موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فنيس: سفارات الإمارات مراكز مشبوهة لتجنيد الإرهابيين

150

أجمع خبراء أمنيون فرنسيون على أن النظام في أبوظبي “مولع بلعبة تحريك الدمى”، مؤكدين في تعليقهم على ما كشفته صحيفة “الواشنطن بوست” مؤخرا عن زيارة زعيم حركة “طالبان” السابق، الملا أختر منصور لأبوظبي 18 مرة، أخرها كانت قبل وفاته بأيام عام 2016، أن “أبوظبي” محطة إلتقاء أشخاص مشبوهة ومتهمين في قضايا إرهاب وزعماء تيارات متطرفة وقادة قبائل وعشائر منذ عام 2001 تقريبا.

 

لافتين إلى أن أي رجل مخابرات في بداية حياته المهنية يعلم جيدا أن “نظام أبوظبي مولع بالتعامل مع زعماء التيارات والجماعات الإرهابية أو النافذة في الدول، ويلتقي بهم في أبوظبي بين الحين والآخر، ويسهل لهم الوصول إلى أبوظبي عن طريق جوازات سفر مزيفة تمنحها لهم سفارات الإمارات في دولتهم، وذلك بهدف تحريكهم أو دفعهم لفرض سياسات أبوظبي في دولهم.

 

لقاءات مشبوهة

وقال ميشيل دي فنيس، الضابط السابق بالإستخبارات الداخلية الفرنسية إن ما كشفته صحيفة الـ”واشنطن بوست” الأمريكية مؤخرا نقلا عن تقارير استخباراتية أمريكية عن زيارة زعيم طالبان الملا أختر منصور أكثر من 18 مرة لأبوظبي كان أخرها عام 2016 قبل مقتله بأسبوع تقريبا، أمر معروف لأجهزة الاستخبارات الغربية، وتم تبادل تلك المعلومات في حينها بين أجهزة الاستخبارات في إطار التعاون المتبادل لمكافحة الإرهاب، ومنذ عام 2001 بعد أحداث 11 سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة بدأنا في فرض خطة رقابية موسعة تشمل مراقبة مجموعة من الحسابات البنكية ومراقبة أشخاص وعواصم.

 

وأضاف: لاحظنا مبكرا ربما منذ عام 2003 أن نظام أبوظبي مولع بشكل كبير بالتعامل مع زعماء التنظيمات المتطرفة وزعماء القبائل والعشائر في عدد من الدول، ومع الأفراد المطلوبين في قضايا إرهابية، مثل أحمد إبراهيم المغسل، السعودي الجنسية، وهارب لاتهامه بإرتكاب تفجيرات أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية عام 1996، وكان يقيم في بيروت ويتنقل بينها وبين أبوظبي، رغم وجوده على قائمة المطلوبين للسلطات الأمنية السعودية، ولمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، أيضا للاشتباه في تورطه بالتخطيط لأحداث 11 سبتمبر، وذهب لأبوظبي منذ عام 2002 وحتى اعتقاله من جانب السلطات السعودية عام 2015، أكثر من 12 مرة، والتقى بنظام أبوظبي، وعدد من المسؤولين الأمنيين في الامارات، وغيرهم من المطلوبين الذين رصدت الاستخبارات الأمريكية والغربية تنقلهم بين عدد من الدول العربية ودائما كانت أبوظبي محطة رئيسية للزيارة.

 

وتابع: سفارات أبوظبي أيضا في عدد من الدول لها نشاط مشبوه، وتفتح أبوابها لرسل زعماء تنظيمات وجماعات وأحيانا تكون مركز للقاء نظام أبوظبي بعدد من زعماء القبائل والعشائر والتنظيمات في بعض الدول، مثل سفارة الإمارات في ليبيا كانت محطة التقاء وزير الخارجية الامارات بزعيم قبائل التبو المتمركزة في جنوب ليبيا، عيسى عبد المجيد، وكان أخر لقاء بينهم قبل اندلاع التمرد والاقتتال بين قبائل “التبو” وقبيلة “أبناء سليمان” شهر مارس الجاري، وأيضا قبل قتال عناصر قبيلة “التبو” وقوات الأمن الوطني الليبي شهر فبراير الماضي.

كما سافر عيسى عبد المجيد زعيم قبائل “التبو” إلى أبوظبي مرتين مؤخرا الأولى في 15 ديسمبر 2017، والثانية في أخر يناير الماضي، ويرجح أن الإمارات تنسق مع قبائل “التبو” المسيطرة على الجنوب الليبي لفرض سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، خلفا لوالده رئيسا لليبيا.

