موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

رسالة ليبيا أمام مجلس الأمن الدولي: الإمارات عدو وليست وسيط سلام

132

وجهت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي عبر منبر الأمم المتحدة بأن دولة الإمارات عدو للبلاد ولا يمكن أن تشكل وسيطا من أجل السلام.

فقط أكد مندوب ليبيا في الأمم المتحدة طاهر السني خلال جلسة رفيعة لمجلس الأمن الدولي رفض بلاده مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي بشأن ليبيا لاسيما وأن أبوظبي داعم رئيسي للميليشيات المسلحة في البلاد.

وقال السني خلال كلمته التي ألقاها عبر الفيديو “نرفض مشاركة الإمارات في أي حوار سياسي بشأن ليبيا”، مؤكداً أن “توقيع اتفاق تعاون مع أي دولة يدخل في إطار سيادتنا وليس تدخلاً خارجياً”.

كذلك شدد المندوب الليبي على رفض بلاده “المبادرات الأحادية التي تصنع من قبل أطراف دولية لدعم طرف بعينه”، مشيراً إلى أن الحوار السياسي “ينبغي أن يوسع ويشمل أحزابا وشخصيات من كل مناطق ليبيا”.

من جهته زعم وزير الدولة للشئون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش الذي شارك في اجتماع مجلس الأمن على حسابه في تويتر، أن أبوظبي تتبني الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي.

وسرعان ما رد مغردون على قرقاش بتذكيره بالتدخل الإماراتي العدواني في ليبيا ودعمها ميليشيات خارج نطاق القانون، فيما دعا آخرون أبوظبي إلى التركيز على الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران.

وعملت الإمارات مؤخرا إلى دفع مصر للتدخل عسكريا في ليبيا في ظل توالي الهزائم التي تكبدتها ميليشيات مجرم الحرب الموالي لأبوظبي خليفة حفتر مؤخرا.

ويرى مراقبون أنه إذا حدث تدخلٌ مصري “محدود”، واحتماله من ضعيف إلى متوسط، فربما يكون دوراً بالوكالة عن الإمارات وروسيا لأن مصلحة القاهرة الحقيقية ليست في السير خلف السياسات الدولية لتقسيم ليبيا، ناهيك عن تخريب مجتمعها والتلاعب الخطير بالعامل القَبلي، ما قد يفتح أبواب فوضى أمنية على مصر من حدودها الغربية.

ويبدو أن توطيد علاقة القاهرة بسياسات المحور الأميركي الإسرائيلي، والاعتماد على المساعدات المالية السعودية والإماراتية، بالتوازي مع إهمال الدائرتين، الأفريقية والعربية، اللتين يرتبط بهما الأمن المائي المصري ومصالح العاملين المصريين في ليبيا والخليج، قد أدّى إلى تراجع صورة مصر وتأثيرها في القضايا العربية (فلسطين، العراق، سورية، لبنان، اليمن، ليبيا).

ويظهر ضياع المصالح المصرية في ملف ليبيا بسبب الاصطفاف وراء المشروع الروسي/ الفرنسي/ الإماراتي، لدعم معسكر الشرق الليبي عموماً، واللواء المتقاعد خليفة حفتر خصوصاً، على الرغم من هزائمه المتوالية.

ويبدو أن القاهرة تتجاهل أن هناك “تقارباً” أميركياً تركياً إيطالياً (يؤثّر بالتأكيد على سياسة حلف الناتو تجاه ليبيا)، يتوافق على دعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، أقله في هذه المرحلة، ما يجعل من الصعب أن تميل الكفّة ناحية حلفاء مصر.

تتعلق الملاحظة الثانية باختلال الأولويات في سياسة مصر الخارجية، واختزال مفهوم “الأمن القومي” إلى حدودٍ خطرة، سواء عبر تصريحات “مسافة السكة”، أم توظيف المؤسسات الإقليمية والدولية، لترويج السردية المصرية، بعد انقلاب 2013.

وعلى الرغم من تركيز نظام السيسي على “الانخراط” في توسيع نطاق السياسات الدولية/ الإقليمية لـ”مكافحة الإرهاب”، وتوظيفها لإغلاق باب التغيير السلمي/ الديمقراطي، وقمع أية توجهات معارضة لحكمه، فإنه لم يحرز نجاحاً يُذكر في سيناء، وفي القاهرة، وفي الصحراء الغربية. ناهيك عن تخليق بيئة سياسية واقتصادية واجتماعية، أسوأ بكثير مما كانت عليه مصر قبل ثورتها عام 2011.