موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير: القصة الكاملة لأطماع الإمارات التاريخية في موانئ اليمن

193

تحت ستار “التحالف العربي” واستعادة الشرعية عادت الإمارات إلى اليمن لإدراك ما فاتها من أطماع قديمة في السيطرة على الموانئ اليمينة خدمة لأطماعها وخططها العدوانية في التوسع.

ولم تولد أطماع الإمارات فقط مع اندلاع “عاصفة الحزم” إذ في واقع الخال لم ترفع أبو ظبي تاريخي عينها لعقود عن موانئ اليمن وتحديدا ميناء عدن.

وسبق أن احتل ميناء عدن المركز الثاني عالميا بعد ميناء نيويورك في خمسينيات القرن الماضي إبان الاحتلال البريطاني وذلك بفضل موقعه المتميز وعمق مدخله ووفرة الموارد البشرية المحلية منخفضة الكلفة.

وتلك العوامل ليست كلها إلا جاذبا من مزايا ميناء عدن التي تؤهله بجدارة لمنافسة ميناء دبي والتأثير على صدارته الإقليمية.

في عقد التسعينيات وعقب الوحدة اليمنية أقرت صنعاء إنشاء منطقة تجارة حرة في عدن يتهم مسؤولون يمنيون سابقون الإمارات بتعطيل المفاوضات مع شركات عالمية لتطوير ميناء عدن وتشغيل المنطقة الحرة.

ولاحقا اضطرت الحكومة اليمنية للتعامل مع شركة موانئ دبي التي تعمدت المماطلة في تطوير الميناء والمنطقة الحرة.

ثم وفي عام 2008 استحوذت الإمارات عبر شركة موانئ دبي على ميناء عدن ومنطقته الحرة باتفاقية اعتبرت مجحفة مع نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح لكنها لم تف بالتزاماتها تجاه تطوير الميناء إلى أن تراجع نشاطه بشكل ملحوظ.

ويرى محللون أن هذا طبيعي فلن تسعد أبو ظبي بميناء متطور في عدن ينافس دبي حتى لو كانت هي من يديره.

ثم بعد الثورة اليمنية ألغى الرئيس اليمني منصور هادي اتفاقية الاستحواذ الإماراتية عام 2012 بسبب ضغوط شعبية.

ويعزو مراقبون الجفاء الإماراتي إزاء الرئيس الشرعي لهذا السبب الذي يفسر به يمنيون عدة محاولات اغتيال تعرض لها وزير النقل اليمني في العام نفسه.

بعد هذه الخلفيات تمشي عاصفة الحزم فرصة ذهبية لتجديد العبث الإماراتي في المقدرات اليمنية بل ابتلاعها بالكامل في ظل سيولة المشهد السياسي والعسكري وهي سيولة كانت الإمارات عمليا أحرص على استبقائها لأطول فترة لإذكاء نعرات الانفصال واصطناع مليشيات موالية حتى يكتمل ابتلاعها لموانئ اليمن كلها لا عدن وحسب.

حصاد سنوات ثلاث بعد عاصفة الحزم أفضى إلى سيطرة الإمارات على خمسة موانئ يمنية تجارية ونفطية من أصل ثمانية موانئ تتبعت الإمارات موانئ اليمن المستعادة من قبضة الحوثيين ابتلعتها واحدا وراء الآخر ميناء المخا التاريخي على البحر الأحمر أستعيد مطلع 2017 لكنه لم يعاود نشاطه بل تحول لمقر عسكري إماراتي رغم أهميته البالغة ليس فقط لآلاف السكان الذين كانوا يعتمدون عليه كمصدر دخل بل لإدخال البضائع والمساعدات في ظل سيطرة الحوثيين على الحديدة.

وجنوب المخا هناك مضيق باب المندب بكل أهميته الإستراتيجية العالمية ولا تفتر جهود الإمارات في إحكام السيطرة عليه من الجانبين اليمني والإفريقي في اليمن.

سيطرت الإمارات على ذباب وجزيرة ميون المتحكمة في المضيق لكن الجيران الأفارقة غرب المضيق شرعوا مؤخرا في فك الارتباط مع الشركة الإماراتية كما حدث في الصومال وجيبوتي وهي مواقف بدأت تثير الشارع اليمني تجاه الدعوة للتخلص من وطأة النفوذ الإماراتي وسط عجز كامل للحكومة الشرعية وصمت مريب من القيادة المفترضة للتحالف العربي..