موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: خفايا إطلاق الإمارات مجموعة صناعات حربية إلكترونية خدمة لمؤامراتها

391

أطلق النظام الحاكم في دولة الإمارات هذا الشهر مجموعة “إيدج” للصناعات الحربية، وهي مجموعة صناعات حربية إلكترونية أثارت الجدل والمخاوف من سوء استخدام منتجاتها في انتهاكات عسكرية كما هو الحال في مشاركة قوات من أبوظبي في اليمن وليبيا.

ويستهدف النظام الإماراتي من إطلاق “إيدج” خلق شراكات عملاقة مع الشركات العاملة في قطاع الدفاع، وذلك من خلال الاستثمار في البحوث النوعية المرتبطة بتكنولوجيا الصناعات الحربية.

وكان النظام الإماراتي دمج عام 2014 16 شركة في إطار شركة الإمارات للصناعات العسكرية (إديك)، وهي الجهة الأكبر في الإمارات في مجال تصنيع الأسلحة وتأمين الخدمات ذات الصلة.

وفي فبراير/شباط 2019، أعلن المجلس إنشاء صندوق تنمية القطاعات الدفاعية والأمنية البالغ رأسماله التأسيسي 680 مليون دولار أمريكي.

وتضم مجموعة التكنولوجيا المتقدمة “إيدج” 25 شركة متخصصة بالتكنولوجيا في قطاع الدفاع، و12 ألف موظف ممن يمتلكون خبرات نوعية وفنية في الصناعات الدفاعية، وهي تروج إلى سعيها لتحقيق مبيعات تتجاوز حاجز 5 مليارات دولار.

والواقع أن تدشين التكتل الضخم للصناعات الدفاعية يأتي في سياق توسع الإمارات في المجال الأمني والعسكري النشط بعد الربيع العربي.

فالتكتل الجديد يأتي في سياقات محلية وإقليمية ودولية تزداد تعقيدا وتداخلا، وسط إثارة التساؤلات الجوهرية من جانب الإماراتيين حول الدوافع السياسية والاستراتيجية خلف هذا التكتل خاصة في ظل تورط أبوظبي في جرائم حرب وانتهاكات حقوقية واعتداءات على دول أخرى.

ويسعى التكتل إلى جذب صفوة خبراء القطاع وأصحاب الكفاءات من حول العالم للمساعدة في تطوير المنصات والأنظمة والصواريخ والأسلحة والدفاع السيبراني والحرب والاستخبارات الإلكترونية ودعم المهام.

وتعتزم المجموعة تطبيق تقنيات متقدمة مثل القدرات ذاتية التحكم والأنظمة المادية السيبرانية وإنترنت الأشياء وأنظمة الدفع المتطورة، وعلم الروبوتات والمواد الذكية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي في مختلف منتجاتها وخدماتها.

وسبق أن قالت محطة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية، يبدو أن هناك علاقة بين إنشاء “إيدج” وما جرى في منتصف سبتمبر، حينما تم استخدام 25 طائرة وقذيفة في هجوم قبل الفجر على منشآت أرامكو السعودية.

ويعمل التكتل على الحصول بسرعة على كل البرامج والأجهزة اللازمة لصد التهديدات المحلية وجلب أسلحة غير فتاكة مثل اجهزة التشويش على التردد والأنظمة الكهرومغناطيسية.

ويؤكد مراقبون أن تدشين هذه المجموعة مرتبط بهجمات “أرامكو”، مستدلين على عدة مؤشرات أهمها، اعتراف إسرائيل نفسها بتغيير استراتجيتها العسكرية التي ظلت تتبعها طوال العقود الماضية ضد إيران من خلال ضرب أهداف إيرانية في سوريا والعراق.

وقد توقف الجيش الإسرائيلي عن استهداف المصالح الإيرانية وذلك كنتيجة مباشرة لتداعيات الهجمات الإيرانية على “أرامكو”، بحسب الاتهامات الإسرائيلية والأمريكية.

لذلك، يقول المراقبون، إذا كانت تلك الهجمات أجبرت تل أبيب على تغيير استراتيجياتها الحربية، فمن المنطقي أن تقوم أبوظبي بذلك أيضا، وإلا فإن القيادة في الإمارات لا تقرأ المتغيرات في المنطقة جيدا.

المحطة الأمريكية أوردت مؤشرا آخر، هو أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد التقى في أوائل أكتوبر الماضي مع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان لمناقشة التعاون العسكري والدفاعي، وذلك قبل شهر واحد فقط من إطلاق “إيدج”.

وفي 17 أكتوبر الماضي، شهدت أبوظبي الإعلان عن تأسيس “جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي”، وتهدف إلى تمكين الطلبة والشركات والحكومات من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وقد اعتبر مراقبون أن هذه الجامعة سوف تشكل نواة الباحثين والعاملين في مجال تطوير الأسلحة الدفاعية والهجومية، وستكون في خدمة “إيدج”، خاصة أن فيصل البناي، هو المدير التنفيذي السابق لشركة “دارك ماتر” سيئة السمعة لتورطها في التجسس على الإماراتيين واختراق اتصالاتهم واعتراضها.

كما تم إصدار قانونا إنشاء هيئة أبوظبي للبحث والتطوير؛ تختص بإطلاق وتبني والإشراف على مبادرات البحث والتطوير الممولة من قبل الحكومة والتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية بالبحث والتطوير.

