موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تضرب بعرض الحائط الحظر الدولي لتوريد السلاح إلى ليبيا

227

يصر النظام الحاكم في دولة الإمارات على أن يضرب بعرض الحائط الحظر الدولي بشأن توريد السلاح إلى ليبيا خدمة لمؤامرته في نشر الفوضى والتخريب في البلاد ونهب ثرواتها ومقدراتها.

ويواصل النظام الإماراتي إغراق ليبيا بالسلاح، دعماً لميليشيات حليفه مجرم الحرب خليفة حفتر، على الرغم من موافقتها على مخرجات قمة برلين التي تعهّد خلالها المشاركون في القمة، بوقف التدخلات الخارجية في ليبيا التي تغذي الصراع.

وكشف مراقبون لحركة الملاحة الجوية الدولية عن إقلاع “3 طائرات شحن من الإمارات العربية المتحدة متجهة إلى شرقي ليبيا مساء يوم الجمعة الماضي”.

وقالت مصادر برلمانية وعسكرية ليبية مقربة من حفتر، إن “الجديد في شحنات الأسلحة هو الكم وليس النوع، فلا يوجد جديد في نوعية الأسلحة الإماراتية التي تصل تباعاً لمواقع حفتر العسكرية شرق البلاد”، مؤكدة أن الإمارات أطلقت جسراً جوياً لنقل الأسلحة بكثافة بين قاعدة الظفرة الإماراتية وقاعدتَي الخادم، القريبة من قاعدة الرجمة مقر حفتر العسكري الرئيس، وبنينا في بنغازي.

وأوضحت المصادر أن الشحنات هي عبارة عن “عربات “تايغر”، وشحنات كبيرة من ذخيرة الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وطائرات مسيّرة”، لكنها كشفت عن زيادة في عدد منظومات الدفاع الجوي، ما يشير إلى توجس حفتر وحلفائه من خطر تدخل القوات التركية، التي تمتلك طائرات متقدمة يمكنها أن ترجح كفة قوات الحكومة في محيط طرابلس ومصراته.

وعن نقلها إلى مواقع القتال، أكدت المصادر أن عمليات النقل تتم ببطء، بسبب عدم انتهاء خطط حفتر لإعادة توزيع قواته في مواقعها الجديدة، تحسباً لتدخل تركي أو لتغير موازين المعركة، بعد حصول قوات الحكومة على معدات عسكرية تركية جديدة.

وبينما تؤكد معلومات المصادر رغبة حفتر في إشعال ميدان المعركة مجدداً، لم تتوفر على معلومات عن موعد إطلاق حربه الجديدة، في وقت تؤكد فيه انزعاجه الشديد من مساعي المجتمع الدولي لوقف عمليته العسكرية التي تستهدف السيطرة على طرابلس.

وتم الكشف أن الإمارات أرسلت في الفترة بين تاريخي 12 و26 يناير/ كانون الثاني، 37 طائرة شحن إلى ليبيا، وأن عدد الرحلات اليومية يتراوح بين رحلتين و3 رحلات، فيما أن عدد طائرات الشحن الإماراتية إلى قوات حفتر، ارتفع إلى 40 طائرة في الفترة من 12 كانون ثاني/يناير الماضي حتى الجمعة الماضي.

لكن عملية “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق، نشرت على صفحتها الرسمية صوراً لخريطة جوية تبين حركة “ثلاث طائرات شحن جوي عسكرية، تنطلق من الإمارات، إلى قاعدة الخادم التي تسيطر عليها الإمارات لدعم المجرم حفتر بشرق ليبيا”، وقالت إن رصدها تم “مساء السبت”، ما يشير إلى تزايد عمليات الشحن.

ونقلت قناة “ليبيا الأحرار” عن القائد الميداني بقوات حكومة الوفاق، يوسف الأمين، تأكيده مواصلة حفتر تحشيد المزيد من المقاتلين الأجانب على محاور القتال، “متجاهلاً الهدنة”.

