موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

دراسة بحثية: فشل إماراتي ذريع في تسويق التطبيع مع إسرائيل شعبيا

256

أكدت دراسة بحثية أن جهود دولة الإمارات في تسويق التطبيع مع إسرائيل شعبيا منيت بفشل ذريع.

وقالت الدراسة الصادرة عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) إن أدوات التطبيع ظلت عاجزة عن تحقيق اختراق شعبي عربي.

وهذا ما أكده بعض المراقبين الإسرائيليين البارزين ممن اعتبروا في الشهور الأخيرة أن التطبيع مع دول كالإمارات والبحرين ليس استراتيجيا.

بل أنه مرفوض على مستوى الشعوب العربية والإسلامية، وأن القضية الفلسطينية هي لبّ الصراع وستبقى.

ترويج دون جدوى للتطبيع

أشار تقرير “مدار” إلى أن ظاهرة إقدام ناشطين عرب على مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات على الدعوة للتطبيع مع إسرائيل.

وإطلاقهم انتقادات وصلت إلى درجة الهجوم على الفلسطينيين وصولا إلى التشكيك بمكانة فلسطين بما فيها المسجد الأقصى في الدين الإسلامي.

ويلاحظ التقرير صمت النظامين الحاكمين في السعودية والإمارات على هذه الانتقادات.

في المقابل احتفت الحسابات الإسرائيلية الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من هذه المنشورات والتغريدات قبل الإعلان والتوقيع على اتفاقات التطبيع.

وتصاعدت بعد توقيع هذه الاتفاقات عبر الظهور المشترك لمواطنين من الإمارات.

بالذات في شوارع القدس المحتلة، وتل أبيب وغيرها بحراسة إسرائيلية، وفي ضيافة إسرائيليين في منازلهم، وأيضا باستضافة إماراتيين لإسرائيليين في منازلهم.

ويرى التقرير أن كثافة المنشورات هذه خاصة عبر نشرها أو إعادة نشرها في الحسابات الإسرائيلية الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

تستهدف خلق شعور عام بأن الشعوب العربية في هذه الدول تتقبل التطبيع وترحب به وتضع حقيقة الاحتلال الإسرائيلي وراء ظهورها.

لكن دراستين تشيران إلى عكس ذلك.

إرهاصات التطبيع

ويشير التقرير الى أن السنوات الأخيرة شهدت نشر عدد من الأسماء البارزة في الصحافة وفي مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات مقالات أو منشورات تهاجم فلسطين قضية وشعبا ومقدسات.

 فيما ظهر آخرون بينهم مسؤولون في مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية هاجموا فيها الفلسطينيين بشكل غير مسبوق.

مرروا رسائل سياسية لترسيخ ديمومة الاحتلال وجعله الحالة الطبيعية.

ويرى “مدار” أيضا أن صمت الأنظمة الحاكمة عن مثل هذه المقابلات يثير التساؤل إن كانت هذه الأنظمة راضية عن هذه المنشورات.

أو أنها كانت تقف وراءها، لتشكيل رأي عام سلبي تجاه فلسطين، يمهد لتقبل التطبيع شعبيا في هذه الدول، قبل توقيع اتفاقيات التطبيع وبعدها.

مقابلات صحافية متبادلة

ل قدم مسؤولون ومعلقون إماراتيون تصريحات لوسائل إعلام عبرية حول تطبيع غير رسمي (قبل التوقيع على اتفاقيات التطبيع).

وذلك عبر فتح المجال لزيارات الإسرائيليين للإمارات بشكل عادي.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في يناير/ كانون الثاني 2019 عن مساعد مدير التطوير السياحي في إمارة رأس الخيمة محمد خاطر.

“أنه سيتم السماح للإسرائيليين بزيارة معرض “إكسبو 2020” للزيارة أيضا بعد المعرض”.

مواقع التواصل الاجتماعي

وحسب التقرير برز ناشطون إماراتيون في نشر تغريدات تهاجم فلسطين والفلسطينيين بشكل غير مسبوق.

ويبرز نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان في مهمة الترويج للتطبيع مع إسرائيل، وتوجيه الانتقادات لمعارضي اتفاقيات التطبيع معها.

كما يسعى خلفان إلى عرض إسرائيل ككيان طبيعي في المنطقة.

وكتب في تغريدة: “على جميع التجار الاماراتيين تحويل علاقاتهم التجارية من تركيا إلى إسرائيل”، كما هاجم القيادة الفلسطينية بشخوصها، وليس فقط لمواقفها.

كذلك يتصدر وسيم يوسف، الذي يطرح نفسه داعية إسلاميا، المروجين للتطبيع الإماراتي مع إسرائيل، والمهاجمين لفلسطين وللقضية الفلسطينية.

وضمن حملته للترويج للتطبيع، كتب “إن إسرائيل ليست السبب في الأزمات المتعددة التي تمر بها دول العربية”.

استطلاعا رأي يعكسان الصورة

في ظل غياب إمكانية إجراء استطلاعات رأي بشكل مباشر في كل الدول المطبعة مع إسرائيل، ولقياس مدى نجاحها في اختراقها الرأي العام العربي.

أجرت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية دراسة بين منتصف أغسطس ومنتصف سبتمبر، لمضمون المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي حول اتفاقيات التطبيع.

لتخرج الدراسة بنتيجة مخيبة جدا للآمال الإسرائيلية.

إذ أظهرت أن موقف 81% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب، سلبيا تجاه اتفاقات التطبيع، و8 % لديهم آراء “سلبية جدا” وفقط 5% رأوها إيجابية.

أي أن 89% من المنشورات العربية كانت سلبية تجاه التطبيع.

فيما اعتبر 45% من التعليقات المنشورة في العالم العربي، اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي بأنه “خيانة”.

وعبّر 27% عن أسفهم لـ(تعامل الدولة “الإمارات” مع الصهاينة)، واتهم 10 % الإمارات بالنفاق.

وقال 5 % من المستطلعين إن أبو ظبي استسلمت للإرادة الأمريكية.

كما بينت الدراسة أن المدافعين عن التطبيع وهم الأقلية ركزوا على مزايا الصفقات الأمنية والاقتصادية مع إسرائيل.

ونشر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة تقريرا ضمن برنامج قياس الرأي العام.

وأظهر التقرير نتائج مشابهة فيما يتعلق بتقبل العرب لاعتراف بلدانهم بإسرائيل.

وبينت نتائج قياس الرأي العام رفض 88% من المستطلعة آراؤهم أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، مقابل 6% من المستجيبين أفادوا أنهم يقبلون اعتراف بلدانهم بإسرائيل.

جهد غير مثمر وتوصية بتكثيفه

ويخلص التقرير للاستنتاج أن نتيجة الدراستين المذكورتين تعكس فشل الجهود الرسمية الإماراتية والإسرائيلية المتناغمة في خلق حالة تقبل عربي للتطبيع بينهما.

وهو أمر يمكن ملاحظته أيضا في طبيعة التعليقات الرافضة له على المنشورات والتغريدات التطبيعية لأطراف التطبيع الثلاثة.

ونتيجة لذلك أوصت وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية بإطلاق حملة على الإنترنت “لتغيير النظرة إلى إسرائيل، مع التركيز على العالم العربي.

ويمكن ملاحظة تكثيف حسابات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية الموجهة للمتحدثين بالعربية منشوراتها.

ورسائلها التي يوجهها مباشرة مسؤولون إسرائيليون أو بعض المطبعين سواء الذي زاروا تل أبيب أو عبر رسائل من بلدانهم.