موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

هكذا عزز تطبيع الإمارات مكانة إسرائيل كقوة إقليمية وخفف عزلتها

296

استعرض تقدير موقف أمريكي كيف عزز تطبيع الإمارات مكانة إسرائيل كقوة إقليمية وخفف عزلتها بعد أن ظلت منبوذة عربيا على مدار عقود على خلفية احتلالها الأراضي الفلسطينية.

وقال تقدير الموقف الذي نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن اتفاقيات التطبيع التي قادها النظام الإماراتي مع إسرائيل “مهدت الاتفاقات الطريق لظهور وازدهار العلاقات السرية”.

وأوضح أن تلك الاتفاقيات “وضعت حدا لحالة النبذ الإسرائيلي شبه الكامل في العالم العربي من خلال فتح الباب لتحسين العلاقات مع بعض الجيران، حيث ساعدت في ترسيخ مكانة إسرائيل كقوة إقليمية ثقيلة”.

وأشار تقدير الموقف إلى تحقيق إسرائيل مكاسب رئيسية من اتفاقيات التطبيع، أبرزها توقيع اتفاقية تجارة حرة مع الإمارات هذا العام، مما يمهد الطريق لما يتوقع المسؤولون أنه سيكون 10 مليارات دولار في التجارة الثنائية في غضون خمس سنوات.

ووقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقيات في مجموعة كبيرة من المجالات، بما في ذلك الطب والاستثمار الثنائي والسفر إلى الفضاء.

وفي 15 أيلول/ سبتمبر 2020، وقعت إسرائيل والإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع العلاقات التي أسماها البيت الأبيض “اتفاقيات إبراهام” ثم انضمت إليها المغرب والسودان، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

لكن تقدير الموقف يعتبر أن “اتفاقيات أبراهام”، التي طبّعت على ضوئها أربع دول عربية العلاقات مع إسرائيلي، فقدت بريقها بعد سنتين من إمضائها.

وأشار إلى أن “اتفاقيات أبراهام، التي يمكن القول بأنها واحدة من الإنجازات القليلة في السياسة الخارجية لإدارة ترامب، احتفلت بالذكرى السنوية الثانية لها وسط مؤشرات متزايدة على أن تجاوز الاتفاقات للقضية الفلسطينية يثير تساؤلات جدية حول دورها كوسيلة للسلام”.

وشهد العام الثاني لاتفاقات إبراهيم بدايات ما يسميه المسؤولون الإسرائيليون “الهيكل الإقليمي” الذي يهدف، إلى حد كبير، إلى مواجهة إيران.

وأشارت المجلة إلى أن القمة التي عُقدت في إسرائيل في آذار/مارس أظهرت مدى تحسن الموقف الاستراتيجي لإسرائيل.

إذ جمعت وزراء خارجية إسرائيل والإمارات والبحرين ومصر والمغرب والولايات المتحدة. حتى تركيا حسنت العلاقات الجليدية مع إسرائيل في أعقاب الاتفاقات.

لكن بعد مرور عامين، بدأت الاتفاقات تفقد بريقها لأنها داخل إسرائيل طغت عليها اشتداد الصراع مع الفلسطينيين بحسب المجلة الأمريكية.

فعند توقيعها أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، بالاتفاقات ووصفها بأنها انفراج لأنها فصلت التطبيع مع الدول العربية عن أي سلام إسرائيلي مع الفلسطينيين. ما بدا وكأنه اختراق يبدو الآن أنه أكبر عيب للاتفاقات.

بعد حربين في غزة ووسط عدم الاستقرار في الضفة الغربية، قيل إن الغارات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى إحباط أعمال العنف وأن الهجمات الفلسطينية تضع جدول أعمال البلاد إلى حد كبير.

وذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية الأسبوع الماضي أن عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية لعام 2022 قد بلغ بالفعل أعلى إجمالي له منذ سبع سنوات وأن الهجمات الفلسطينية ارتفعت أيضًا بشكل حاد.

ونقلت المجلة عن قال ألون ليل، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إنه ربما تكون اتفاقيات أبراهام قد رفعت مكانة إسرائيل الإقليمية، لكن ذلك لم يُترجم إلى روح الكرم مع وجود المشكلة الأقرب.

كما أن الاتفاقات لم تفكك العالم العربي بالضبط، حيث أظهر استطلاع حديث أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن 26 بالمائة فقط من الإماراتيين يرون آثارًا إقليمية إيجابية من اتفاقيات إبراهيم. أما بالنسبة لجانب “التواصل بين الناس” الذي يتم التبجح به كثيرًا في الاتفاقات، فإن هذا لم يتحقق تمامًا.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن عشرات الآلاف من الإسرائيليين يسافرون إلى دبي كل شهر، إلا أن الإماراتيين لا يبادرون إلى زيارة إسرائيل رغم جهود النظام الحاكم في أبوظبي لدفعهم لذلك.

وفقًا للأرقام التي نقلتها صحيفة “هآرتس” الأسبوع الماضي، زار إسرائيل 3600 سائح فقط من الإمارات والبحرين والمغرب منذ توقيع اتفاقيات التطبيع.