موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

باحث أمريكي: تمرد خفي لطحنون بن زايد ضد رئيس الإمارات الجديد

890

كشف باحث أمريكي عن تمرد خفي لطحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات ضد شقيقه رئيس الإمارات الجديد محمد بن زايد على خلفية الصراع على منصب ولاية عهد أبوظبي.

وقال الأكاديمي الأمريكي ثيودور كاراسيك، المستشار الأول في مؤسسة دراسات دول الخليج في واشنطن في تصريحات تلفزيونية، إن كل المؤشرات تدل على سعي محمد بن زايد لتعيين نجله الأكبر خالد في منصب ولي العهد وبالتالي التمهيد لخلافته في رئاسة الإمارات.

وذكر كاراسيك أن أمر تعيين خالد بن محمد بن زايد تبدو معقدة وتتعلّق حقاً بما إذا كان أبناء فاطمة يرون أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للانتقال إلى الجيل القادم من قادة أبو ظبي، وهو جيل أحفاد زايد.

وأكد أن طحنون بن زايد يعبّر عن بعض القلق وربما يتمرد في الخفاء، رغم أنه لا يزال من المرجح أن يتم حلّ المشكلات ويتخذ محمد بن زايد القرار النهائي بالفعل.

وبعد إعلان وفاة خليفة بن زايد رسميا الشهر الماضي بعد سنوات طويلة من تغييبه عن المشهد، لم يكن تفكير المتابعين للشأن الخليجي، في هوية خليفته.

إّ كان بديهياً أن ولي العهد محمد بن زايد، الذي يدير البلاد فعلياً منذ مرض أخيه في 2014، هو الحاكم القادم. لكن الأنظار كانت ولا تزال تترقب من سيعقب الرئيس الجديد في ولاية عهد إمارة أبو ظبي، وسيكون الحاكم القادم.

ولا شك أن تأخر تسمية ولي عهد أبو ظبي يشير إلى أن الأمر ليس محسوباً، كتولّي محمد بن زايد رئاسة البلاد.

ومع ذلك، ليس من المتوقع أن يظل هذا المنصب شاغراً حتى وقت طويل، لأنه مؤشر على الاستقرار في هذا الإمارة الغنية بالنفط.

صحيح أن محمد بن زايد البالغ من العمر 61 عاماً، لا يزال في وضع صحي يبدو جيداً للغاية، ولا تظهر عليه أي مظاهر تعب أو مرض، ما يعني أن الرجل قد يستمر في الحكم فترةً قد تصل إلى عقدين على الأقل، لكن احتمال حدوث أي انتكاسة أمر وارد على غرار أخيه الراحل في 2015.

وتدور الترشيحات لمنصب ولي عهد أبو ظبي بين نجل الرئيس الحالي خالد بن محمد بن زايد، وخمسة أشقاء أقوياء لمحمد بن زايد، معروفين باسم “بني فاطمة الستة”، في إشارة إلى والدتهم، وهم طحنون ومنصور وعبد الله الذي يشغل منصب وزير الخارجية، وهزاع وحمدان.

وكان مؤسس الإمارات زايد، قد قال قبل عقدين من الزمن، إن الخلافة يجب أن تمر من خلال أبنائه، لكن الكثيرين يتوقعون أن يختار الرئيس الحالي نجله الأكبر خالد ويضرب بوصية والده عرض الحائط.

وفي 19 أيار/ مايو الحالي، قال الكاتب سيمون كير، في صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، إن صغر سن محمد بن زايد، سيجعل أبناءه خياراً أكثر ترجيحاً من إخوته.

ونقل عن كريستوفر ديفيدسون، الزميل المشارك في “جمعية هنري جاكسون”، وهي مؤسسة تفكير في السياسة الخارجية والأمن القومي عبر المحيط الأطلسي، ومقرها في المملكة المتحدة، أن محمد بن زايد يتمتع بحرية التصرف “غداً أو العام المقبل”، لكنه قد يقوم “بتهدئة الغبار”، مما يوفر بعض الوقت لابنه.

وبرأيه، يمكن لمحمد بن زايد، أن يأخذ “ورقةً من كتاب قواعد والده”، ويرشح أحد أشقائه ولياً للعهد، وابنه نائباً لولي العهد.

وعيّن زايد نجله الراحل خليفة ولياً للعهد بعد سنوات قليلة من تبوّئه رئاسة الإمارات في عام 1966، وقبل وفاته عيّن محمد بن زايد نائباً لولي العهد في عملية شابها الكثير من الجدل واتهامات التزوير.

وتؤكد الباحثة الإيطالية سينزيا بيانكو، زميلة المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن اختيار نجل الرئيس سيكون بمثابة تحوّل مهم نحو المركزية المفرطة للسلطة في أيدي أفراد الأسرة الداخلية لمحمد بن زايد.

ووفقاً لصحيفة فايننشال تايمز، فإن خالد بن زايد يهدد بقاء طحنون، ونقلت عن مستشار غربي السؤال التالي: “هل ظهور جيل جديد من القادة يعني أن مسؤوليات طحنون يمكن أن تتضاءل؟”.

ويروج خالد لنفسه كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت، من خلال صفحات تحمل اسم “محبي الشيخ خالد”.

ومن بين المرشحين لهذا المنصب أيضاً، منصور، نائب رئيس الوزراء، ومالك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، وهو معروف بمصالحه التجارية الواسعة، لكنه ارتبط بفضائح مالية.

وبرز اسمه في الأسابيع الأخيرة بعدما نقلت وسائل الإعلام أنه يلعب دوراً في المساعدة في إدارة العلاقات مع الأثرياء الروس الذين يتطلّعون إلى نقل أموالهم إلى الإمارات.

اللافت أيضاً أن هزّاع، الذي انضم إلى جهاز أمن الدولة عام 1983، وتولّى رئاسته حتى عام 2006، يُعدّ أيضاً من المرشحين الأقوياء، وكان يشغل المنصب الذي يتولّاه حالياً طحنون، وفقاً لمرسوم صدر في عام 2016، وكان في 2010 نائباً لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.

إلّا أن تقارير عدة صدرت عام 2016، وتحدثت عن أن محمد بن زايد حدّ من صلاحيات هزّاع، بعد أن صعد نجمه بشكل كبير واستطاع أن يخلق لنفسه مكانةً مميزةً، إلا أن هذا الصعود تراجع وبدأ يتلاشى بعد تجريده من منصبه الأمني.

ويأتي الأخ الخامس عبد الله بن زايد، في مرتبة متأخرة بين المرشحين. وقد عُيّن وزيراً للإعلام والثقافة عام 1997، ثم انتقل إلى وزارة الخارجية عام 2006، وكان ممثل الإمارات في التوقيع على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

أخيراً، حمدان بن زايد ممثل الحاكم في منطقة الظفرة في أبو ظبي، والذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء. وبالرغم من أن اسمه لم يَرِد ضمن الأسماء المرشحة بقوّة لشغل هذا المنصب، إلا أنه يظل أحد أبناء فاطمة.