موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فيديو: الإمارات تكرس نفسها مأوى للمارقين والفاسدين

329

كرست الإمارات على مدار الأعوام الأخيرة نفسها مأوى للمارقين والفاسدين حول العالم ليصبح ذلك السمة الغالبة للدولة.

وفي أحدث إدانة دولية، كشف موقع فورين بوليسي الأميركي (Foreign Policy) عن مطالبة منظمات حقوقية الإمارات بالتعاون مع دولة جنوب أفريقيا وتسليمها متهمين بالفساد وتخريب الاقتصاد.

وقالت منظمتا كوربشن ووتش (Corruption Watch)، وهيومن رايتس فيرست (Human Rights First) إن الأشقاء غوبتا (Gupta) الثلاثة وهم: أجاي (Ajay)، أتول (Atul)، راجيش (Rajesh) لديهم شبكة عالمية من العلاقات المالية، ويُزعم أنهم تلاعبوا بدولة جنوب أفريقيا لمصلحتهم الشخصية.

وقد فر هؤلاء إلى دبي بعد سقوط رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما ورعاتهم السياسيين الآخرين عام 2018.

وأكدت المنظمتان أن على الحكومة الإماراتية تسليم الإخوة غوبتا، كون أن إيواءهم يهدد بالإضرار بسمعة الإمارات الدبلوماسية والمالية.

وشددت المنظمتان على أن تحقيق العدالة أمر دولي، وهو مسألة رفعتها سلطات جنوب أفريقيا إلى ذروتها من خلال طلب إشعارات الإنتربول وإرسال طلبات تسليم اثنين من هؤلاء الإخوة وزوجاتهما وبعض الشركاء التجاريين.

وأشارتا إلى أن الإمارات تعرقل ولا تساعد، فيما أكد كبار المسؤولين في جنوب أفريقيا إلى أن الإمارات تعاملت مع عائلة غوبتا بطريقة تضر بسمعة الدولة لكونها صامتة وغير متعاونة مع تحقيقات الفساد الأجنبية.

وطالبت المنظمتان حكومات العالم بالضغط بشكل مشترك على الإمارات لتتعاون في مسائل الفساد، بما في ذلك اتخاذ إجراءات فورية بشأن الطلبات التي قدمتها سلطات جنوب أفريقيا.

ومنذ سنوات تحولت الإمارات إلى مأوى للمارقين والهاربين من قضايا فساد والهاربين من أحكام بالسجن في بلادهم إلى جانب المتورطين بمؤامرات داخلية ومحاولات لقلب نظام الحكم.

ويتماهى ذلك مع خطط حكام الإمارات لنشر الفوضى والتخريب ولتعاون مع الشخصيات المثيرة للجدل والتي عليها علامات استفهام في بلدانهم في ذلك.

وقد وجد العديد من رموز الفساد في الوطن العربي وبعض الدول الأخرى في الإمارات ملاذاً آمناً للهروب من قبضة العدالة في بلادهم، أو حتى العدالة الدولية، ومنفذاً مناسباً لاستثمار ما حصدوه من عمليات الفساد في بلادهم.

ومن أبرز من احتضنتهم الإمارات محمد دحلان العضو المطرود من حركة فتح، الذي لجأ إلى أبوظبي بعد هروبه من حكم بالسجن في مايو 2011.

وأصبح المطرود دحلان مستشاراً أمنياً لمحمد بن زايد، بالرغم من الاتهامات التي وجهت إليه بالتورط في اغتيال ياسر عرفات، وما أثير عن علاقاته المشبوهة مع مسؤولين إسرائيليين.

وحاولت الإمارات أن تدفع بالمطرود دحلان إلى الحياة السياسية في فلسطين، ليكون ذراعها الأيمن هناك، وأكدت تقارير مختلفة أن الإمارات كانت تخطط للإطاحة برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليحل دحلان بدلاً منه.

ومن أكثر الشخصيات جدلاً الذين تؤويهم أبوظبي أحمد علي عبدالله صالح، الذي توفر له الحماية هو وأسرته، بالرغم من الحرب القائمة في اليمن منذ 2015، والتي تشنها الإمارات والسعودية ضد الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قبل رحيله.

كما تؤوي اللواء محمد ناصر أحمد وزير الدفاع اليمني السابق هو وعائلته وذلك بعد توجيه اتهامات له بالفساد.

وتؤوي الإمارات شقيقة رئيس النظام السوري بشار الأسد بشرى كما سمحت لرموز النظام بالاستثمار فيها، وأتاحت لهم الفرصة للمشاركة في تمويل عمليات قتل الأبرياء من أبناء الشعب السوري، ومنهم رامي مخلوف رجل الأعمال السوري وابن خالة بشار الأسد، الذي فتحت له السلطات في الإمارات حسابات بمليارات الدولارات.

كما استضافت الإمارات عدداً من رموز الفساد في نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بينهم رئيس وزراء مصر الأسبق أحمد شفيق، الذي هرب إلى الإمارات في يونيو 2012، خوفاً من إدانته في عدد من قضايا الفساد، ثم غدرت به مرة أخرى، وأرسلته إلى مصر، بعد أن تجرأ وأعلن مؤخراً عزمه الترشح في انتخابات الرئاسة المصرية.

كما هرب إلى الإمارات أيضاً وزير العدل المصري السابق أحمد الزند، خوفاً من الملاحقة القضائية في عدد من قضايا الفساد.

وكان وزير الصناعة والتجارة السابق رشيد محمد رشيد، أول من فتح أبواب الإمارات للهاربين من بقايا نظام مبارك.

فبينما كان النظام المصري يتساقط، رتب لعملية هروب مقننه إلى دبى ونقل أمواله إليها وسافر عبر طائرته الخاصة من صالة 4 بمطار القاهرة وذلك بالترتيب مع  أسرته وزوجته وأخته حسنة رشيد الذين سبقوه إلى هناك .

وتؤوي الإمارات كذلك عدداً من رموز الفساد في نظام العقيد الليبي معمر القذافي، منهم محمود جبريل وزير التخطيط في عهد القذافي، وعبدالمجيد مليقطة أحد الرموز المهمة في تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل، وهو شقيق عثمان مليقطة قائد كتائب القعقاع.

وبعيداً عن المنطقة العربية، احتضنت الإمارات عدداً من رموز الفساد حول العالم، منهم رئيسة الوزراء التايلاندية السابقة ينجلوك شيناواترا التي تواجه تهم فساد.

كما أن رئيس الحكومة الباكستاني الأسبق برويز مشرف المتهم بعدة قضايا فساد سارع بالهرب إلى دبي بحجة السفر لتلقي العلاج الطبي بعد أن أمرت المحكمة العليا في باكستان الحكومة برفع الحظر عن سفره.

وفي القائمة كذلك الرئيس الباكستاني السابق آصف علي زرداري الذي هرب إلى الإمارات خشية القبض عليه بتهمة اختلاسات مالية تصل إلى مليارات الدولارات، بعد إلقاء القبض على أقرب معاونيه.

مأوى الإمارات للهاربين والمارقين قوبل انزعاج دولي واسع، عبر عنه المجلس الأمني الأوروبي في بقوله إن الإمارات أصبحت مركزا متزايدا لارتكاب الجرائم الاقتصادية والمالية.