موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الكشف عن دعم إسرائيلي للإمارات في حربها على اليمن

291

كشف كتاب عن دعم إسرائيلي لدولة الإمارات في حربها على اليمن ومواجهتها جماعة أنصار الله “الحوثي” بما في ذلك إرسال تل أبيب لأبوظبي وفداً استخباراتياً ومنظومة دفاع.

وبحسب موقع The Times of Israel العبري فإن نُسخة مُحدثة من كتاب يتناول الاتفاقات الإبراهيمية لإشهار التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، كشفت عن المساعدة متعددة الأوجه التي قدمتها تل أبيب إلى أبوظبي.

وتم تقديم تلك المساعدات وفق كتاب كتاب Trump’s Peace (سلام ترامب) للصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، عندما تعرضت الإمارات لسلسلة من الهجمات الصاروخية عن طريق المتمردين الحوثيين في اليمن خلال العام الماضي.

وذكر الكتاب أن إسرائيل كانت ثاني دولة ترسل وفداً من مسؤولي الاستخبارات لمساعدة الإمارات في التحقيقات حول أولى الهجمات الحوثية التي شُنَّت في مطلع عام 2022.

وبحسب الكتاب نقلت إسرائيل أيضاً شحنة من منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية “سبايدر” إلى الإمارات التي ارتأت أن استجابة إسرائيل تتناقض تناقضاً صارخاً مع استجابة الولايات المتحدة. وأوضح أن استشعار ضعف الدعم الأمريكي صار مصدر توتر هائلاً بين الحكومة الإماراتية وإدارة جو بايدن.

ونُشر كتاب Trump’s Peace باللغة العبرية في ديسمبر/كانون الأول 2021، وتصدر عناوين الصحف لاحتوائه على مقابلة أجراها رافيد مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تبجح خلالها ترامب بكلام بذيء ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي اعتُبر حتى ذلك الوقت أحد أقرب حلفاء الرئيس الأمريكي السابق.

تُرجم الكتاب بعد عامين إلى الإنجليزية، والنسخة الجديدة منه تحتوي على فصل إضافي حول وضع الاتفاقات الإبراهيمية منذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منصب الرئيس.

في الفصل الجديد، يكشف رافيد كيف تأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في عام 2021 نفتالي بينيت رويداً رويداً من أهمية الانخراط بصورة شخصية في تعزيز العلاقات مع الإمارات.

وخلال رحلة خاضها في ديسمبر/كانون الأول 2021 إلى أبوظبي، عقد بينيت لقاءً طويلاً مع ولي العهد آنذاك محمد بن زايد، الرئيس الحالي للإمارات، اقترح خلاله تطوير ما يعرف بـ”تحالف الدفاع الجوي للشرق الأوسط (ميد)”، وهو عبارة عن شبكة من الرادارات التي ستنشر حول المنطقة وتعمل تحت مظلة القيادة المركزية الأمريكية.

اكتسبت الفكرة معنى جديداً في الأسابيع اللاحقة، عندما ضربت صواريخ باليستية وطائرات كاميكازي المسيرة، عدداً من المواقع حول الإمارات.

بعد ساعات من الهجوم، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظيره الإماراتي عبد الله بن زايد للتعبير عن تضامنه وتقديم تعازيه.

استغل عبد الله بن زايد، الذي كان محبطاً بالفعل من السياسة الأمريكية في اليمن، الفرصة لمطالبة إدارة بايدن بإعادة تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية.

قال عبد الله في مقابلة مع رافيد من أجل الكتاب: “هذه أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الخاصة بنا”، مشبهاً الهجمات التي تسببت في مقتل ثلاثة أشخاص بتفجيرات 2001 التي وقعت في الولايات المتحدة وتسببت في مقتل حوالي 3000 شخص.

رفضت إدارة بادين الاستجابة للطلب، وسط مخاوف من أن إعادة الحوثيين إلى قائمة الجماعات الإرهابية سوف تُصعِّب وصول المساعدات الدولية إلى مستحقيها في اليمن.

وقد حاول المسؤولون الإسرائيليون الضغط على واشنطن للتفكير مجدداً في الأمر، وذلك وفقاً لما قاله مسؤولان مطلعان على المسألة خلال حديثهما مع موقع The Times of Israel في فبراير/شباط.

من جانبه، أرسل بينيت وفداً من ضباط الموساد ومن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالجيش الإسرائيلي لتقديم المساعدة في تحقيقات الطب الشرعي المتعلقة بالهجوم، كما نُقل عن مسؤول إماراتي في الكتاب، قوله: “نقدر ذلك حقاً”.

عندما كان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في زيارة إلى أبوظبي، وقع هجوم حوثي ثالث. ولما أيقظه معاونوه في الليل ونصحوه بالإجلاء واللجوء إلى ملجأ من القنابل، رفض الرئيس الإسرائيلي. وفي الصباح التالي، تحدث هرتسوغ مع بن زايد، وسأله الزعيم الإماراتي ما إذا كان الهجوم قد أيقظه.

ذكر الكتاب أن هرتسوغ رد قائلاً: “لا أعرف ما الذي تتحدث عنه. تعرف أني أشعر بالأمان هنا”، في محاولة واضحة لتجنب التسبب في إحراج لبن زايد.

طلبت الإمارات الحصول على منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي لحمايتها من أية هجمات أخرى من الحوثيين.

لكن اقترحت إسرائيل بدلاً من ذلك أن يجري مسؤولوها الأمنيون مراجعة للتأكد من أن القبة الحديدية سوف تقدم المزايا الملائمة لاحتياجات الدفاع الخاصة بأبوظبي.

قادهم هذا التقييم إلى استنتاج أن منظومة سبايدر، التي تستطيع اعتراض المسيرات وصواريخ كروز والذخائر دقيقة التوجيه، ستكون ملائمة أكثر.

في حين وافقت الإمارات على شراء منظومة سبايدر، لكن إسرائيل أدركت أن البطاريات الوحيدة التي لديها في المخازن كان من المقرر لها أن تُشحن إلى الفلبين.

تواصلت إسرائيل مع مانيلا، التي وافقت على السماح للإمارات بالحصول على هذه البطاريات، وانتظار وصول شحنتها في وقت لاحق.

أما في أبريل/نيسان 2022، أُرسلت 8 شحنات من بطاريات سبايدر إلى الإمارات من قاعدة نفاطيم الجوية في إسرائيل، وذلك وفقاً لما ورد في الكتاب.