ولإطلاق تكتل إيدج في الإمارات علاقة وثيقة بتسارع وتيرة التطبيع الأمني والعسكري بين أبوظبي وإسرائيل.

إذ نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية قبل أيام عن مصدر سياسي إسرائيلي، قوله إن الاتصالات بين إسرائيل والإمارات متقدمة بسبب التكنولوجيا والقدرات ضد “عدو مشترك” في إشارة إلى إيران.

وكتبت الصحيفة، إن إسرائيل والإمارات تتعاونان منذ مدة طويلة في مجالات التكنولوجيا والاستخبارات والسايبر، إضافة إلى “وجود عدول مشترك للطرفين، هو إيران”.

وكان أمراً لافتاً إلى كل الأحاديث الإماراتية الواردة عن “إيدج” تتحدث عن تركيزها على الأمن السيبراني وحروب الإنترنت والطائرات بدون طيار وأجهزة الرادار والتشويش وهي كلها مجالات تحقق فيها إسرائيل تفوق خاصاً.

وتم التأكد على الدور الأمريكي بهذا المشروع، بحضور آدم سميث عضو الكونجرس عن ولاية واشنطن رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأميركي حفل إطلاق “إيدج”، واستقبال محمد بن زايد في 31 أكتوبر الماضي توماس كينيدي، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة “رايثيون” الأميركية المتخصصة في صناعات الأنظمة الدفاعية المتطورة.

وبحث الجانبان، إمكانات تنمية التعاون وفرصه بين شركة “رايثيون” ونظيراتها من الشركات المتخصصة والمؤسسات المعنية بهذا القطاع الحيوي الهام في دولة الإمارات بما يخدم تعزيز وتطوير صناعاتها الوطنية، وفق وكالة أنباء الإمارات. وبعد هذا الاجتماع بساعات تم الإعلان عن “إيدج”.

ويقول مراقبون، إن أبوظبي تؤكد على عدم وجود علاقة بين “إيدج” وهجمات “أرامكو، ويعتبرون أن هناك وجاهة نسبية في تأكيدات أبوظبي، وذلك نظرا لتقاربها الأخير والملحوظ مع طهران من جهة، ولانسحابها من مواجهة الحوثيين في اليمن من جهة ثانية. بكلمة أخرى، استطاعت أبوظبي فعلا تأمين هذا الجانب نظريا على الأقل، وتتجنب أي هجمات مشابهة سواء من إيران أو مليشياتها في المنطقة.

ولكن هذا يطرح تساؤلا كبيرا: ما دام أبوظبي استطاعت حماية نفسها من أي هجمات من جانب طهران ووكلائها، فلماذا كل هذه المجموعة “العملاقة”، وهل هي ستكون على غرار القدرات الإلكترونية التي تحوزها الدولة والتي تستخدمها في مسارين: مسار الحماية من اختراقا الآخرين، ومسار تقوم هي باختراق الآخرين، وهذا يعني أن أبوظبي قد تستخدم هذه الصناعات في الهجوم والاعتداء على الآخرين، بحسب المخاوف المتزايدة والمنبثقة من تجارب واقعية.

فقد قالت هيئة “بي.بي.سي” إن الأمم المتحدة خلصت في ختام تحقيق سري إلى أن طائرة حربية تابعة لدولة أجنبية شنت هجوما صاروخيا على مركز لاحتجاز المهاجرين في ليبيا، وإن التحقيق ركّز على دولة الإمارات. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ميشيل باشيليه إن الهجوم قد يمثل جريمة حرب.

وأسفر الهجوم الذي استهدف مركزا لاحتجاز المهاجرين في ضاحية تاجوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس في يوليو الماضي عن مقتل 53 مهاجرا وإصابة 130 آخرين.

من جهته، ورغم الدعم الأمريكي لمجموعة “إيدج” إلا أنه كان لافتا، تحذير وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير من مخاطر الصين للهيمنة العالمية في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تحركها لتصدير طائرات عسكرية بدون طيار إلى الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تقوم “بضربات مميتة مستهدفة، وقد جاء التحذير الأمريكي بعد ساعات قليلة فقط من إطلاق “إيدج”!

وكشف إسبير أن الحكومة الصينية تقوم بتصدير بعض الطائرات الجوية العسكرية الأكثر تطوراً إلى الشرق الأوسط، مؤكداً أنها تستعد لتصدير طائرات بدون طيار من الجيل التالي .

وأضاف أن الصين تعلن عندما تقوم ببيع الطائرات على أنها قادرة على التحكم الذاتي الكامل، وتنفيذ ضربات قاتلة مستهدفة.

ويوضح المراقبون، العلاقة بين تصريحات إسبر ومجموعة “إيدج” بالقول: إن أبوظبي تعتمد على الطائرات الصينية بدون طيار بصورة كبيرة للغاية، وأن هذه المُسيرات الصينية التي تمتلكها الإمارات وتزود بها حفتر وتشغلها عبر غرفة عمليات إماراتية متورطة في قتل مدنيين في ليبيا، بحسب حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وبقتل جنود يمنيين موالين للحكومة الشرعية، بحسب اتهامات الحكومة اليمنية أيضا! وكل ذلك، مما يرفع المخاوف من سوء استخدامات هذه القدرات الكبيرة للدولة في غير مواضعها المشروعة!.