موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: الأزمة الاقتصادية الشاملة تعصف بإمارة دبي

128

لم تكد الأنباء تؤكد أن أبوظبي استحوذت على خمسة من أكبر فنادق دبي نظرا لحاجة الإمارة إلى سيولة نقدية بسبب استحقاقات ديون واجبة السداد حتى نهاية العام الجاري، حتى عانى سوق الأسهم في دبي من خسائر فادحة، هي الأكبر منذ 3 سنوات، مع خشية مراقبين اقتصاديين أن السوق المالية تتجه لأكبر خسارة في 10 سنوات لتبخر كما كبيرا وهائلا من إنجازات ومؤشرات الاستقرار الاقتصادي في دبي.

وتزامن تراجع سوق دبي المالي مع أنباء غير سارة أخرى، وهي أن الطيران الأثيوبي يحقق في إفريقيا نموا تاريخيا مذهلا على حساب طيران الإمارات التابع لحكومة دبي ليضيف أزمة جديدة إلى جانب تراجع أرباح الناقلة الوطنية 86% من عائداتها لعام 2018 بحسب إعلانات رسمية من الشركة ذاتها.

فقد أطاحت إثيوبيا بدبي لتصبح أكبر مسير للرحلات إلى أفريقيا؛ الأمر الذي سلط الضوء على نجاح شركة الخطوط الجوية الحكومية في التوسع وإصلاحات رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد.

وقالت شركة فورورد كيز للاستشارات في مجال السفر  إن مطار أديس أبابا زاد عدد الركاب الدوليين إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء لخمس سنوات على التوالي، وتفوق في 2018 على مطار دبي، أحد أكثر المطارات المزدحمة بالمسافرين في العالم، ليصبح مركز النقل للرحلات الطويلة للمنطقة.

وحللت فورورد كيز بيانات من أنظمة حجوزات السفر، التي تسجل 17 مليون حجز يوميا، وخلصت إلى أن عدد المسافرين لمسافات طويلة إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء عبر أديس أبابا زاد بواقع 85% من 2013 إلى 2017، وزادت عمليات النقل عبر دبي خلال الفترة ذاتها بواقع 31%.وبلغ معدل النمو حتى الآن هذا العام في أديس أبابا 18% مقابل 3% لدبي.

وتأتي هذه التحديات الاقتصادية والتي قد ترقى لمستوى تهديدات اقتصادية وما تتبعه من صعوبات اجتماعية في ظل مواصلة الإمارة سياساتها في تأييد سياسات أبوظبي الإقليمية، متجاهلة أنها لا تمتلك حجما كافيا من النفط مثل أبوظبي ليغطي على أية خسائر أو صعوبات تواجهها.

فكما هو معروف فإن اقتصاد أبوظبي لا يزال يعتمد على النفط رغم كل الدعايات الحكومية التي تزعم خلاف ذلك، لذلك فإن تأثرها بالأحداث الجيوسياسية أقل بكثير من دبي.

وقد دفعت دبي ثمنا كبيرا من اقتصادها جراء ظروف المنطقة التي ساهمت أبوظبي في صناعة جزء كبير من عدم الاستقرار والفوضى فيها لمواجهة الربيع العربي، بحسب ناشطين وخبراء اقتصاد.

وقد أدت مغامرات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ومؤامراته الخفية بالتورط في صراعات إقليمية ودولية إلى الإضرار بأزمة انهيار متسارع لإمارة دبي.

وقالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن هناك مؤشرات متزايدة تنبئ بأن إمارة دبي على موعد مع المتاعب بسبب مجموعة عوامل، أبرزها الصراع في منطقة الخليج وتشبع السوق العقارية بالإمارة.

رسميا، تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن الإمارة ستسجل نموا في ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 3.3% لعام 2018 ارتفاعا من 2.8% في العام الماضي، غير أن هذه الأرقام الإجمالية “الوردية” تخفي مؤشرات مقلقة، وفقا لإيكونوميست.

فقد تراجع مؤشر بورصة دبي بنسبة 20% على أساس سنوي، وهو بذلك الأسوأ أداء في الشرق الأوسط، واهتزت الثقة جراء انهيار مجموعة “أبراج” في الآونة الأخيرة، وهي أكبر شركة في سوق دبي المالي العالمي، فضلا عن ذلك تراجعت تراخيص الشركات الجديدة، وبدأت حركة التوظيف تنكمش لأول مرة في إحصاءات الإمارة.

وأشارت إيكونوميست إلى أن دبي تحجب الإحصاءات اللازمة من أجل تصنيف ائتماني سيادي، لكن الشركات المملوكة للإمارة تعطي صورة عن الوضع الائتماني، فقد خفضت وكالة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني لاثنتين من شركات الإمارة في سبتمبر/أيلول الماضي.

ولفت مقال الإيكونوميست إلى مؤشرات أخرى مثيرة للقلق، فقال إن بعض مدارس الأجانب في الإمارة تغلق أبوابها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأجانب يشكلون أكثر من 90% من سكان دبي.

وتقول شركات نقل الأثاث إن أعداد المرتحلين تفوق أعداد القادمين، أما مكاتب الوساطة العقارية فتشكو من شغور الشقق، في الوقت الذي تبني فيه الشركات العقارية المزيد من تلك الشقق.

ومع تراجع أسعار الإيجارات احتلت دبي ثاني أسوأ المراكز بين الأسواق العقارية عالميا في 2017، وهبطت أسهم “إعمار العقارية” أكبر شركة تطوير عقاري في دبي بنسبة 38% في عام واحد.

وأشارت إيكونوميست إلى أن دبي مرهونة بسياسات “المواجهة” التي يتبناها ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد بن زايد الذي وصفته بالحاكم الفعلي لدولة الإمارات.

وأضافت أن محمد بن زايد ومعه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان قادا الحرب في اليمن وحاصرا دولة قطر، مما أفقد دبي شريكا تجاريا، وأوقف رحلات الطيران بين الدوحة ودبي.

وذكر المقال أنه بدلا من أن تأخذ الإمارات حصة من الأعمال التي تولدت بفضل فوز قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم 2022 فإنها تحاول إفشال البطولة.

وعلى الرغم من كل ما سبق فإن “المتفائلين” يرون أن مغامرات الإمارات الخارجية قد تصنع فرصا للبلاد وفقا لإيكونوميست، فقد أدت السيطرة الإماراتية على موانئ في اليمن إلى فتح خطوط جديدة للتجارة، وقد يتكرر الأمر نفسه في البحر المتوسط بفضل التحالف مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر.

وأشارت المجلة أيضا إلى الوجود الإماراتي في إقليم أرض الصومال، وإلى علاقات بين الإمارات ونظام بشار الأسد في سوريا طي الكتمان قد تجلب لها عقودا لإعادة الإعمار.

لكن المقال يخلص في نهايته إلى أنه كلما انغمست الإمارات في الصراعات السياسية بالمنطقة سحبت معها دبي “واليوم قد تقع دبي ضحية لتلك القلاقل على الرغم من أنها استفادت منها لسنوات طويلة في السابق” حين كانت ملاذا آمنا.