موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فرنسا: فتح تحقيق قضائي رسمي ضد رئيس الإنتربول الإماراتي بتهمة التعذيب

355

فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا قضائيا ضد رئيس الإنتربول الإماراتي أحمد ناصر الريسي بتهمتي التعذيب والاعتقال التعسفي بعد شكوى رفعها بريطانيان سبق أن اعتقلا في سجون أبوظبي.

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن مكتب النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب PNAT أن القضية بشأن الاشتباه بتورط المسؤول الإماراتي الرفيع في التعذيب.

وسلّم المكتب الملف إلى قاضي تحقيق سيقرر ما إذا كان سيوجّه اتهامات للريسي.

ويتّهم البريطانيان ماثيو هيدجز وعلي عيسى أحمد رئيس الإنتربول الإماراتي بالمسؤولية المطلقة عن التعذيب والاعتقال التعسفي الذي قالا إنهما تعرّضا له في الإمارات، نظرا لكونه مسؤولا أمنيا رفيعا في وزارة داخليتها.

وقال المصدر إنه سيتعيّن على قاضي التحقيق اتّخاذ قرار أيضا بشأن إن كان الريسي، الذي انتُخب رئيسا للإنتربول (منظمة الشرطة الجنائية الدولية) في تشرين الثاني/نوفمبر، يتمتع بحصانة دبلوماسية تحميه من أي ملاحقات قانونية في فرنسا.

ورفع البريطانيان الشكوى على أساس مبدأ الاختصاص القضائي العالمي الذي يسمح لدولة بملاحقة مرتكبي الجرائم الخطيرة قضائيا وإن كانت ارتُكبت خارج أراضيها.

يعني ذلك أنه بات من الممكن اعتقال الريسي لاستجوابه في فرنسا في حال زارها، علما أن مقر الإنتربول يقع في مدينة ليون الفرنسية (جنوب شرق).

ويعتقد بأنه زار ليون بالفعل عدة مرات منذ كانون الثاني/يناير.

وذكر المصدر بأنه تم فتح التحقيق في أواخر آذار/مارس.

وسبق أن فتح مدعون في فرنسا تحقيقا بشأن الريسي في تشرين الثاني/نوفمبر على خلفية اعتقال المعارض الإماراتي أحمد منصور.

وبالنسبة للقضية الأخيرة، بات التحقيق الآن في أيدي محقق قضائي، وهي خطوة تسبق توجيه الاتهامات رسميا.

وحضر المشتكيان للإدلاء بشهادتيهما في باريس الأربعاء أمام قاضي التحقيق.

ويقول الأكاديمي هيدجز إنه اعتُقل وتعرّض للتعذيب في الإمارات من أيار/مايو حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2018، بعدما تم توقيفه باتّهامات كاذبة بالتجسس أثناء زيارته الدولة الخليجية في إطار دراسته.

وقال في مؤتمر صحافي في ليون في تشرين الأول/أكتوبر إنه أجبر على تقديم اعترافات زائفة أدت إلى صدور حكم بسجنه مدى الحياة قبل أن يُفرج عنه بفضل الضغوط الدولية التي قادتها المملكة المتحدة.

والأربعاء قال هيدجز إنه أمضى سبعة أشهر في حبس انفرادي وأجبر على تناول أدوية، وأوضح أن ذلك كان يندرج في إطار “استراتيجية للتعذيب النفسي”.

وأشار إلى أنه كان يخضع للاستجواب لمدد تصل إلى 15 ساعة، وتعرض للتهديد بالعنف ضده وضد عائلته، واصفا ما مر به بأنه “مرعب”.

وهو قال إن “تأثير الأدوية” دفعه إلى إلحاق الأذى بنفسه ومحاولة الانتحار. وشدد على أن الريسي “كان لا بد على علم” بالمعاملة التي كان يلقاها.

بدوره، قال أحمد إنه تعرّض للضرب بشكل متكرر وحتى للطعن خلال اعتقاله مدة شهر في كانون الثاني/يناير 2019، للاشتباه بأنه شجّع فريق قطر خلال مباراة ضد العراق في كأس آسيا لكرة القدم.

وأضاف أن شرطيا عمد خلال اعتقاله إلى قص العلم القطري بواسطة مطواة من على قميص تي-شيرت كان يرتديه متسببا له بجروح.

وقال إنه خضع “للاستجواب ليلا ونهارا” خلال اعتقاله، وأضاف “إنها مرحلة صعبة جدا مررت بها، إنها مروّعة”.

تحرّك البريطانيان قضائيا ضد الريسي أيضا في كل من النروج والسويد وتركيا.

وتعد ولاية الريسي على رأس الإنتربول والتي تستمر أربع سنوات فخرية إلى حد كبير، إذ يتولى الأمين العام للمنظمة يورغن ستوك تسيير أعمال المنظمة اليومية وإدارتها.

وأثار ترشحه لتولي المنصب تنديدات من ناشطين أشاروا إلى التمويل السخي الذي تحصل عليه المنظمة من الإمارات.