أبرزت وكالة بلومبورغ الأمريكية سعي الإمارات إلى تحسين صورتها بالتوسط بين الهند وباكستان من أجل لعب دور جديد كصانعة سلام.
وأشارت الوكالة إلى أن خطوة الإمارات التي يطلق عليها اسم “اسبرطة الصغيرة” جاءت بعد تقليص تدخلاتها العسكرية مؤخرا.
وجاء في تقرير للوكالة أن الجنرالات الأمريكيين مثل وزير الدفاع الأمريكي الأسبق جيم ماتيس أطلقوا على الإمارات لقب أسبرطة الصغيرة على نطاق واسع كدولة صغيرة تتخطى وزنها بكثير من الناحية العسكرية.
ونبه التقرير إلى أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد كان المحرك الرئيسي لاتفاقيات إشهار التطبيع العام الماضي بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
وذكر أن “أحدث مشاريع صنع السلام في الإمارات هو الأكثر جرأة بالتوسط في المفاوضات بين الهند وباكستان”.
وقال التقرير إن الإمارات تسعى إلى تسهيل تبادل السفراء بين نيودلهي وإسلام أباد واستعادة الروابط التجارية بين البلدين.
والأكثر طموحًا أنها تهدف إلى تأمين تفاهم قابل للتطبيق بشأن إقليم كشمير، التي كانت نقطة اشتعال لعدة حروب منذ انفصالها عام 1947 عند الاستقلال عن الحكم البريطاني.
ونبه التقرير إلى أن الجارتين المسلحتين نوويًا عالقة في ما قد يكون أخطر مواجهة في العالم.
وبدأت الجولة الأخيرة من التوترات قبل عامين عندما قُتل 40 جنديًا هنديًا في هجوم انتحاري، تبنته جماعة إرهابية مقرها باكستان في كشمير.
وردت الهند بشن ضربات جوية داخل باكستان. منذ ذلك الحين، ظل زعماء البلدين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الباكستاني عمران خان يتسمون بالحرارة والبرودة، مع إحراز تقدم ضئيل نحو السلام – حتى إعلان الشهر الماضي.
ولفت التقرير إلى أن الإمارات تحاول استغلال علاقاتها التجارية الوثيقة مع كل من الهند وباكستان للعب دور وساطة بينهما.
وأضاف أن الإمارات كذلك موطن لملايين العمال المغتربين الهنود والباكستانيين.
وبما أن الصراع متجذر في عدم الثقة بين الهندوس والمسلمين، فإن مؤهلات الإمارات تعززت من خلال الترويج القوي في الداخل والخارج للفصل بين السياسة والدين.
وتلعب مبادرة جنوب آسيا أيضًا دورًا في سعي الإمارات المتحدة لتحقيق أهداف مهمة أخرى للسياسة الخارجية.
فهي تساعد على تعميق الشراكة مع واشنطن من خلال موازاة الجهود الأمريكية لحل الصراع في أفغانستان المجاورة، حيث توجد مصالح اقتصادية وأمنية متنافسة بين الهند وباكستان.
في نفس الوقت الصداقة بين حلفائها مرغوبة بشكل مضاعف بالنسبة للإمارات حيث يبدو أن الشهية الأمريكية للعمل في الشرق الأوسط آخذة في التضاؤل.
ولفت التقرير إلى تقليص الإمارات مؤخرا على وقع الضغط الدولي تدخلاتها العسكرية في ظل تورطها بالحروب في اليمن وليبيا ودول إفريقية.
كما سعت الإمارات إلى تخفيف حدة التوترات مع إيران وتقود الجهود العربية لإعادة الانخراط مع نظام بشار الأسد في سوريا.