لعبة تحريك الدمى

وأشار جان لوي داني، الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية، الى أن النظام في أبوظبي مولع بـ”تحريك الدمى” واللعب بها لحسابه، وهذا الأمر واضح في اليمن، يلعب بمليشيات وتنظيمات وجماعات وحتى أفراد لحسابه بعيدا عن قوات التحالف التي تقودها السعودية، ويلعب بهم أيضا في مصر لدعم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ضد معارضيه وضد المعارضة المصرية عموما، ويلعب بهم في ليبيا وتونس وإرتيريا والصومال وجيبوتي والسنغال، وليس زعماء التنظيمات والقبائل والعشائر فقط، بل وداخل بعض الإدارات الغربية، أنفقت أبوظبي ملايين الدولارات على قيادات بارزة داخل الإدارة الأمريكية وادارات أوروبية أيضا، وفي العالم العربي يفعل الأمر نفسه.

هذه التحركات معلومة جيدا لأجهزة الاستخبارات الغربية، وتعمل هذه الأجهزة على إحباط ألاعيب أبوظبي، لكن نظام يجيد استخدام الاستخبارات الإماراتية وسفارات بلاده في جميع الدول وأشخاص ورجال أعمال سواء كانوا إماراتيين أو من جنسيات أخرى وموالين له، يحرك كل هؤلاء فيما يشبه “للعبة الإلكترونية” لفرض سياسات معينة أو تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية في العديد من الدول، وأهم أعماله السيطرة على الموانئ في العديد من الدول وخلق مراكز ملاحية في كل مكان تابعة له.

 

موجهة ناعمة

وأضاف كلود دلبي، الضابط السابق بوكالة الإستخبارات الفرنسية “DGSE” والباحث بمركز “DLK” للدراسات الأمنية بباريس، أن خطة أبوظبي لتنفيذ إنقلاب على الحكم في قطر عام 1996، فتنت – فيما يبدو- نظام ابو ظبي ومن ثم توسع في اللعبة، ووسع أداوته بآستخدام سفارات الامارات في جميع الدول تقريبا، وأصبح طريقه لأي إدارة هو “المرتشون” يجندهم داخل الادارات والدوائر السياسية العليا والبرلمان في عدد من الدول لتنفيذ سياساته ودعمها، وظهر دور نظام أبوظبي بشكل كبير بعد أندلاع الثورات والاحتجاجات في العديد من الدول العربية عام 2011، والذي اطلق عليه إعلاميا إسم “الربيع العربي”، تدخل نظام أبوظبي بشكل كبير وملحوظ لأجهزة الاستخبارات، وواجه هذه الانتفاضات الجماهيرية ودعم عناصر عديدة في دول الاحتجاج وخاصة “مصر وتونس واليمن وليبيا” لإجهاض صعود المعارضة وساند الأنظمة المستبدة ضد هذا الحراك الشعبي.

وتابع “بل ووصل الدعم لصحفيين وإعلاميين في دول الاحتجاج وفي أوروبا، لتصوير الاحتجاجات على أنها “عصابات ارهابية” ولتحسين صورة “الانظمة المستبدة” وإظهارها كـ”ضحية”، وبالفعل استطاع بمساعدة آخرين أن يعيد الأنظمة القديمة في “مصر وتونس” والآن يعمل على إعادة نظام القذافي في ليبيا وفرض نجله “سيف الإسلام” كبديل لوالده.

 

وتابع: في اليمن أيضا، ومن أجل مخططاته ورؤيته يتعامل مع “الشيطان”، فنظام أبوظبي دعم تيارات مختلفة حتى العصابات المتطرفة في ليبيا دعمها لبسط سيطرته، وهذا الأمر معلوم جيدا لأجهزة الاستخبارات الدولية، وأي تحركات لقيادات إماراتيون وحتى البعثات الدبلوماسية الإماراتية دائما موضوعة تحت رقابة مشددة بسبب الولع الشديد لنظام أبوظبي بلعبة “تحريك الدمى” التي بدأت تتكشف مؤخرا، وقريبا سوف تظهر الكثير من الخفايا التي تتعمد أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية تسريبها للصحافة لفضح هذا الدور المشبوه أمام الرأي العام الدولي، كوسيلة “ناعمة” للمواجهة.