موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: تطبيع الإمارات وإسرائيل.. تكريس الانفلات من أي قوانين دولية

199

أثبتت الاتفاقيات المتتالية التي أبرمها النظام الحاكم في دولة الإمارات مع إسرائيل ضمن اتفاق إشهار عار التطبيع تكريس أبو ظبي الانفلات من أي قوانين دولية وأخر ذلك استيراد منتجات المستوطنات بما في ذلك الخمور.

وأبرزت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن الحكومة الإماراتية وقعت اتفاقا لاستيراد نبيذ تصنعه شركة إسرائيلية في هضبة الجولان السورية المحتلة.

ويعاكس القرار الإماراتي المستهجن اتجاها لدول الاتحاد الأوروبي (ودول العالم) لمقاطعة منتجات المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967، والتي تضم الجولان والضفة الغربية والقدس، وذلك عبر إزالة هذه المنتجات أو وضع علامات على المنتجات تفيد بأنها مصنوعة في مستوطنات غير شرعيّة مقامة على أراض محتلة.

يشير القرار الأخير إلى أن اتفاق أبو ظبي مع إسرائيل لا يتعلّق بـ”التطبيع” مع إسرائيل فحسب، بل يتعلّق، على ما نرى، بالانفلات من أي قوانين دولية، سياسية أو ثقافية، ومن أي شرع دينيّة، ومن أي منطق اعتباريّ لانتماء مواطنيها أنفسهم، أو لكرامة العرب الذين تحتلّ إسرائيل أراضيهم، أو لحقوق الفلسطينيين الموجودين تحت سماء القمع الإسرائيلي.

ورأت صحيفة “القدس العربي” الصادرة من لندن، أن الأغلب أن حكام أبو ظبي اعتبروا الاحتماء بالمظلة الإسرائيلية يعطيهم الحصانة من عواقب كسر المحرّمات السياسية كلّها، بحيث يتضح أن الأمر ليس “اتفاق سلام” مزعوم فحسب بل تبنيا متفانيا لمصالح إسرائيل، وتبنيا لمفهوم الاحتلال الاستيطاني والرؤية بمنظاره.

فما الضرورة، والحال هذه، لأخذ الاعتبار لكون الجولان أرضا محتلة ما دامت إسرائيل قد أعلنت ضمها، وما الضرورة لاحتساب رأي سكانها أنفسهم من مستوطنة تقوم بإنتاج النبيذ من كرومهم المسروقة، وما هي الضرورة لأي لباقة كانت حين يجمع حكام أبو ظبي بين تحدّي المحرّمات السياسية والاستهزاء بالمشاعر الدينية في وقت واحد؟

يجري كل هذا في وقت يقوم فيه مستوطنون إسرائيليون باستهداف موسم الزيتون، والذي تحوّل في عشرات القرى الفلسطينية إلى خطر يهدد الحياة بسبب وجود أشجار الزيتون قرب مستوطنات، أو بؤر استيطانية لمستوطنين متطرفين يعملون على سرقة أراض فلسطينية جديدة وينتهزون فرصة موسم الزيتون لإرهاب الفلسطينيين وترويعهم ومحاولة اقتلاع أكبر عدد ممكن من الأشجار، التي تشكل مصدر رزق للمزارعين، إضافة إلى كونها ثقافة تكوّنت عبر آلاف السنين، وأسّها هو التمسك بالأرض والتجذر فيها.

يقوم الجيش الإسرائيلي خلال هذا الموسم بدعم المستوطنين بأشكال مختلفة، منها منع وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، بدعوى “منع الاحتكاك” مع زعران المستوطنين، ولا يسمح للفلاحين الفلسطينيين بزيارة أراضيهم إلا عدة مرات في السنة، وبعد بناء جدار الفصل العنصري، صار وصول هؤلاء إلى عشرات آلاف الدونمات من أراضيهم الخصبة يتم عبر 74 حاجزا أغلبها بوابات موسمية تفتح بضعة أيام في السنة، كما يحتاج الوصول لتصاريح دخول يتم حجبها وتقليلها سنة بعد أخرى.

تقوم أبو ظبي، من حيث المبدأ إذن، بدعم سرقة أراضي العرب والفلسطينيين المحتلة، وتساهم في “المجهود الحربي” الإسرائيلي ضد من جرى احتلال أراضيهم، وفي دعم إجرام المستوطنين، فتشرب نبيذ المستوطنات وتقلع زيتون الفلسطينيين.