود الحكوميين.

وحذر محافظ شبوة من أن ما حدث يكشف أن “هناك نية جديدة لدى القوات الإماراتية باستهداف الجيش والأمن، لولا أننا وجهنا بصرامة بعدم الانجرار إلى ما يتم التخطيط له”.

وطالب بن عديو في المذكرة المرفوعة للرئيس هادي، بإيقاف عبث واستفزاز القوات الإماراتية تجاه القوات الحكومية.

وتسيطر القوات الحكومية على معظم محافظة شبوة، لكن القوات الإماراتية ما تزال تعسكر في بعض المناطق الحيوية مثل معسكر العلم ومنشأة بلحاف الغازية، في الوقت الذي تعمل القوات السعودية على فرض التهدئة بين الجانبين.

يأتي ذلك بعد يومين من تنظيم عشرات الصيادين اليمنيين في مدينة شحير بالمكلا، عاصمة محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، وقفة احتجاجية بسبب منعهم من الصيد في البحر العربي من قبل قوات الإمارات.

وتفاعل ناشطون يمنيون مع وسم (#طرد_الامارات_من_سواحلنا)، على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعبير عن مطالبتهم لدولة الإمارات بمغادرة الشواطئ اليمنية.

يأتي ذلك بسبب القرارات التي تتخذها أبو ظبي، بمنع الصيادين من الصيد في البحر الأحمر والعربي التابعين لليمن.

ورأى كثير من المغردين اليمنيين أن هذه القضية مهمة وجوهرية ويجب التعامل معها بحزم، خصوصًا بعد منع الصيادين اليمنيين من الصيد في الكثير من المناطق اليمنية.

واتهم مسئولون يمنيون الإمارات بجرف السواحل اليمنية عبر وجود ثماني شركات إماراتية للصيد الجائر وشحن سفينة أسماك يوميًا إلى الإمارات.

ومرارًا اتهم مسؤولون يمنيون، الإمارات بامتلاك أجندة مصالح خاصة تنتهك سيادة اليمن، بعيدًا عن أهداف التحالف المعلنة، وهي دعم الشرعية وإسقاط انقلاب الحوثيين.

وقد انقلت الموقف الشعبي والرسمي في اليمن من دولة الإمارات بشكل صارخ بعد أن كشف النظام الإماراتي بممارساته وإجرامه على طبيعة مؤامرات أبوظبي ضد اليمنيين.

ففي بداية انطلاق “عاصفة الحزم” التي اطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية كانت الشوارع في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية في اليمن مليئة بعبارات الامتنان، من قبيل “شكراً إمارات الخير”، و”شكراً أبناء زايد”،

أما اليوم، فلا شيء في مواقع التواصل ووسوم الناشطين اليمنيين سوى المطالبة بطرد الإمارات من اليمن ومن التحالف.

وتعددت حملات الوسوم في تغريدات اليمنيين بين محاكمة الإمارات واتهامات بتدمير بلادهم وحرق عدن.

وسيتوقف التاريخ طويلاً أمام “الفزعة” الوحيدة من نوعها، والتي قامت بها دولة الإمارات في اليمن. تلك الفزعة أو النجدة التي تجاوزت كل أعراف السياسة والأخلاق، وببجاحة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.

فقد نشر موقع إماراتي، قبل أيام، “فلاش” يبرر ناشروه دعم بلادهم لتمزيق اليمن، ويعددون فيه بعض ضحاياهم وجرحاهم منذ انطلاق “عاصفة الحزم” في العام 2015، وكيف أنهم ساعدوا في تحرير بعض الأراضي جنوب اليمن من سيطرة الحوثيين. وكأن لسان حالهم يقول إن الجزء الذي ساعدوا بتحريره هو مكافأتهم لقاء ما قدموه من مساعدة.

هو بالطبع منطق غريب يفتقر إلى أدنى درجات الحياء، وسابقة يُسجلها التاريخ في أشد صفحاته قتامة، بوصفها “ماركة” إماراتية، هي في حد ذاتها ليست مجرد طعنة غادرة في خاصرة اليمنيين، وحليفتها السعودية، بل هي أيضاً، مثلبة في وجه الإمارات نفسها ستظل تلاحقها أبد الدهر.

والحقيقة أن مثل هذه السابقة الغادرة مكتوب لها الفشل الذريع، عاجلاً أم آجلاً، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ضحالة الخيال السياسي لدى من قام بها، ودليل على افتقاره لأدنى درجات اللياقة والحياء.

منذ أحداث عدن الأخيرة، التي سيطر فيها أتباع الإمارات على العاصمة المؤقتة للحكومة، واليمنيون على منصات التواصل الاجتماعي يعبّرون عن صدمتهم وسخطهم حيال الغرور الإماراتي منقطع النظير.

ذلك الغرور الذي لم يتوقف عند حدود الدعم العسكري والسياسي والمادي والإعلامي للانفصاليين، بل تعداه إلى حملة من الشتائم تولّاها بعض كبراء القوم في أبو ظبي ودبي،

الأمر الذي استنفر اليمنيين للرد على حملة الإساءات الإماراتية، في مشهد مؤسف للتلاسن العربي العربي، يتحمل قادة أبو ظبي وحدهم وزره، مثلما يتحملون وزر الثلمات الكبيرة، التي طاولت تجربة حديثة لنجدة عربية،

كان مؤمّلاً أن تتحول إلى دافع لعودة التضامن العربي دون حاجة لغريب، أو خشية من خيانة. يظهر ذلك ما حصل من مآل بئيس لفزعة غادرة استغلت ظروف اليمن المنكوب لتثخن من جراحه وتزيد من متاعبه.