في سابقة هي الأولى من نوعها وتعبير عن الامتنان من حسن الاحتضان والمعاملة، نشرت الجالية اليهودية في دولة الإمارات مقطعي فيديو عبر حسابها في “تويتر” تدعو فيهما لحكام البلاد وللحكومة والقوات المسلحة.
وجاء في الدعاء: “نسألك يارب أن تبارك وتحمي وتحرس وتعين وتمجد وتعظم وتزيد من رفعة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ونائبه حاكم دبي محمد بن راشد، وجميع حكام الإمارات وأولياء عهودهم”.
Our blessings for the UAE
دعاء من أجل #الإمارات
Part 1 pic.twitter.com/JudlzkyEnr— Jewish Community of the UAE (@JewishUae) June 1, 2020
Part 2 pic.twitter.com/ZkphJ2pFPo
— Jewish Community of the UAE (@JewishUae) June 1, 2020
ويتصاعد الاحتفاء الإسرائيلي، يوما بعد آخر، بدولة الإمارات ونظامها الحاكم؛ لمواقفه المنحازة لليهود في العالم والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، عدا عن عداءها الملحوظ ضد القضية الفلسطينية ومقدساتها.
وبرز دور الإمارات جليا في دعمها لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صفقة القرن، التي رفضها الفلسطينيون والمجتمع الدولي؛ كونها تنتقص من الحقوق الفلسطينية وقرارات الشرعية الدولية.
لكن الإمارات أعلنت رسميا دعمها للصفقة الأمريكية، وقالت السفارة الإماراتية في واشنطن، إن “الخطة المعلنة بمثابة نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة”.
وليس هذا فحسب، بل اعترفت الإمارات في 2018م بالجالية اليهود كمجتمع صغير ضمن سكان إمارة دبي، وأظهرت تقدماً غير مسبوق في دعم الديانة اليهودية ضمن خططها للتطبيع مع إسرائيل، من خلال إعلان موعد إنشاء أول معبد يهودي رسمي في البلاد والأكبر بالمنطقة، والذي سيكتمل في ثلاث سنوات ويُفتتح عام 2022.
وعلى الرغم من أن إسرائيل والإمارات لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، فإن الدولتين تربطهما علاقات اقتصادية ويسمح للإسرائيليين بدخول البلاد إذا ما كانوا يحملون جواز سفر أجنبيا غير إسرائيلي أو باستخدام تأشيرة خاصة.
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
لكن مسؤولين إسرائيليين أعلنوا، في أكثر من مناسبة عن تحسن العلاقات مع دول عربية عديدة من دون تسميتها.
وزادت وتيرة التطبيع، خلال السنوات الماضية بين دول الخليج العربي وإسرائيل، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات والسعودية.
وبعد أن كانت إسرائيل في السابق تمتنع عن النشر عن علاقاتها مع دول عربية لا توجد معها علاقات دبلوماسية؛ لتجنُّب إحراج هذه الدول، أصبحت الآن أكثر انكشافاً مع بعض الدول العربية وفي مقدمتها الإمارات، في وقت لم تعد فيه أبوظبي تجد حرجاً في التصريح بها رسمياً.
وفي نوفمبر 2015، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”تل أبيب” لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وأعلنت إسرائيل في 10 ديسمبر2019، مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020″، مشيرة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم، زار دبي، في إطار الاستعدادات لمعرض “إكسبو 2020″، ووقَّع على اتفاق المشاركة.
وفي 15 ديسمبر 2019، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن وفداً من كبار المسؤولين في وزارة القضاء الإسرائيلية توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد، ينظَّم بأبوظبي.
وصعد النظام الحاكم بدولة الإمارات وتيرة التطبيع مع إسرائيل، وكان آخر ذلك نشر حسابات سفارات دولة الإمارات في عدة دول، تهاني لليهود بمناسبة احتفالهم بما يسمى “عيد الحانوكا” (الأنوار) في ديسمبر.
وتمنَّت السفارات في تغريدات نشرتها على حساباتها بمنصة “تويتر”، “السعادة لليهود”، مضيفةً: “أطيب تمنياتنا لأصدقائنا في الديانة اليهودية بمناسبة اليوم الأول من عيد الأنوار”، وهو ما أنعش (إسرائيل) التي وصفت تلك الرسائل بـ”الدافئة”.
وقبل ذلك، تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، تغريدات تروّج لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية، على منصة “تويتر”.
وأعاد نتنياهو نشر تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي، على حسابه بـ”تويتر”، معرباً عن سعادته بما “يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.
ونصت تغريدة نتنياهو: “أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”.
ورأي المحلل الإسرائيلي جاكي حوجي أن قادة الإمارات باتوا على استعداد للخروج بالعلاقات مع “تل أبيب” من السرية إلى العلن، وأن افتتاح “سفارة إسرائيلية” في أبوظبي لم يعد حلماً بعيد المنال.
كما أعربت الخارجية الإسرائيلية عن فخرها بارتفاع عَلمها بإحدى الدول العربية مجدداً، مارس 2019م، من خلال وفدها الرياضي المشارك في الأولمبياد الخاص الذي أقيم بدولة الإمارات، مؤكدة أنه أكبر وفد رياضي يمثلها في بطولة رياضية على أرض عربية.
ولم يتوقف التطبيع على الأرض فقط، بل وصل إلى الجو، بمشاركة رائد فضاء إماراتي الجنسية في رحلة إلى الفضاء في سبتمبر الماضي، كانت قد كشفت عنها سابقاً صفحة “إسرائيل بالعربية” والتي قالت على موقع “تويتر”: إن الرحلة ستكون “بمشاركة رائد فضاء إماراتي ورائدة فضاء إسرائيلية”.
ونشرت الصفحة يومها صورة لرائدة الفضاء جيسيكا مائير، المولودة لأب إسرائيلي، والتي انطلقت إلى الفضاء، حاملةً العَلم الإسرائيلي.
كما هبطت أول طائرة إماراتية في مطار “بن غوريون” بمدينة تل أبيب، بتاريخ 19 مايو/ أيار المنصرم، بعدما أقلعت من أبو ظبي في رحلة جوية مباشرة.
وحملت الطائرة المملوكة لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية، وقتها، مساعدات طبية للسلطة الفلسطينية التي رفضت استلامها لأنها جاءت دون التنسيق معها، وقالت إن هدفها تعزيز التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.