موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. رهان الإمارات على ترامب تحول إلى خيبة أمل

214

أظهرت تطورات الأحداث الأخيرة تحول رهان النظام الحاكم في دولة الإمارات على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى خيبة أمل ما دفعها لعدة تحولات في سياساتها الخارجية.

وأبرز موقع “كريستيان ساينس مونيتور” الأمريكي أن تحول ترامب بشأن الأزمة الخليجية وميله مؤخرا إلى قطر أعطى درسا قاسيا للإمارات وحيفتها السعودية بشأن الاستثمار فيه لتحقيق أهدافهما الإقليمية.

ونقل الموقع الأميركي عن خبراء أن ترحيب ترامب اللافت بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أظهر محدودية نفوذ السعودية والإمارات في البيت الأبيض.

وكان يشير إلى الحفاوة البالغة التي استقبل بها ترامب الشيخ تميم وثنائه عليه في اللقاءات التي جمعتهما في البيت الأبيض، وكان أحدثها اللقاء الذي تم يوم 9 يوليو/تموز الماضي.

وأشاد ترامب بالعلاقات بين بلاده وقطر وبصداقته مع الأمير، وأكد الجانبان عزمهما تعزيز شراكتهما التي يصفها كبار المسؤولين الأميركيين بالإستراتيجية.

وفي التقرير نفسه، نقل موقع كريستيان ساينس مونيتور عن مقربين من الرياض قولهم إن السعودية تشعر بالخيانة وبالانكشاف على نحو متزايد بعد الاستثمار في إدارة ترامب.

وأضاف أن هناك شعورا متزايدا في أبو ظبي والرياض بأن الإدارة الأميركية المقبلة والكونغرس سيكونان أكثر عدوانية تجاه الإمارات والسعودية، مشيرا إلى أن هذا الشعور دفع الرياض للتوجه نحو الصين وروسيا والتفكير في شراء منظومة الدفاع الجوي الروسي “أس400”.

وقال الموقع إن الإمارات باتت تتطلع إلى مرحلة ما بعد ترامب، وإنها تقوم بحملة علاقات عامة شاملة لإعادة بناء علاقاتها مع الحزبين داخل الكونغرس.

ومؤخرا تم الربط بين فشل رهان الإمارات على ترامب وقراراتها الأخيرة التي شكلت تحولا في سياساتها مثل تقليص قواتها المشاركة في حرب اليمن والتقرب من إيران أمنيا واقتصاديا.

تتصل هذه الأسباب بفقدان الثقة بالمواقف الأميركية؛ إذ كانت الإمارات، إلى جانب السعودية وإسرائيل، أبرز المتحمسين لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتشددة تجاه إيران، والتي بدأت بالانسحاب من الاتفاق النووي في أيار/ مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات عليها، خاصة تلك المتصلة بصادرات النفط.

لكن الإمارات بدأت تنأى بنفسها عن الخط المتشدد تجاه إيران، منذ أن تعرضت ناقلات نفط تحمل أعلامًا سعودية وإماراتية ونرويجية في 12 أيار/ مايو 2019 لهجمات ألحقت بها أضرارًا، قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي الذي تصدر أبوظبي 70 في المئة من نفطها عبره؛ إذ أحجمت الإمارات عن توجيه أي اتهامات إلى طهران، على الرغم من أن واشنطن سارعت إلى اتهامها بالمسؤولية عن الهجمات، وكذا فعلت لندن.

ومع تكرر الهجمات على ناقلات النفط في 13 حزيران/ يونيو 2019 في بحر عمان، ثم احتجاز إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في مياه عمان الإقليمية، ردًا على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية في جبل طارق في 4 تموز/ يوليو 2019، اهتزت ثقة الإمارات أكثر بالتزام واشنطن تبني سياسة ردع قوية تجاه إيران، بعد أن تملص ترامب من مسؤولية حماية خطوط إمدادات النفط في الخليج.

وقد اعتبر أن ذلك يجب أن يكون مسؤولية الدول التي تعتمد على نفط المنطقة مثل الصين واليابان وغيرها من دول شرق آسيا، في حين أن الولايات المتحدة التي باتت تعتمد على نفسها في مجال الطاقة، ولا تستورد نفطًا من المنطقة، غير ملزمة بحماية مصالح الآخرين.

بلغت حالة عدم اليقين تجاه السياسات الأميركية ذروتها عندما أحجم ترامب عن الرد على قيام إيران بإسقاط طائرة درونز أميركية، باهظة الثمن، قالت طهران إنها انطلقت من قاعدة “الظفرة” الإماراتية في 20 حزيران/ يونيو 2019، وحينها حذرت طهران الإمارات من أنها “تلعب بالنار”.

وفيما كان التوتر يزداد مع إيران في الخليج، ازدادت وتيرة استهداف الحوثيين لمنشآت حيوية داخل السعودية بما فيها مطارات ومنشآت نفطية وغيرها، سواء عن طريق طائرات مسيرة أو صواريخ. في هذا الشأن أيضًا لم تفعل الولايات المتحدة الكثير لمساعدة حلفائها السعوديين؛ ما زاد من حالة عدم الثقة بمواقفها.

علاوة على ذلك، بدأت تظهر للإمارات ملامح فشل واشنطن أو عدم جديتها في إنشاء تحالف دولي لحماية حرية الملاحة في الخليج، بعد أن ظهر لأكثر المتحمسين لهذا المشروع حرص ترامب على التفاوض مع إيران وليس الدخول في مواجهة معها.

دفعت عدم جدية ترامب دولًا أوروبية مهمة مثل فرنسا وألمانيا إلى الإحجام عن المشاركة في القوة البحرية لضمان حرية الملاحة في الخليج.

هذا زاد من خشية أبوظبي من أن تترك وحدها في مواجهة إيران التي حمّلتها مع السعودية مسؤولية التحريض ورفع منسوب التوتر في المنطقة.

لقد كان من الواضح أن الرئيس الأميركي لن يتجاوز استراتيجية الحصار، ولن يحمي حلفاءه من ردود فعل إيران على الحصار التي قد توجّه إلى هؤلاء الحلفاء وليس إلى الولايات المتحدة.