موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فشل ذريع مبكر للإمارات في قيادة مفاوضات المناخ خلال كوب 28

524

يجمع مراقبون دوليون على أن دولة الإمارات سجلت فشلا ذريعا بشكل مبكر في قيادة مفاوضات المناخ عشية استضافتها مؤتمر أطراف المناخ كوب 28 المقرر نهاية العام الجاري.

وبرز بهذا الصدد مطالبة عشرات المشرعين الأوروبيين والأمريكيين بإقالة مبعوث المناخ الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي، سلطان أحمد الجابر، من منصب رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 28”.

وأورد موقع “المونيتور” الأمريكي بأنه من غير المرجح استجابة دولة الإمارات لهذه المطالب التي صدرت عن أكثر من 130 عضوًا في الكونجرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي.

ودعا هؤلاء الجابر، إلى التنحي عن رئاسة المؤتمر لكونه رئيسا تنفيذيا لإحدى أكبر شركات النفط في العالم، إضافة إلى رئاسته مجلس إدارة شركة مصدر، وهي شركة إماراتية للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

وفي رسالة مشتركة، موجهة إلى الأمم المتحدة، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، حذر السياسيون، ومعظمهم من الأحزاب التقدمية، من أن شركات الوقود الأحفوري تمارس “تأثيرًا لا داعي له” على محادثات المناخ.

وذكر الموقعون على الرسالة أن قرار تسمية الجابر رئيسا لمؤتمر المناخ وهو رئيس لشركة أعلنت مؤخرًا عن خطط لإضافة 7.6 مليار برميل من النفط إلى إنتاجها في السنوات المقبلة، يجازف بتقويض المفاوضات حول مكافحة تغير المناخ.

كما طالب المشرعون بأن تتخذ الأمم المتحدة تدابير جديدة للحد من تأثير الشركات على مؤتمرات المناخ المستقبلية، خاصة من صناعة الوقود الأحفوري.

وكان من بين الموقعين على الرسالة، السيناتور الأمريكي، بيرني ساندرز، بالإضافة إلى أعضاء حزب الخضر في البرلمان الأوروبي.

لكن سانام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، تستبعد استجابة الإمارات للتحرك المعارض لرئاسة جابر مؤتمر المناخ.

فالإمارات تتطلع إلى تنويع اقتصادها بينما تقود مسؤولية تغير المناخ في “كوب 28″، ولا ترى أي نفاق في اختيار الجابر لرئاسة المؤتمر، بل ترى دوره مهما “للتواصل وخلق دعم لشركات الطاقة”، بحسب سانام.

وفي السياق، قال توم إيفانز، مستشار السياسات في برنامج E3G للدبلوماسية المناخية والجغرافيا السياسية، إن رسالة المطالبين بإقالة الجابر تظهر أن الإمارات “لم تبن ثقة كافية تمكنها من قيادة المفاوضات بطريقة عادلة. وبروح من الطموح العالي لنتائج المناخ، وخالية من التحيز المتأصل في اقتصادها المحلي الذي يقوده الوقود الأحفوري”.

ومع ذلك، استبعد إيفانز أن تغير الإمارات رئيس المؤتمر قبل محادثات المناخ، مع تأكيده أن أبوظبي ستحتاج إلى “تغيير نهجها تجاه مؤتمر الأطراف”.

وأوضح: “لبناء الثقة في رئاستها، وكذلك بناء الثقة في نزاهة المفاوضات، سيكون من الأهمية بمكان أن تظهر الإمارات قيادة مناخية حقيقية في دبلوماسيتها”.

وتشمل هذه القيادة إطلاق “حملة عالمية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، وجمع تمويل جديد لتحولات الطاقة في الاقتصادات النامية من ثروة الإمارات السيادية الهائلة، وريادة تمويل جديد للبلدان الضعيفة، المنكوبة بكارثة مناخية، مثل فرض ضرائب على الوقود الأحفوري”، حسبما يرى إيفانز.

وأشار إلى أن هذه هي الطرق العملية التي يمكن من خلالها لدولة الإمارات أن ترد بمصداقية على منتقديها، بينما تدفع الدول لتحقيق نتائج عالية الطموح في “كوب 28”

وهذه ليست المرة الأولى التي يحتج فيها السياسيون الغربيون على تعيين الجابر رئيسًا لمؤتمر المناخ 28، فبعد فترة وجيزة من تعيينه، في يناير/كانون الثاني، أرسل 27 عضوًا ديمقراطيًا في الكونجرس رسالة إلى المبعوث الأمريكي للمناخ، وزير الخارجية الأسبق، جون كيري، يطالبون فيها بضرورة سحب الإمارات لاختيارها.