موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات عراب الثورات المضادة في دول الربيع العربي

187

لا تتوقف الإمارات عن إحداث الفوضى وزعزعة الاستقرار في تونس، مهد الثورات العربية، عبر “ثورة مضادة”؛ لإفساد أسس وقواعد الديمقراطية وأنظمة البلاد.

وارتفعت خلال الآونة الأخيرة، أصوات أنصار “الثورة المضادة” التي تمولها دولة الإمارات في تونس وغيرها من دول الربيع العربي، لتهاجم الرئيس ورئيس البرلمان بجملة من الأكاذيب وفعاليات هدفها إفساد عمل مؤسسات الدولة.

ومنذ اشتعال الربيع العربي عام 2011، تتدخل الإمارات في عدة دول عُرفت بدول الربيع العربي مثل “مصر واليمن وليبيا وتونس”. وتنوع التدخل ما بيّن مشاركة عسكرية أو دعم للانقلابات ومحاولات التأثير على سياسات تلك الدول.

واستبق الرئيس التونسي قيس سعيد، بتوجه تحذير شديد اللهجة إلى “أنصار الثورة المضادة ومن يحنّون إلى الماضي”.

وقال سعيد، خلال كلمة وجهها للشعب التونسي بمناسبة عيد الفطر المبارك، إن ما يأملوه أنصار الثورة المضادة “مجرد أضغاث أحلام”.

وأضاف سعيد إنه في ظل الظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد بسبب فيروس كورونا، “اعتكف كثيرون لترتيب الأوضاع وتحقيق ما يراودهم من أضغاث الأحلام”.

وأوضح أن “بعضهم ما زال يحن إلى ما مضى، يحن للعودة إلى الوراء (عهد ما قبل ثورة 2011)، وآخرون يهيئون أنفسهم لأنفسهم بما يحلمون وبما يشتهون، والبعض الآخر للأسف دأبهم النفاق والرياء والكذب والافتراء، هم من قال فيهم المولى تبارك وتعالى: في قلوبهم مرض”.

وحذر سعيد أن من “يستعد للفوضى، بل ويتنقل من مكان إلى مكان لإضرام النار في ممتلكات هذا الشعب، فسيكون بالتأكيد أول من سيحترق بألسنة لهيبها”.

واستطرد: “شعبنا لم يطالب إلا بحقه في الحياة، التونسي لا يريد أن يكون مواطنا يوم الاقتراع ونصف مواطن بعد ذلك، إنه يريد أن يكون مواطنا في وطن له فيه كل الحقوق، لا يكون ساكنا لبيت يقطنه بالإيجار”.

وتعتبر تونس نموذجا للنظام الديمقراطي المفتوح الذي لا تهيمن قوة بعينها في تحديد بوصلته، وهو ما لا يتناسب مع التصور الإماراتي للحكم، خاصة بعد أن فازت حركة النهضة بأول انتخابات عقب الثورة التي اندلعت نهاية 2010.

كما أن فوز النهضة بالانتخابات البرلمانية، وصعود قيس سعيد، المؤيد للثورة إلى الرئاسة بأغلبية ساحقة في الدور الثاني، أمام مرشح الثورة المضادة نبيل القروي، شكل إحدى هزائم الإمارات في مهد الربيع العربي.

وأكد الرئيس التونسي أن “هناك من لا يطيب له إلا العيش في الفوضى، فوضى الشارع، وفوضى المفاهيم، ولكن للدولة مؤسساتها وقوانينها وللمواطنين حقوقهم، وهي ليست مجال سجال أو سوقا للصفقات التي تبرم في الصباح وفي المساء”.

وكان نواب الحزب “الدستوري الحر” المعارض اعتصموا لمدة أسبوع تحت قبة البرلمان، إثر رفض طلب تقدموا به لعقد جلسة استجواب لرئيس البرلمان راشد الغنوشي.

غير أن النواب الستة فضوا اعتصامهم بعد قبول البرلمان الطلب وإعلانه عقد جلسة حوار مع الغنوشي، للحديث عن مواقفه السياسية الإقليمية، خاصة الملف الليبي، في 3 يونيو/حزيران المقبل.

وزعمت تقارير لإعلام سعودي وإماراتي، مؤخرا، أن الغنوشي حقق ثروة مالية ضخمة منذ عودته إلى تونس.

ويرى مراقبون أن الحملة تهدف إلى الوقيعة بين البرلمان والرئاسة في تونس، وإثارة معارك جانبية بين الكتل رغبة في تفكيك مؤسسات الدولة، فيما يعتبرها خبراء محاولة للتغطية على الفشل في ليبيا.

