موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

باحث كندي: أبوظبي لا تأبه بتخريب وتدمير دول من أجل تحقيق مطامعها

216

نشر موقع “مونديلزاسيون” للأبحاث والدراسات الكندي دراسة للباحث أندرو كوريبكو، وصف فيها الإمارات بـ”المحتل”، وأن أبوظبي تسير وفق سياسة “ميكافيلية” أنانية للسيطرة على بؤر حيوية حول العالم، وقد يلزم الأمر في كثير من الأحيان لتخريب دول وتدميرها بالكامل من أجل الحصول على المكاسب السياسية وفرض السيطرة “الإحتلالية” على بؤر جغرافية مهمة كما هو الحال في جيبوتي، التي طردت منها مؤخرا وانتزعت سيطرتها على ميناءها البحري الحيوي.

إحتلال إماراتي
وذكر الباحث أندرو كوريبكو، في دراسته، المنشورة على موقع مونديلزاسيون الكندي الصادر باللغة الفرنسية، أن توازن القوة في القرن الإفريقي عرضة للتهديد قريباً بسبب الوضع الداخلي المتأزم في جيبوتي، حيث تصر دولة الإمارات على السيطرة على مينائها البحري ولو بالقوة العسكرية، وذلك بعد أن قامت جيبوتي الشهر الماضي بطرد شركة موانئ دبي من الميناء، لأسباب عديدة سياسية واقتصادية.

وأضاف الكاتب، أن قرار جيبوتي بطرد شركة الموانئ الإماراتية، من أكبر محطة للحاويات البحرية في جيبوتي، جاء بعد نزاع مرير على مدى عدة سنوات أسفر عن إدانة أبوظبي بـ”الإستيلاء غير القانوني على أصول الميناء” وبعد هذه الإهانة التجارية الكبرى للإمارات، قررت الولايات المتحدة دعم حليفتها الإمارات لإعادة السيطرة على هذا الميناء الحيوي، وبدأت مماحكات وتصريحات عدائية من جانب مسؤولين أمريكيين ضد جيبوتي بدافع أو تحريض مباشر من الإمارات.

أهمية جغرافية
وأشار الكاتب الى أن جيبوتي تتمتع بأهمية عالمية بسبب موقعها الحيوي على مضيق “باب المندب” الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ويعمل كنقطة عبور بحري بين أوروبا وآسيا، وإلى جانب الولايات المتحدة والصين، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، وقريبا السعودية لديها قواعد عسكرية في البلاد.

كما تعتبر جيبوتي هي المحطة النهائية لسكة حديد جيبوتي التي تعمل بشكل أساسي كـ “CPEC في الصين” أو طريق الحرير في القرن الإفريقي، وهي أحد الأسباب الاستراتيجية التي جعلت الصين تفتتح أول قاعدة عسكرية لها في العالم خارج حدودها في جيبوتي، ولهذه المعطيات وغيرها، يمكن أن نتنبأ بأن فترة من عدم الاستقرار الهيكلي سوف يشهدها القرن الإفريقي بسبب عدم الإستقرار المحتمل لجيبوتي، التي من المرجح أن الإمارات وحلفاءها سوف يضغطون عليها لتغيير رأي حكومتها فيما يخص سيطرة مؤانيء دبي من جديد على مينائها البحري الحيوي، حيث تقترح واشنطن بالفعل أنها قد تعتبر طرد الإمارات “تهديداً لأمنها القومي” ولمصالحها، بينما تزعم أبو ظبي أن ما حدث لا يختلف عن السطو المسلح لواحد من أصولها الأكثر قيمة، وقد تم تأسيس قواعد لهذين البلدين للتعاون وتوجيه الاتهام إلى جيبوتي على ما قامت به.

حرب وشيكة
ونبه الباحث كوريبكو، المجتمع الدولي من إحتمال تحويل القرن الإفريقي إلى نسخة من حرب “البلقان” قبل الحرب العالمية الأولى، هذا بمعنى أنه يمكن تفعيل شبكة من التحالفات واسعة النطاق عسكريا، فالخياران الأكثر واقعية وربما المرتبطين بالتحالف بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات ضد جيبوتي يوحيان بأنه يمكن إندلاع أزمة واسعة بسبب سوء التقدير، ناهيك عن النية “الميكافيلية” للإمارات من أجل فرض السيطرة على بؤر جغرافية تعتبرها مهمة لها حول العالم.

وحول السيناريوهات المتوقعة يقول الباحث، إن ميناء جيبوتي مهم للغاية بالنسبة للإمارات وحلفائها، وبالتالي فإن زعزعة الإستقرار في جيبوتي أمر وارد بنسبة كبيرة جدا، وهذه الإضطرابات في جيبوتي يمكن أن تؤثر على المصالح الصينية في القرن الإفريقي، وبالتالي فإن بكين لن تقف مكتوفة الإيدي، لا سيما أن لها قواعد عسكرية في جيبوتي مهمتها الأولى حماية مصالح الصين في القرن الإفريقي، لذلك فإن الصين الآن مرشحة للتوسط بين جميع الأطراف المتنازعة على الميناء الحيوي في البلاد كخيار أول، ومن ثم سوف تدفع دبلوماسيتها لحل النزاعات والتوترات التي قد تهدد مسار “طريق الحرير” ومحاولة اعادة السلام لهذه المنطقة.

فالعواقب العالمية للجهود العسكرية والدبلوماسية الصينية الرامية إلى تأمين وتعزيز السلام في القرن الإفريقي يمكن أن تسمح لبكين بأن تصبح قوة استقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلباً وتسهل أعمالها، إلى جانب الاندماج في النظام العالمي متعدد الأقطاب، وإذا لم يتحقق السلام والهدوء بالطرق الدبلوماسية فستكون الحرب هي الخيار الثاني الذي لا مفر منه.