موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير بريطاني: رحلة مسبار الأمل الإماراتية إلى المريخ وغرور الديكتاتورية

180

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا عن أول مهمة لدولة الإمارات إلى المريخ، والتي أسمتها “مسبار الأمل”، مبرزة فيه شبهات غرور الديكتاتورية التي تلتصق بالنظام الحاكم في أبو ظبي.

وتساءل تقرير الصحيفة عن توقيت إطلاق المهمة هذا الذي يأتي وسط أزمة فيروس كورونا وتراجع في أسعار النفط وبطء في النمو الاقتصادي، وتراجع في السياحة وجدل حول مشاركة الإمارات في الحروب الأهلية بالمنطقة. وأشار الكاتب إلى أن قادة الإمارات يصورون المهمة للمريخ التي ستأخذ “المسبار” عاما حتى يصل إلى الكوكب هذا بأنها عن نجاة ومستقبل الشرق الأوسط عامة.

ويرى التقرير أن المهمة هي إشارة عن توزع “كارتل الفضاء” الذي كان حصرا على القوى العظمى، بطريقة صارت فيه دول وطنية أو شركات خاصة تسيير مهام إلى الكواكب.

وقال إن “مسبار الأمل للمريخ” التي ستنطلق من اليابان في 15 تموز/ يوليو، وتحضّر لها الإمارات منذ عام 2014، والتي يرى عمران شرف، مدير المشروع أنها جزء مهم من التنمية الاقتصادية للبلاد، وهي “عن مستقبل ونجاة الإمارات” كما يقول.

ولن يهبط المسبار على المريخ، ولكنه سيدور حوله لدراسة الدينامية التي تحيط به ومناخه لمدة عام، حيث سيتم تشكيل صورة عنه. وواحدة من المهام هي البحث عن السبب الذي أدى لاختفاء الهيدروجين والأكسجين من المريخ.

وقالت نائبة مدير المشروع سارة العامري: “نحن ندرس كوكبا يشبه كوكبنا ولكنه مر بتطورات جعلته بدون ماء وهو المكون الرئيسي للحياة”. وقالت: “مثلا، لو كانت هناك عاصفة رملية على المريخ، فهل هذا سيزيد معدلات هروب الأوكسجين والهيدروجين؟” وتؤكد الإمارات أن البيانات التي سيتم جمعها ستوزع على 200 مؤسسة فضائية بما فيها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.

ويعلق التقرير أن هذا الصيف سيكون حافلا لكوكب المريخ، حيث تحضّر كل من الصين والولايات المتحدة لمهام في الكوكب، ولكن لا مهمة مثيرة للفضول مثل الإماراتية. فلم يمض على نشوء الإمارات سوى 50 عاما، ولا تملك إلا قاعدة بدائية من ناحية الهندسة والبحث العلمي. ومن هنا فالمهمة الإماراتية مثيرة؛ لأن نسبة 50% من المهام التي انطلقت للمريخ انتهت بالفشل، ولا يضمن شرف نجاح المهمة، ولكنه يرى أن الفحص ضروري قبل الإطلاق.

واعتبر أن إطلاق المهمة يأتي في وقت تشهد فيه دبي ركودا اقتصاديا وانخفاضا في أسعار النفط وحروبا في الخارج، وكلها تمنح ذخيرة للإماراتيين الذين يرون في المهمة مشروعا عملاقا يعبر عن الغرور، ويأتي في وقت مناسب وتشرف عليه قيادة ديكتاتورية.

ولكن قيادة الإمارات ترى فيه صورة عن محاولة خلق قوة عمل متنوعة وماهرة لمرحلة ما بعد النفط. ويرى أن الرسالة وراء المهمة هي الاحتفال بالذكرى الخمسين على ولادة الإمارات في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2021  “برسالة كبيرة وهي الوصول إلى المريخ” حسبما يقول.

وأرسلت الإمارات قمرا صناعيا العام الماضي بالتعاون مع كوريا الجنوبية، كما أرسلت هزاع المنصوري في أول رحلة فضاء دولية. إلا أن شرف يقول إن مهمة المريخ مختلفة؛ لأن “الشرط هو أن تبنيها لا تشتريها”.

ولهذا بحثت الإمارات عن شركاء في الولايات المتحدة واليابان التي ستكون نقطة الانطلاق، وعملت مع جامعة كولورادو وجامعة ولاية أريزونا ومختبر الفضاء في بيركلي- كاليفورنيا، وسيتم إطلاق المسبار من مركز تانجيشيما للفضاء في اليابان.

وتؤكد العامري أن هذا المشروع ليس إماراتيا بالاسم، وأن الباحثين الإماراتيين سيكونون في مركزه. فحتى وقت قريب كان الطلاب المتخرجون من كليات الكمبيوتر يعملون على مشاريع تم تطويرها في الخارج، إلّا أن مهمة الاستكشاف الفضائي تعتبر فرصة لتطوير ثقافة محلية للبحث العلمي والهندسة.