وإثر الحملة، تقدّم الغنوشي الأربعاء للنيابة العامة بعدد من القضايا العدلية بحق أشخاص ومؤسسات تعمدت نشر إشاعات وأكاذيب.

ودعا الغنوشي، خلال كمة وجهها بمناسبة عيد الفطر، مواطني بلاده إلى التضامن ورصّ الصفوف والتهدئة. وقال “نتجه إلى مرحلة أخرى هي مرحلة ما بعد كورونا، لذا ندعو الجميع إلى التضامن ورصّ الصفوف وندعو إلى التهدئة وندعو إلى التوافق”.

وأضاف أنه “بعد النجاح في الانتقال الديمقراطي والسياسي، علينا أن نتوجّه إلى المجتمع -وخاصة إلى الفئات الضعيفة والجهات المحرومة- لتحقيق التنمية المطلوبة”.

وأشار إلى أن “الرهان يتمثل في نجاح التنمية كما نجحنا في السياسة، وأن ننجح في العدل الاجتماعي كما نجحنا في الحريّة”.

يذكر أن النظام الحاكم في الإمارات، دعم سابقا حزب “نداء تونس”، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2014، واعتبر حينها انتصارا “للثورة المضادة” على أحزاب الثورة، لكن “نداء تونس” كان مشكلا من خليط غير متجانس بين مؤيدي نظام زين العابدين بن علي السابق واليساريين، جمعهم العداء للنهضة التي لم يجدوا بدا من التحالف معها ولو على مضض.

ولم تحل انتخابات 2019، حتى كان “نداء تونس” انقسم وتشظى إلى عدة أحزاب، وفقد الكثير من تأثيره على المشهد السياسي، لكن الإمارات، بحسب تقارير إعلامية، راهنت هذه المرة على حزب بن علي الجديد؛ وهو الحزب “الدستوري الحر”، بقيادة عبير موسى، المعروفة بهجماتها المتكررة على التيار الإسلامي.

وخلال الأيام الماضية، هاجمت قيادات تونسية، بشدة، النظام الحاكم في دولتي السعودية والإمارات على جرائمهم ومخططاتهم وإشعالهما للحرب والفوضى في الوطن العربي.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة نور الدين البحيري، إن دولة الإمارات تسعى إلى إشعال الحروب في المنطقة وفي دول أخرى كليبيا واليمن وتونس.

وأوضح البحيري أن حملات التشويه الأخيرة التي استهدفت حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي تهدف إلى ضرب صورة تونس وتدمير التجربة التونسية مثلما يحصل في ليبيا باستهداف أُسس الدولة الشرعية من خلال محاولات إغراق ليبيا في حمام دم وفي الانقلاب ضد الحكومة الشرعية.

وأكد أن المستهدف الحقيقي من وراء كل ذلك هو ثورة تونس والتجربة الديمقراطية التي مكّنت البلاد من أفق تحريرية وحداثية شملت عدة مستويات.

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة الأسبق ونائب رئيس النهضة علي العريض، أن هناك حملات إعلامية وسياسية للتحريض على الفوضى وعلى البرلمان وعلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي وعلى الحكومة وافتراءات لا تنتهي ضد حركة النهضة.

واعتبر العريض، في تدوينة على صفحته الرسمية أن “هذه الحملات مدعومة، ومؤشرات كثيرة تدل على أنها أيضاً ممولة من أطراف خارجية لم تكفّ عن محاولات إفشال ثورة الحرية والكرامة”.

ودأبت دولة الإمارات منذ انطلاق الربيع العربي، على محاولة إفشاله عبر “ثورات مضادة” وتركيز حشدها المالي والإعلامي والعسكري في مصر واليمن وليبيا، لكن دول المغرب العربي البعيدة جغرافيا عن أبو ظبي، لم تسلم هي الأخرى من محاولة جر كل من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا إلى حظيرتها، بالرغم من الثقل السكاني والجغرافي والعسكري والحضاري الذي تمثله هذه الدول مقارنة بها.

وتجد أبوظبي صعوبة في احتواء دول المغرب العربي، ومحاولة تجنيد أنظمتها في حربها ضد التيار الإسلامي المعتدل، خاصة وأن هذه الدول متصالحة مع هذا التيار، وإن اصطدمت نخبها العلمانية معه في أكثر من مناسبة.