موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

يفتقدهم شهر رمضان.. دعاة منسيون في السجون الإماراتية

513

لم يسلم دعاة وعلماء الدين الإسلامي من حملة الاعتقالات القمعية التي شنتها السلطات الإماراتية عام 2012، والتي شملت ما يمكن وصفهم بنخبة المجتمع من مفكرين وأساتذة جامعات ومحامين وقضاة ومعلمين وحتى الطلاب.

وأبرز مركز مناصرة معتقلي الإمارات في بيان اطلعت عليه “إمارات ليكس”، أنه رغم انتهاء الأحكام القضائية بحق هؤلاء الدعاة، إلا أن السلطات ترفض الإفراج عنهم وتستمر باحتجازهم بشكل غير إنساني.

وبحسب المركز يبدو أن مشروع التسامح والتعايش الإماراتي بين الأديان، لا يشمل دعاة الدين الإسلامي الذين تنظر لهم السلطات الإماراتية بأنهم “إرهابيون”.

لم يشفع لهؤلاء الدعاة والعلماء دورهم المميز في المجتمع الإماراتي، ولا حتى جوائز التكريم التي كانت تمنحها لهم الدولة قبل أن تصنفهم بأنهم معارضون وتزجهم بالسجون.

أحد أبرز الدعاة المعتقلين، الشيخ محمد الصديق، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مجلس إدارة رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي.

الشيخ الصديق حاصل على ماجستير الفقه وأصوله من الكلية الشرعية في الرياض، وقد عمل مدرساً بقسم الفقه وأصوله بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة من 2001 إلى 2007، كما أنه عضو في عدد من الهيئات الشرعية في المؤسسات المالية الإسلامية.

يحتل الصديق مكانة علمية مميزة، وقد حاز على العديد من جوائز التكريم، منها جائزة (مواطنون على درب التميّز) و(جائزة راشد للتفوق العلمي)، كما أنه كان ناشطاً في العمل الدعوي بشكل ملحوظ، إذ كان يقدم برنامجاً دينياً على قناة الشرق، وعمل أيضاً مشرفاً على مركز زايد لتحفيظ القرآن.

من بين الدعاة المعتقلين أيضاً، عبدالسلام دوريش، الذي كان يعمل رئيساً لقسم الاستشارات الأسرية في محاكم دبي، ويعد من أبرز المصلحين الأسريين في الإمارات، وقد ساهمت جهوده في الإصلاح بين الكثير من العائلات الإماراتية.

كما كان لدوريش جهود مميزة في العمل الدعوي، إذ عمل مشرفاً عاماً  لقناة بداية الفضائية، وهي قناة إسلامية، تبث دورساً دينية وتنشط في المجال الدعوي.

إضافة إلى الصديق ودوريش، تعتقل السلطات الإماراتية الداعية أحمد السويدي، وهو من أبرز الدعاة في الإمارات، حيث عمل قبل اعتقاله نائباً لرئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي للقرآن، التي تعد أحد أكبر الجوائز القرآنية في العالم العربي.

امتاز السويدي بنشاطه الدعوي المكثف، وعمل مديراً للمعهد العلمي الإسلامي بعجمان ومدير مركز المعهد العلمي الإسلامي لتعليم الكبار، وكان لديه حضور لافت في المراكز الإسلامية، حيث كان يلقي محاضرات دينية.

قائمة الدعاة المعتقلين في الإمارات، تمتد أيضاً لأحد أبرز الدعاة في هذا البلد الخليجي، وهو الدكتور علي الحمادي، الذي رغم عمله في مجال الإدارة، كان له نشاط دعوي كبير، وظهور لافت في القنوات التلفزيونية.

إذ ترأس إدارة قناة (حياتنا) وقدّم العديد من البرامج الدعوية الهادفة مثل (أنت الحياة)، (قصة التمكين)، وتم عرض بعض برامجه على قناة “اقرأ”، و”البداية”.

كما أشرف الحمادي على مواقع دعوية أيضاً، حيث كان مشرفاً عاماً لموقع “إسلام تايم”، وقد امتد نشاطه الدعوي ليشمل حتى القنوات المحلية في الإمارات، إذ ظهر في مرات كثيرة على قنوات أبوظبي، دبي، الشارقة، وعجمان.

لا شك أن اعتقال هؤلاء الدعاة ترك في المجتمع الإماراتي مساحة لا يمكن لأحد أن يملأها، وأدت إلى تجريف العمل الدعوي في الإمارات، إذ تفتقد الإمارات بشكل واضح اليوم لأمثال هؤلاء.

ويعاني الدعاة أصحاب التاريخ المشرف بتأسيس القنوات الدعوية ومراكز التحفيظ والمعاهد الإسلامية من النسيان في السجون الإماراتية، حيث لا تكاد تسمع لهم ذكراً،  لكن تاريخهم لا يمكن أن ينسى أو يطوى.