وجهت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي عبر منبر الأمم المتحدة بأن دولة الإمارات عدو للبلاد ولا يمكن أن تشكل وسيطا من أجل السلام.
فقط أكد مندوب ليبيا في الأمم المتحدة طاهر السني خلال جلسة رفيعة لمجلس الأمن الدولي رفض بلاده مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي بشأن ليبيا لاسيما وأن أبوظبي داعم رئيسي للميليشيات المسلحة في البلاد.
وقال السني خلال كلمته التي ألقاها عبر الفيديو “نرفض مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي بشأن ليبيا”، مؤكداً أن “توقيع اتفاق تعاون مع أي دولة يدخل في إطار سيادتنا وليس تدخلاً خارجياً”.
كذلك شدد المندوب الليبي على رفض بلاده “المبادرات الأحادية التي تصنع من قبل أطراف دولية لدعم طرف بعينه”، مشيراً إلى أن الحوار السياسي “ينبغي أن يوسع ويشمل أحزابا وشخصيات من كل مناطق ليبيا”.
من جهته زعم وزير الدولة للشئون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش الذي شارك في اجتماع مجلس الأمن على حسابه في تويتر، أن أبوظبي تتبني الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي.
أكدت في جلسة مجلس الأمن لمناقشة الوضع في ليبيا الشقيقة موقف الإمارات الواضح والداعي إلى وقف فوري لاطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي.
نعمل في إطار عربي ومع الأصدقاء لدعم الحل السياسي، رافضين التدخلات الإقليمية في الشأن العربي وعبث المرتزقة والميليشيات. pic.twitter.com/zmZt2f61Mp— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) July 8, 2020
وسرعان ما رد مغردون على قرقاش بتذكيره بالتدخل الإماراتي العدواني في ليبيا ودعمها ميليشيات خارج نطاق القانون، فيما دعا آخرون أبوظبي إلى التركيز على الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران.
الامارات سبب الخراب و الدمار
— adel25 (@Massini77722498) July 9, 2020
ليبيا تاني يا أنور؟! طيب مفيش جلسة مجلس أمن تانية، عشان الجزر الإماراتية اللي إيران احتلتها من خمسين سنة؟! ولا حتى جلسة مجلس أُنْس؟! أي حركة في رغيف يا أنور؛ عشان صورتكم قدام الناس!
مالكم ومال ليبيا يا أنور؟! دا إمارات ساحل عمان في آسيا، وليبيا في أفريقيا يا أنور!
عيب يا أنور!!— أحمد عبد العزيز (@AAAzizMisr) July 8, 2020
أتمنى أن تكون قد استمعت الى كلمة المندوب الليبي أيضا بكل مداركك واستوعبت ما قاله كلمة كلمة .
— Anwar kabeer (@Anwarkabeer3) July 8, 2020
لا شقيقه لأ وحده وسع علينا ما نبولكم خلطه انتم سبب كل الذي يحصل في ليبيا
— عادل بنوير (@benweer) July 8, 2020
والمبعوث الليبي كان رده واضح جدا عليكم
— Abdalmjed Alshahboni (@alshahboni) July 8, 2020
كيف ترفض التدخلات الإقليمية في ليبيا؟
هل الإمارات تتبع لطرابلس أو بنغازي؟
هل التدخلات الأخري عسكرية ، و الامارات تدخلاتها توزيع الورود الحمراء علي ليبيا— ALtigani ALamda (@ALtiganiALamda3) July 8, 2020
تقتلون الميت و تمشون في جنازته أول من خرق اتفاق الصخيرات هو حكومتكم الغير موقرة و الآن تقولون أولويتنا هو وقف أطلاق النار أن أولوياتكم هو الأستحواد على مقدرات الدول العربية لكن هدا لن يتأتى لكم بأذن الله
— jamal aswal (@AswalJamal) July 8, 2020
تدخّل دولة الإمارات في شؤون الدول العربية فاق كل التدخلات ، تخريباً وتدميرا ، وتمزيقاً
تدخلاتكم كلها صارت في صناعة ديكتاتور يواجه بسلاحكم وأموالكم إرادة شعبه ويقضي
على تطلعاته وإنعتاقاته نحو الحرية .#الامارات_دوله_ارهابيه— يمن (@yamen_202) July 8, 2020
خطابكم موجه للمجتمع الدولي أم لرياض الأطفال ??