وأكد الأمين رصد فرق الاستخبارات مرور تحشيدات حفتر عبر ممرات الإمداد، مشدداً على استعداد قوات الحكومة لصدّ أي تقدم.

3 طائرات شحن جوي عسكرية تنطلق من الامارات الي قاعدة الخادم الاماراتية التي تسيطر عليها الامارات لدعم المجرم حفتر بشرق ليبيا مساء اليوم.#بركان_الغضب ?✌

Posted by ‎عملية بركان الغضب‎ on Saturday, February 8, 2020

وقبل أيام أظهرت صور حديثة لآليات عسكرية تابعة لميليشيات حفتر أن الإمارات زودت الجنرال الليبي بآليات عسكرية لم يسبق أن شاركت في المواجهات الدائرة في ليبيا.

ويزيد ذلك من تعقيد الحرب الليبية ويدفع بالإمارات للواجهة كمشعل حرب في الدولة الأفريقية التي تعاني من اضطرابات منذ قرابة عقد من الزمان.

ونُشرت الصور عبر الحساب الرسمي في فيسبوك ل”كتيبة طارق بن زياد” التابع لـ”حفتر” والتي تتمركز في منطقة سرت وتستعد تلك المدرعات للمشاركة في العملية العسكرية ضد العاصمة الليبية طرابلس حيث تتواجد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

والمدرعات حسب خبراء عسكريين من طراز “إنكاس تيتان- دي إس أي بي سي INKAS TITAN-DS APC” وهي مصنعة من قبل شركة انكاس الإماراتية، ومقرها دبي.

وجرى الإعلان عنها للمرة الأولى في معرض الأسلحة اندكس عام2019 الذي أقيم بأبوظبي. وتعتمد المدرعة على هيكل من دودج الأميركية لصناعة السيارات، بحسب ما تقوله الشركة على موقعها الرسمي.

وكانت الإمارات قد اتفقت مع الأطراف الدولية المشاركة بمؤتمر برلين حول الوضع في ليبيا منتصف يناير/كانون الثاني 2020على وقف تصدير الأسلحة إلى ليبيا.

لكن الدولة لم تتوقف، فخلال الأسبوعين الأخيرين من نفس الشهر عززت أبوظبي بقوة دعمها لمعسكر حفتر، بما يقرب من ثلاثة آلاف طن من التجهيزات والمعدات، ما يعادل حجم ما زودته به خلال العام الماضي. حسب ما أفادت به نشرة “انتليجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية.

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية تلك المعلومات، متحدثة عن عشرات الرحلات الجوية القادمة من الإمارات إلى ليبيا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من شهر يناير/كانون الثاني الماضي، كانت تحمل أسلحة لدعم قوات حفتر، وهذه الرحلات عبَرت الأجواء المصرية.

ويشير تقرير جديد للأمم المتحدة مكون من 400 صفحة نشر العام الماضي إلى أن الإمارات استمرت بتزويد خليفة حفتر بالأسلحة في نقض لقرار مجلس الأمن الذي تم اتخاذه عام 2011 بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.

وفي 2019 -أيضاً- تم الكشف أكثر من مرة عن وجود أسلحة أمريكية بيعت للإمارات بيد المقاتلين التابعين لخلفية حفتر، ما أدى إلى فتح تحقيق أمريكي قد يؤدي إلى وقف المبيعات العسكرية الأمريكية لدولة الإمارات لانتهاك أبوظبي شروط المستخدم النهائي للسلاح.

وفي هذه الأثناء حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، خلال كلمته في افتتاح القمة الأفريقية بأديس أبابا أمس الأحد، من انحدار ليبيا نحو صراع أعمق وأكثر تدميراً، غذته مشاركة القوى الخارجية وفي مقدمتها الإمارات.

وقال: “على الرغم من بصيص الأمل الذي أتاحه مؤتمر برلين، إلا أن تعهد المجتمع الدولي بإنهاء التدخل الأجنبي لم يتحقق على الأرض”، مشيراً إلى أن استمرار تدفق الأسلحة وعودة العمليات العسكرية قد زاد من تعقيد الوضع الإنساني في البلاد.