موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الكشف عن توبيخ أمريكي للإمارات بسبب نقلها أسلحة حساسة إلى ميليشيات في ليبيا

169

كشفت تقارير بريطانية عن توبيخ وجهته الإدارة الأمريكية إلى الإمارات بسبب نقلها أسلحة حساسة إلى ميليشيات في ليبيا.

وقالت مجلة التايم البريطانية إن واشنطن وبخت الإمارات بعد محاولتها نقل إحدى بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع إلى ليبيا.

وذلك بعد غارة تركية على قاعدة عسكرية لقوات حفتر في سبتمبر/أيلول 2019 أدت إلى مقتل ثلاثة ضباط إماراتيين كانوا يعملون في نظام “صواريخ بانتسير” روسي الصنع.

وبحسب الصحيفة يثير السلوك الإماراتي الداعم لميليشيات “خليفة حفتر” في ليبيا، إلى جانب روسيا الكثير من الاستفهامات الأمريكية.

وهو سلوك غير منضبط وخطير كما يراه الأمريكيون، حتى في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتعتبر الإمارات دولة حليفة للولايات المتحدة، وأبرز مستوردي الأسلحة الأمريكي.

وكانت علاقة أبوظبي جيدة للغاية في ظل إدارة ترامب، لكن تحت السطح كانت تتعرض للتوبيخ المستمر.

وذلك بسبب سياستها في المنطقة وخاصة في ليبيا، ومن المتوقع أن يتصاعد هذا التوبيخ في ظل إدارة جو بايدن.

منح روسيا وصول للأسلحة الأمريكية

وقال مسؤولان أمريكيان إن الإمارات حاولت نقل إحدى بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع إلى ليبيا.

مما أثار توبيخًا من الولايات المتحدة إذ أن النشر ينتهك اتفاقية التصدير وربما يمنح روسيا إمكانية الوصول إلى النظام الأمريكي.

وأوقفت إدارة جو بايدن صفقة أسلحة للإمارات بما في ذلك طائرات F-35 التي سعت أبوظبي للحصول عليها منذ سنوات طويلة.

وبررت اتفاق التطبيع مع إسرائيل بالحصول على تلك الطائرات لكن التهور الإماراتي في المنطقة وإمكانية وصول التقنية لخصوم الولايات المتحدة التقليديين قد يؤدي إلى استمرار منع وصول التقنية الأمريكية إلى أبوظبي.

ليس ذلك فقط حيث أشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة في عهد بايدن تضغط على الإمارات بعد تقارير لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقول إن أبوظبي تدفع مقابل نشر المرتزقة الروس للقتال في صف حفتر.

وسبق أن الإمارات في عدة مناسبات تعرضت للتوبيخ الأمريكي بسبب دعم المرتزقة الروس.

وفي ديسمبر/كانون الأول2020 قالت فورين بوليسي الأمريكي التي كشفت عن تقرير مفتش البنتاغون إن “الإمارات لا تحظى بانتباه كبير حين تُذكر للمسؤولين الأمريكيين بحجة أن لدى الولايات المتحدة مصالح أخرى مع الإمارات”.

وعلى أن الصياغة الحذرة في تقرير المفتش العام للبنتاغون بأن “وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية DIA)) قدّرت أنه من الجائز أن الإمارات توفر بعض التمويل لعمليات المجموعة” هي على الأرجح انعكاس للحساسيات السياسية المتعلقة بهذا الموضوع.

ولطالما أحجمت إدارة ترامب عن انتقاد شركاء الولايات المتحدة في الخليج، مثل الإمارات، رغم مزاعم انتهاكاتها لحقوق الإنسان في صراعها في اليمن.

بل ذهب ترامب إلى حد القول إن الولايات المتحدة ليس لها مصالح في ليبيا.

ويقول دوغلاس وايز، الذي شغل منصب نائب مدير وكالة استخبارات الدفاع من عام 2014 إلى عام 2016:

“أتصور أن وكالة استخبارات الدفاع لديها بعض المعلومات القوية عن دعم الإمارات لفاغنر. وإصدار الوكالة لهذا التقرير طريقة أسهل وأقل رسمية وإحراجاً لتوبيخ الإمارات على سلوكها من مذكرة دبلوماسية أو بيان صحفي من وزارة الدفاع أو البيت الأبيض. فهو يقول للإمارات إننا نعرف”.

وتقول المجلة الأمريكية وطوال عام 2020، لاحظ الخبراء الذين يتابعون الصراع في ليبيا ما يشير إلى قوة العلاقات بين الإمارات وروسيا.

وبعد موافقة البرلمان التركي مطلع 2020 على إجراء يسمح للقوات العاملة بالقتال على الأرض في ليبيا إلى جانب المرتزقة المدعومين من تركيا، ازدادت أعداد طائرات الشحن الروسية والإماراتية- وكانت على الأرجح محملة بالأسلحة والذخيرة- المتجهة إلى شرق ليبيا وغرب مصر زيادة كبيرة.

والإمارات، مثل روسيا، تدعم حفتر، طاغية شرق ليبيا الذي كان في السابق أحد المتعاونين مع وكالة المخابرات المركزية وعاش لسنوات في ضواحي واشنطن العاصمة.

نشر طائرات روسية لدعم حفتر

وما أغضب الإدارة الأمريكية في عهد ترامب كان في مايو/آيار 2020 عندما نشرت الإمارات عشرات الطائرات المقاتلة الروسية من الجيل الرابع التي تديرها شركة فاغنر دعماً لقوات حفتر، لمنع القوات المدعومة من تركيا من مواصلة تقدمها في البلاد.

و قال جليل الحرشاوي، الباحث البارز في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ومقرها باريس:

“أثارت تلك الفعلة غضب الكثيرين داخل وزارة الدفاع، لكن الجانب الوحيد الذي أعلن عنه في ذلك الوقت كان انتقاد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا AFRICOM للروس وفضحهم علناً”.

وأضاف “الجانب الآخر بالطبع أن الأمريكيين كانوا يعرفون حق المعرفة أن أبوظبي تكفلت بتمويل جزء من مهمة فاغنر في ليبيا”.