— eyad issa (@ben80096884) July 8, 2020
انتم مقاولين بالوكالة عن بعض الاطراف الاقليمية ،اشعال الحرائق الذي تقومون به سيدمر الاخضر واليابس، لايمكنكم تغيير الخارطة هناك دول اقلمية ولها وزنها في الجوار يجب التعامل معها بعقلانية سياستكم الانتحارية كارثية ويجب مراجعتها
— Zuhair Albanaa (@AlbanaaZuhair) July 8, 2020
الله يريح العرب منكم
— عبدالرحمن (@GrT2bP1YQiAi1TT) July 8, 2020
أصلا الامارات وكيل إسرائيل في الشرق الاوسط.
— د.ص عبدالرحمن جعفر (@ghafer99) July 8, 2020
لا عبث يضاهي عبث الامارات في الشأن العربي ودعمها المستمر للمليشيات وتفردها في استجلاب المرتزقة من كل مكان
— Aiman Yahya?? (@aymyah0) July 8, 2020
الله يرحمك ياشيخ زايد… في ليبيا نقولو .. اللي خلف مامات… بس الشيخ زايد مات
— Albohali (@Albohali16) July 8, 2020
وعملت الإمارات مؤخرا إلى دفع مصر للتدخل عسكريا في ليبيا في ظل توالي الهزائم التي تكبدتها ميليشيات مجرم الحرب الموالي لأبوظبي خليفة حفتر مؤخرا.
ويرى مراقبون أنه إذا حدث تدخلٌ مصري “محدود”، واحتماله من ضعيف إلى متوسط، فربما يكون دوراً بالوكالة عن الإمارات وروسيا لأن مصلحة القاهرة الحقيقية ليست في السير خلف السياسات الدولية لتقسيم ليبيا، ناهيك عن تخريب مجتمعها والتلاعب الخطير بالعامل القَبلي، ما قد يفتح أبواب فوضى أمنية على مصر من حدودها الغربية.
ويبدو أن توطيد علاقة القاهرة بسياسات المحور الأميركي الإسرائيلي، والاعتماد على المساعدات المالية السعودية والإماراتية، بالتوازي مع إهمال الدائرتين، الأفريقية والعربية، اللتين يرتبط بهما الأمن المائي المصري ومصالح العاملين المصريين في ليبيا والخليج، قد أدّى إلى تراجع صورة مصر وتأثيرها في القضايا العربية (فلسطين، العراق، سورية، لبنان، اليمن، ليبيا).
ويظهر ضياع المصالح المصرية في ملف ليبيا بسبب الاصطفاف وراء المشروع الروسي/ الفرنسي/ الإماراتي، لدعم معسكر الشرق الليبي عموماً، واللواء المتقاعد خليفة حفتر خصوصاً، على الرغم من هزائمه المتوالية.
ويبدو أن القاهرة تتجاهل أن هناك “تقارباً” أميركياً تركياً إيطالياً (يؤثّر بالتأكيد على سياسة حلف الناتو تجاه ليبيا)، يتوافق على دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، أقله في هذه المرحلة، ما يجعل من الصعب أن تميل الكفّة ناحية حلفاء مصر.
تتعلق الملاحظة الثانية باختلال الأولويات في سياسة مصر الخارجية، واختزال مفهوم “الأمن القومي” إلى حدودٍ خطرة، سواء عبر تصريحات “مسافة السكة”، أم توظيف المؤسسات الإقليمية والدولية، لترويج السردية المصرية، بعد انقلاب 2013.
وعلى الرغم من تركيز نظام السيسي على “الانخراط” في توسيع نطاق السياسات الدولية/ الإقليمية لـ”مكافحة الإرهاب”، وتوظيفها لإغلاق باب التغيير السلمي/ الديمقراطي، وقمع أية توجهات معارضة لحكمه، فإنه لم يحرز نجاحاً يُذكر في سيناء، وفي القاهرة، وفي الصحراء الغربية. ناهيك عن تخليق بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية، أسوأ بكثير مما كانت عليه مصر قبل ثورتها عام 2011.