ويتخبط النظام الحاكم في دولة الإمارات في أزماته الداخلية والخارجية ويحاول التغطية على ذلك بحملات دعائية منها شراء مقعد للفضاء مقابل مبلغ مالي ضخم وصل إلى 75 مليون دولار في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

إلا أن السحر انقلب على الساحر بحيث أثار خبر انكشاف فضيحة دفع المبلغ المالي المذكور من النظام الإمارات سخطا وانتقادات واسعة في الدولة التي تعاني من انهيار اقتصادي حاد.

ولم يكن لدى دولة الإمارات أي رواد فضاء قبل عامين فقط، ما أثارت التساؤلات عن المبلغ الذي دفعته أبوظبي إلى موسكو نظير إتاحة الفرصة أمام الطيار المقاتل السابق هزاع المنصوري للذهاب إلى الفضاء.

من جهتها كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية النقاب أن السعر الذي لم يُفصح عنه علنًا للتعاقد الذي أبرمته الإمارات مع روسيا.

وقالت الصحيفة الأمريكية “دون أن تمتلك صواريخ أو مركبة فضائية خاصة بها، اشترى مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي مقعدًا من وكالة الفضاء الروسية على متن المركبة (سيوز)، بالطريقة ذاتها التي اشترى بها سائحو الفضاء الأثرياء مقاعد على الرحلات المتوجهة إلى المحطة الفضائية”.

لهذا السبب تشير “وكالة ناسا” إلى السيد هزاع المنصوري بوصفه “مشاركًا في رحلات الفضاء” وليس رائد فضاء محترف.

وليس سرًّا أن روسيا تتقاضى 75 مليون دولار من “وكالة ناسا” مقابل إرسال رائد واحد على متن مركباتها إلى المحطة الفضائية الدولية.

وبمبلغ يبلغ 58 مليون دولار يمكن للسائح العادي القيام برحلة إلى الفضاء على متن إحدى الرحلات التي تنظمها شركات خاصة، مثل “Space X” و”Boeing”.

 أما إذا كان السائح يرغب في الوصول فقط إلى حدود طبقة الأتموسفير التي تفصل الأرض عن الفضاء الخارجي، فإن شركة “Virgin Galactic” يمكنها توفير مقعد على متن مركبتها مقابل 250 ألف دولار.

والمرفقات الدعائية التي اصطحبها هزاع المنصوري معه إلى الفضاء، قد تسلط الضوء على الهدف الحقيقي من وراء هذه الرحلة وشملت علم الإمارات، وصورة للقاء مؤسس الإمارات زايد برواد الفضاء من رحلة أبوللو، ونسخة من كتاب “قصتي” لمحمد بن راشد.

وقد عاد المنصوري أمس الخميس إلى الأرض بعد مهمة استمرت ثمانية أيام.  وقالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عبر قناتها المتلفزة “الطاقم في حال جيّدة” قبل بثّ مشاهد تظهر الرواد الثلاثة وهم يخرجون من المركبة.

وقام هزاع المنصوري بعلامة النصر بيده أمام الكاميرا وهو جالس على كرسي متنقّل ريثما يتكيّف مجددا مع تأثير قوّة الجاذبية.

وكانت مركبة “سويوز ام اس-12” التي نقلتهم قد انفصلت عن محطة الفضاء الدولية عند الساعة 7,36 بتوقيت غرينتش ثم باشرت نزولها نحو الأرض الذي استغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة. وحطّت المركبة في سهوب كازاخستان، على بعد 150 كيلومترا شرقا عن أقرب مدينة.

وأمضى المنصوري ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية منذ وصوله في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر، في حين أمضى هايغ وأفتشينين 103 أيام في المحطة. أما الرائدان الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأميركية جيسيكا مير اللذان رافقاه في الرحلة ذهابا، فهما سيعودان إلى الأرض في الربيع المقبل.

وحاول ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد الترويج للمناسبة فكتب على تويتر “نحمد لله على عودة هزاع المنصوري سالما إلى الأرض بعد رحلة ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية”.

ومثلما أحاطت الولايات المتحدة إنجازها التاريخي بالصعود إلى القمر بـ”حملة دعائية كبرى”، تحاول الإمارات محاكاة المسيرة ذاتها بتغطية إعلامية مكثفة على مدار الساعة.

بيدَ أن هذه الرحلة الهوليودية إلى الفضاء، لا تستطيع إخفاء ما وصفته منظمة العفو الدولية بـ”الجانب الشرير” للصورة “الساحرة” التي تحاول الإمارات تصديرها.