موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

سجون الإمارات تحرم سيدة أردنية من لقاء ابنيها قبل وفاتها

455

استعرض مركز مناصرة معتقلي الإمارات، قصة السيدة الأردنية منال محيلان التي حرمتها سجون الإمارات حتى الآن من لقاء ابنيها قبل وفاتها في ظل تدهور خطير على حالتها الصحية.

ومنذ عامين، تناشد محيلان السلطات الإماراتية بالعفو على ابنيها ياسر وعبدالله أبوبكر المعتقلين في السجون الإماراتية، حيث خاطبت محيلان أمراء وشيوخ الدولة الخليجية، الذين وصفتهم بأهل العفو والتسامح، راجية منهم العفو عنهما، والسماح لها برؤيتهما قبل وفاتها.

في مناشدة لها جاءت ضمن تقرير تلفزيوني، ذرفت السيدة منال الدموع بحرارة، وهي الدموع التي حركت قلوب الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهزت مشاعر من كل تابع اللقاء، وأدت إلى انطلاق حملة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأردنيين في السجون الإماراتية.

وقد شارك بهذه الحملة، حفيدة السيدة منال، حيث ظهرت تاليا ابنة المعتقل الأردني ياسر التي لم يتجاوز عمرها حينذاك السابعة في مقطع فيديو، وهي تحتضن صورة والدها، وتخاطبه بالقول إنها تحبه، وتخبره بأنها تخرجت من الروضة.

وقد رد ياسر على رسالة ابنته، بقصيدة شعرية مرهفة، قال فيها:

قـولـوا لـهـا إنـي سمعـت كلامهـا

غـص الـفـؤاد وأعقبتهـا عبـرتـي

يا طفلتي يـا مـن حُرمـت لقاءهـا

هل من سبيلٍ كي أكفكف دمعتي

ورغم النجاح والتفاعل الكبير الذي حظيت به حملة المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها لم تنجح في تغيير الوضع، حيث لم تحرك السلطات الإماراتية ساكناً، ولم تكترث بكل المناشدات الإنسانية التي أطلقها الأهالي والمتضامنون.

في الواقع، صحيح أن وضع ياسر وعبدالله لم يتغير، حيث مازالا يقبعان في سجن الوثبة الإماراتي بسبب تداول فيديو على تطبيق “واتساب”، لكن وضع والدتهما السيدة منال قد تغير.

إذ تمكن السرطان من النيل منها بعدما انتشر في أنحاء جسدها، ودخلت قبل أيام في غيبوبة تامة بعد عملية أجريت لها لإزالة أكثر من ورم خبيث في دماغها.

ونظراً لوضعها الصحي المتدهور، لا يبدو أن السيدة منال سوف تدرك أمنيتها بلقاء ولديها قبل أن تموت، بل إن ولديها قد لا يحظيان حتى بفرصة لوداع والدتهما حتى بعد وفاتها، ومما يضيف إلى هذه القصة بُعداً أكثر مأساوية هو المصير المجهول الذي ينتظر أحفادها الذين أصبحوا بلا أبٍ ولا جدة.

فالسيدة منال، كانت تخفف عن أحفادها ألم فراق الأب، وتعاملهم مثل أبنائها، وكانت تقول دائماً: “إنها تحمل على عاتقها مسؤولية أحفادها الحزينين دائمًا على أبويهم”، لكن هذا الحمل الثقيل ومرض السرطان تمكنا من جسدها النحيل.

بالطبع، فإن الجميع يتمنى للسيدة منال الشفاء والتعافي، وأن تخرج من هذه الغيبوبة، وأن يتحقق منالها بلقاء ولديها، لكن قصتها وولديها، تسلط الضوء مرة أخرى على معاناة أهالي المعتقلين في الإمارات، وعلى الضريبة الكبيرة التي يدفعون ثمنها.

فياسر وعبدالله لم يرتكبا أي جريمة، فهما لم يقتلا أحداً، ولم يسرقا، وكل ذنبهما أنهما قالا رأيهما على مجموعة “واتساب” خاصة، وهي جريمة لا تغتفر بالنسبة للسلطات الإماراتية، فلو كان ياسر مثلاً، لصاً أو قاتلاً لخرج من السجن بالعفو الذي توزعه السلطات كل عام، أو بعدما قضى ثلثي مدة محكوميته.

لكن لأنه قال رأيه، فإن السلطات الإماراتية لن تسمح له بالخروج من السجن قبل يوم واحد من إتمام مدة محكوميته، بل ربما يسجن لمدة أطول، ويجب أن يدفع ثمن هذا الرأي كل العائلة من أبناء وآباء وأمهات.

فمنذ 7 سنوات تعيش السيدة منال وحيدة، دون ولديها، تنتظر رأفة السلطات الإماراتية عليها، أو تدخّل الحكومة الأردنية، بينما يعيش الأبناء الذين كانوا رضّعاً حين سجن الأبوان يحلمون برؤيتهما أو لمسهما مثلما يفعل الآخرون.

ويبدو أنه في عالم الاستبداد لا مكان للأحلام مهما كانت بسيطة، ولا مكان حتى للحياة العادية، فلقاء الوالد أو الابن سيغدو أكبر أحلامنا في هذه الحياة، وسيدفع الجميع ضريبة الكلمة، حتى لو لم يقلها، وسوف يعيش الجميع مناشداً أو مترجياً للسلطة بأن تشعر بقليل من الرحمة.