موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإعلام الأمريكي يفضح أسرار قصور حكام الإمارات

269

سلط الإعلام الأمريكي الأضواء على أسرار قصور حكام دولة الإمارات لا سيما نائب رئيس الدولة حاكم دبي محمد بن راشد على إثر تكرار فضائح هروب زوجته وابنتيه من واقع القمع.

وأجرى برنامج (60 دقيقة) على قناة “سي بي أس” الأميركية، مقابلة حصرية مع أحد المطلعين على القصر، كاشفاً عن أسرار لم تُنشر من قبل عن العائلة المالكة.

وكسر “ماركوس الصابري”، المقرب من العائلة المالكة في دبي خاصة الأميرات شمسة ولطيفة ابنتا محمد بن راشد، صمته في محاولة لمساعدة الأميرات، اللاتي يخشى أن يكُنّ في خطر.

وأخبر “الصابري” من المنفى مراسل “ستين دقيقة” توم شتاينفورت أنه “أمل آخر” لمساعدة الأميرات. مضيفاً: “لم أستطع النوم ليلا..يجب أن أفعل شيئًا”.

ولأول مرة، سيتحدث احد المطلعين على القصر في دبي عن الحياة داخل العائلة المالكة حيث يقول إن حريات النساء مقيدة بشدة وهناك عواقب وخيمة بالنسبة لأولئك الذين يجرؤون على تحدي أولئك الموجودين في السلطة.

ويقول: “إذا بقيت هناك، فلا أعتقد أنه كان بإمكاني النجاة.”

تأتي المقابلة الحصرية –التي ستُعرض مساء الأحد- بعد أن احتلت عائلة دبي الملكية عناوين الصحف الدولية إثر هروب الأميرة هيا بنت الحسين زوجة حاكم دبي مع طفليها الصغار وطلبت اللجوء في لندن.

والأميرة هيا ليست أول من يحاول الهروب من العائلة الملكية في دبي.

ففي يوليو / تموز 2000، هربت الأميرة شمسة البالغة من العمر 18 عامًا إلى إنجلترا – حيث عاشت الحرية قبل أسابيع فقط من العثور عليها وتم إعادتها قسراً إلى دبي.

وشمسة لا تزال مسجونة في دبي منذ ذلك الحين في ظرف ترتقي إلى الإخفاء القسري.

وفي العام الماضي، حاولت الأميرة لطيفة -ابنة الشيخ محمد- الفرار من دبي. لكن خطة هروبها غير العادية أحبطت عندما داهمت قوات الكوماندوز المسلحة القارب الذي كانت تستخدمه هي وصديقتها للوصول إلى الهند.وتم جرّ لطيفة، وأعادوها إلى دبي.

وقد شكل هروب الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين  ضربة قوية للإمارات فضح حقيقة “دولة السعادة” المزعومة بعيدا عن الصورة الكاذبة التي يصدرها الإعلام الإماراتي.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن هروب أميرة ثالثة من قصور حاكم دبي على الإمارات يوضح للعالم حقيقة صورة الدولة وحجم الانتهاكات ضد المرأة فيها.

وأوضحت الصحيفة أن انشقاق الأميرة هيا عن العائلة المالكة -ناهيك عن حوادث الهرب الأقل شهرةً لنساءٍ هربن من الإمارات مدَّعين تعرُّضهن للعنف المنزلي فيها- هو على الأقل مناسبةٌ جيدة لتأمل الصورة التي ترسمها الإمارات لنفسها، بصفتها جزيرةً وملاذاً لحقوق المرأة وسط خليجٍ يقمع النساء.

وترصد هبة زيادين، بصفتها باحثة في شؤون الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية، في مقال رأيٍ جديد، أنَّ النساء تعانين أيضاً من التمييز في حالات الطلاق.

وفي إشارة إلى اصطحاب الأميرة هيا طفليها في الوقت الراهن، كتبت هبة: “هناك أمهات عديدات في الإمارات خسرن معركة حضانة أطفالهن بعد الطلاق”.

ومن الواضح أن العاملات المهاجرات في الإمارات يواجهن صنوفاً إضافية من الفظائع، تتراوح بين أجورٍ لا تُدفَع وأيام عملٍ ممتدَّة لحدٍّ لا يُطاق، ووصولاً إلى العنف الجسدي والجنسي.

ومن حسن الحظ أنَّ الواقع المروّع للحياة في الإمارات هو أمرٌ لا يستعصي حلُّه بقليل من الدعاية القوية، حيث تضخُّ المنافذ الإعلامية الإماراتية باستمرارٍ تغطيةٍ برَّاقة لتعهُّداتٍ تقدُّمية مُفترضة يتقدَّم بها النظام الإماراتي، بينما تولِي أكثر اهتمامها إلى تصوير الإمارات بأنها “أحد أسعد البلاد في العالم”.

ويفترض أن جزءاً من هذا يُعزى إلى وجود وزير دولةٍ للسعادة وجودة الحياة، وهو منصب -مثلما هو متوقع- تشغله امرأة.

لكن على أرض الواقع لا شيء يشي بالسعادة، فالإمارات دولة بوليسية يخضع كلُّ فردٍ فيها للمراقبةٍ دون توقُّف، وتُحرَّم فيها حرية التعبير وغيرها من الحقوق الإنسانية الأساسية.

من جانبها، تتفاخر البوابة الرسمية للحكومة الإماراتية بأنَّ البلاد قد “افتتحت أوَّل كليةٍ عسكرية للنساء في المنطقة، مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية”. وفي نهاية الأمر يصبح تمكين النساء، مثلما هو في الولايات المتحدة، معزَّزاً في المقام الأول بتكافؤ الفرص في القتل.

لكنِّي أراهن بأنَّ ضحايا النساء اللائي لا حصر لهنّ -واللائي سقطن في مهرجان القتل الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن بدعمٍ من الغرب- لا يقنعهن الالتزام الإماراتي الغامر بجودة حياة المرأة.

لا شك أنَّ الغرب حريصٌ على دعم صورة الإمارات الحداثية والمتحضرة من كل جانب، بدءاً من مجمَّعاتٍ تجارية ذات مراكز تزلج على الجليد، ووصولاً إلى حقوق المرأة، إذ إنَّه يُسهّل تبريرات عقد تعاوناتٍ عسكرية شائنة معها.

وفي واقع الأمر، تعتبر الإمارات مجتمعاً نموذجياً فيما يتعلَّق بتبنّي الرأسمالية العسكرية التي تنجذب لها أقلية النُّخبة العالمية بشدة، التي يسرُّها تورية وحشيتها الدفينة.

ومؤخرا احتفى محمد بن راشد بقرارٍ جديد يخصِّص للنساء 50% من مقاعد المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، قائلاً على موقع تويتر: “المرأة نصف المجتمع وتستحق أن تمثل هذا النصف”.

لكن بحسب الصحيفة الأمريكية فإن المحنة التي تواجهها النساء المرفَّهات من أفراد عائلة الحاكم نفسه، ترينا أنَّ النصف لا يعني المساواة بالنسبة لدولة انتهاكات جسيمة مثل الإمارات.